الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهايه)(الحلقة الخامسة)

عبد الحسن حسين يوسف

2012 / 1 / 20
سيرة ذاتية



كان اليوم الاول لي في الغرفه رقم(17أ) مؤلما رغم انه الان مضحكا جدا .لقد تعودت على اسمي السابق وهو 42 وعندما خرجت االى المرافق الصحيه في الصباح كان في ذهني هو رقم غرفتي القديمه وعندما نودي على رقم 17 بالخروج من التواليت لم اخرج لانه بالنسبة لي ليس رقمي وكرر النداء و(حضرتي ) لم يتزحزح من مكانه ولم اشعر الا وقد دخل احد الجلادين علي التواليت لينهال علي بالضرب في جميع الاماكن من جسمي ويقول (ابن الك.....انته رقمك مو17 ليش ما تطلع الا اطلعون بالقن...) تذكرت ان رقمي قد تغير ولكن بعد فوات الاوان وحصولي على علقه ساخنه كما يقول المثل المصري .استقبلني د.خلف معاتبا ومتألما لماذ تأخرت قلت له لقد نسيت رقمي الجديد قال ضاحكا سوف لن تنساه بعد الان قلت له بالتاكيد لن انسى عرف الدكتور خلف اني جندي متطوع واني شيوعي من القيادة المركزية وهو القومي المعروف والاستاذ الجامعي كنت اعتقد في داخلي انه استهان بي فشحذت كل همتي وكل مااحفضه عن لينين وماركس وكلماتي الجنوبيه بحكم كوني (شروكي بامتياز) وكأني سوف ادخل معركة مع الدكتور وليس معتقل مثله .كان الرجل لطيف جدا استطاع امتصاص ما افكر فيه وتحول وجودي معه الى نقاش يومي هادىء اعتقد ان الدكتور بدء يغير نضرته عني ونسى اني جندي بل شيوعي فقط كان ذلك بفضل اجدادي العضام ماركس وانجلز ولينين وكتاب كان يعتبر انجيلي الدائم (اصول الفلسفة الماركسية للشهيد الفرنسي الكبي جورج بولتيزر)قمنا نحن الاثنين بتصنيع ادوات شطرنج من لب الصمون وجعلنا الادوات باشكال مختلفة للتمييزبينها كان الدكتور لاعبا ماهرا تعلمت منه الكثير استثمرته في اللعب بالسجون الاخرى مع الاخرين..هناك اتفاقية عقدت بيني وبين الدكتور وهي ان في هذا القاطع مراقب (حجاب) القومي ومن اهالي القائم ومراقب اخر معتقل ايضا من اهالي الناصرية تهمته شيوعي اسمه(فتحي) فكان اذا قام فتحي بتوزيع الغداء يعطي اللحم الى الشيوعيين اكثر من الباقين واذا كان الموزع حجاب يعطي للقوميين وغيرهم لحم اكثر من الشيوعيين كانت اتفاقيتنا انا والدكتور ان نأكل معا حتى نتقاسم اللحم سوى كان الموزع فتحي الشيوعي او حجاب القومي اسميناها للفكاهه(الجبهة القومية الشيوعية لللحم) رغم سوء التغذية وعدم انتضامه اصبح في غرفنا ضيف دائم وبكميات جيده هو لا يحب التمن والمرق الطازج بل ياخذه منا بعد ان نحوله الى دم هذا الضيف هو (القمل) فاجسامنا لم يصلها الماء لاشهر والصابون لا وجود له نهائيا وملابسنا البالية قد لا يعرف لونها الاصلي الا بصعوبة من كثر ما علق بها من اوساخ والحلاقه غير موجوده اطلاقا حتى اصبح الصلع نعمة من الله لم يرزقني الله بها الابعد خروجي من السجن بمدة طويلة في الوقت الذي اصبحت لا احتاجه (ربما الى الله فيها حكمة)كان االمعتقلين جميعا عرضه للظرب في اي لحضة ولكن هناك زبائن دائميين من مختلف الاتجاهات اولهم الضابط القومي هادي خماس الذي كانوا يجبروه على النباح مثل الك .... ولم يشفع له انه كان من ضباط انقلاب شباط 1963 ومذيع بيانه الاول وهناك اثنين من المعتقلين احدهم اسمه علوان جبرحبيب وهو المعلم من الناصرية والذي كان مسؤول محلية اربيل للقيادة المركزية ومعتقل اخرفلاح من الكوت اسمه (علوان جبر حمار) وكان اسم جده هو حمارفعلا كان هذا الفلاح المناضل قد زوج ابنته الى احد المناضلين الهاربين من المدينة وكان الجلادين يريدون ان يعرفوا الاسم الحقيقي لهذا المناضل الهارب والفلاح ينكر معرفته لاسمه الحقيقي وعندما يسئلوه وكيف تزوج ابنتك لمن لاتعرف اسمه يجيب لقد زوجتها للحزب وليس له الامر الذي يثير غضبهم فيقوموا بجرجرته في القواطع وهو بحالة يرثى لها وقد تجاوز عمره السبعين ومن اساليبهم القذرة يقومون باخراج المعلم علوان جبر حبيب ويضربوه بكل انواع الضرب ثم ياتي احدهم وباستهزاء ليقول لهم ليس هذا المطلوب بل المطلوب علوان جبر حمار ليخرجوه الاخر وياكل حصته من الضرب وسط ضحك الجلادين وكانهم في حفله راقصه..كثيرا من المعتقلين جنوا او ادعوا الجنون في محاولة للتخلص من التعذيب ولكن جنونهم او تصنعهم ذلك لم يخلصهم من التعذيب بل العكس تحولوا الى عرض مسرحي يومي للجلادين ونحن بالطبع لا نسمع الا الامهم وكلماتهم الغير طبيعية وضحك الجلادين الهستيري كان احد هاؤلاء الذين ادعوا الجنون هو(امبن...لاداعي لذكر اسم ابيه)وقد نجح باطلاق سراحه ولكنه تحمل من الضرب لوكان للضرب وزن لكان اطنان لا يحملها الا سيارة لوري كبيرة وقد تم اطلاق سراحه بعد ان اقنعهم بجنونه ولكنه استطاع بعد ذلك اكمال دراسته الجامعية وهو الان محامي كبير في منطقة(.........) تحياتي والى حلقة قادمه واعتذر من الاطال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه مجدده عزيزي عبد الحسين
فؤاده ( 2012 / 1 / 20 - 16:02 )
سلم قلمك عزيزي لكنك تقطر لنا بالقطاره هذه الذكريات الاليمه هلم بك وبهمتك ولا تكن بخيل علينا فالشيوعي من سماته الكرم لا بل اكرم الجميع فأعطنا المزيد دفعه واحده
قرأت لك مقالك بخصوص ردك على الاخ محمد الرديني فعلا هناك فرق بين الاستهزاء والكتابات الساخره , احيانا يكون الاستهزاء لا بل دوما يكون مردوده عكسي
اجمل تحيه لك


2 - يا كومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد ( 2012 / 1 / 20 - 20:01 )
الرفيق العزيز ابو ضياء
احيك على هذا الجهد واظم صوطي لصوط الرفيقه فؤاده لاتكن بهذا البخل
كل ماساتنا جاءت من اعتبار ما كتبه ماركس ولينين انجيل
اعانقكم


3 - شكرا سيدتى فؤاده
عبد الحسن حسين يوسف ( 2012 / 1 / 20 - 20:21 )
سلمت متابعتك لما اكتب ولولا الكهرباء التي تقيد كتابتي لما كانت بالقطاره ساحاول في الحلقه القادمه ان اكون في همة اكبر واتجاوز عمري تحياتي واتمنى لك الصحه والموفقيه


4 - تحياتي رفيقي فؤاد محمد
عبد الحسن حسين يوسف ( 2012 / 1 / 21 - 14:10 )
عزيزي ابو همسه المحترم اشكرك على متابعتك لي اتمنى لك الصحه تحياتي

اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يشن غارات على رفح ويعيد فتح معبر كرم أبو سا


.. دعما لغزة.. أبرز محطات الحركة الاحتجاجية الطلابية في الجامعا




.. كيف يبدو الوضع في شمال إسرائيل.. وبالتحديد في عرب العرامشة؟


.. شركة -أسترازينيكا- البريطانية تسحب من الأسواق لقاحها المضاد 




.. واشنطن تعلق إرسال شحنة من القنابل لإسرائيل.. ما نوعها ولماذا