الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل غامض للرأسمالية

فهمي الكتوت

2012 / 1 / 20
الادارة و الاقتصاد


من المنتظر ان يناقش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا الاسبوع المقبل ما وصف باكبر تهديد اقتصادي يواجه العالم، فقد أظهر التقرير المُعد للمناقشة في دافوس، التفاوت الحاد في الدخل، والأوضاع المالية غير المستقرة للحكومات. واتساع فجوة الثروات التي نثرت "بذور واقع مرير"، والتي ادت الى الثورات العربية وحركة احتلوا وول ستريت التي عمت العديد من العواصم الغربية، وسيتصدرالتحليل المقدم للمنتدى المخاطر التي ستواجه العقد المقبل حيث يرسم صورة قاتمة، وسيركز منتدى دافوس المقبل على إخفاقات اقتصاد السوق ومناقشات حول المستقبل الغامض للرأسمالية كما وصفه التقرير وفقا لما اوردته رويترز.

قبل ثلاثة اعوام وفي الثامن والعشرين من يناير 2009 عقد المنتدى العالمي دورته التاسعة والثلاثين تحت عنوان "هيكلة العالم بعد الأزمة" وقال مؤسس المنتدى البروفسور كلاوس شواب في مؤتمر صحافي في جنيف "إننا نقف الآن في قلب الأزمة الاقتصادية العالمية ولذا فستركز المناقشات وندوات هذا العام على كيفية الخروج منها". وبناء على برنامج المنتدى وزع فعالياته على ستة مسارات تشمل سبل تعزيز استقرار النظام المالي العالمي، وإنعاش النمو الاقتصادي دوليا، وكيفية ضمان فعاليته على الصعد المحلية والإقليمية والدولية، والتصدي لتحديات التنمية المستدامة، وفلسفة أساليب القيادة في مراحل ما بعد الأزمات.

اين الاقتصاد العالمي من مشروع الإصلاح ببنوده الستة، على العكس من ذلك يعتبر عام 2011 من اصعب الاعوام التي واجهت الاقتصاد الراسمالي الامر الذي دفع خبراء الاقتصاد في المنتدى الاجتماعي يتحدثون عن المستقبل الغامض للراسمالية، فبدلا من الاستقرار المالي الذي حلم به المنتدى واجهت امريكا واروبا اخطر ازمة مالية منذ الحرب العالمية الثانية، تفاقمت أزمة الديون السيادية في اوروبا، وبات اكبر اقتصاد في العالم مهددا بعد أن أخفقت الولايات المتحدة في الحفاظ على استقرار ديونها ، وعلى اثرها تردت الاوضاع الاقتصادية في العالم، اين النمو الاقتصادي المنتظر? ان تراجع النمو الاقتصادي من اهم التحديات التي واجهت هذه البلدان العام الماضي وما زالت تواجهها . اما احدث صدمة واجهت اوروبا ما عرف باليوم الاسود، في الاسبوع الماضي، يوم خفضت ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني لتسع دول من بينها فرنسا ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا، اضافة الى النمسا ومالطا وسلوفاكيا وسلوفينيا وقبرص وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا. وكانت ستاندرد اند بورز وضعت ملاحظة سلبية على اقتصادات 15 دولة في منطقة اليورو بما فيها فرنسا والمانيا. والمعلومات الاولية تشير ان المانيا التي تقود الاقتصاد الاوروبي من المرجح ان يكون اقتصادها انكمش 0.25 في المئة في الربع الاخير من عام .2011

لنقف أمام بعض الاستخلاصات التي توصل اليها خبراء الاقتصاد الذين أعدو التقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ومن ابرز استخلاصاتهم رؤيتم التشاؤمية حول مستقبل الرأسمالية معترفين بان هذا المستقبل غامض، معنا ذلك ان الاقتصاد الرأسمالي دخل نفقاً مظلماً، وعلماء الاقتصاد الرأسمالي لم يتمكنوا بعد من تقديم وصفة لإخراج الاقتصاد من كبوته. ولن يتمكنوا الا بعد مغادرة الموقع الذي يتمحور حوله النظام الحر، والذي ينطلق بان العمل وإنتاج السلع ليس أكثر من وسيلة للربح، من دون مراعاة الوظيفة الأخرى للعمل والإنتاج بوصفهما حاجة حيوية للبشر والاعتراف بأهمية القوى العاملة في العملية الإنتاجية والاستهلاكية.

لم يشهد العالم مراجعة لجوهر الازمة، والتقدم ببدائل، لم يجر وضع حد للتوزيع غير العادل للثروة والفجوة بين الاغنياء والفقراء، وما زالت هذ المظاهر من اهم سمات العصر الراهن، انحصرت التحليلات والاستخلاصات بالشكل وليس في المضمون، في النتائج وليس في الاسباب، انصب جل اهتمام قادة امريكا واوروبا بتوفير الاموال لمكافأة ادارات الشركات التي ساهمت بانفجار الازمة.وحتى في حال تلمس بعض اسباب الازمة، لا يعدو هذا اكثر من رؤى بحثية واكاديمية لا تقترب من الاجراءات التنفيذية. تقول المستشارة الالمانية ميركل في دورة المنتدى الاجتماعي لعام 2009 استحالة معالجة الأزمة بالأنظمة والمؤسسات القديمة التي تعود هيكليتها إلى منتصف القرن العشرين. وتحدثت ميركل عن"الطريق الثالث" بين الرأسمالية واقتصاد الدولة، وعن دور الدولة كحارس للنظام الاجتماعي. كلام جميل لكن هل طبقته في الواقع ? كيف عالجت المانيا والاتحاد الاوروبي ومجموعة اليورو الأزمة، ما فائدة التنظير ان لم يقترن بالممارسة العملية، اعتقدت ميركل ان الاقتصاد الالماني الذي يوصف " اقتصاد السوق الاجتماعي" بمنأى عن الازمة. صحيح ان هناك تباينا بين السياسة الاقتصادية " لليبرالية المتوحشة " التي طبقت في امريكا وبين النظم الاقتصادية في بعض الدول الاوروبية ومنها المانيا. الا ان كلا النموذجين غرقا بالازمة المالية والاقتصادية والسبب في ذلك ان الازمة تجاوزت حدود فقاعة ازمة الرهن العقاري وافلاس بعض مراكز مالية ضخمة في اميركا واصبحت ازمة اقتصادية، أزمة فيض الإنتاج، تتجلى مظاهرها بتكدس الثروة بين ايدي حفنة من الاغنياء، وحرمان العمال والفقراء والمستضعفين من توفير قوتهم اليومي، وخاصة بعد الإجراءات المتكررة لسياسات التقشف، التي حملت العمال والكادحين أعباء الأزمة، هذه الإجراءات تعني إضعاف القوة الشرائية في السوق، وكساد السلع المكدسة في المستودعات، من الدوافع الحقيقية لرأس المال تحقيق الربح ويأتي عن طريق استغلال العمال، وحين يتجه رأس المال الى تشديد الاستغلال، كما يجري حاليا في الدول الراسمالية التي تعاني من تفاقم الازمة والتي تشهد معدلات بطالة مرتفعة تتراواح ما بين 10 الى 25 بالمئة، فهو يغامر ليس بالخروج من الأزمة فحسب، بل وبمصير الاقتصاد الرأسمالي نفسه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسبوع وما بعد | قرار لبوتين يشير إلى تحول حرب أوكرانيا لصر


.. بنحو 50%.. تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل




.. العربية ويكند الحلقة الكاملة | الاقتصاد مابين ترمب وبايدن..و


.. قناطير مقنطرة من الذهب والفضة على ضريح السيدة زينب




.. العربية ويكند | 58% من الأميركيين يعارضون سياسة بايدن الاقتص