الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب ماقبل القمة

مرتضى الشحتور

2012 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


للسياسة رجالها وادواتها وفنها ، والدبلوماسية مفهوم شائع يوشح السياسة الخارجية، فهي تعني بمعناها الاصطلاحي ادارة العلاقات الدولية وضمان المصالح الحيوية بافضل الطرق الودية واستعمال الوسائل الضرورية لتحسين صورة الدولة وتحقيق حضورها وضمان مقبولية سياستها والترويج والتسويق لاندماجها في المجموعة الاممية.
ولقد ظهرت مصطلحات شتى تتناول الاداء السياسي.هناك الدبلوماسية الناعمة.
واعتقد ان الدبلوماسية هي السلوك الناعم بصفة اصلية. وهناك ايضا الدبلوماسية الحازمة.
وعلى هذا الاساس فقد اعتمدت الدول افضل رجالها ليكونوا وجوهها في تمثيلها الدبلوماسي وقيادة الحقيبة الخارجية.
تحرص الدول اشد الحرص على الحفاظ على علاقات طيبة مع جيرانها وتوسيع شبكة علاقاتها الدولية وتسعى جاهدة من اجل تعزيز حضورها الفاعل في الميادين المختلفة فالعلاقات الدبلوماسية هي البوابة المثلى لتحقيق وتمتين الروابط التجارية والاقتصادية والثقافية، وبما يمهد لعلاقات استراتيجية.
ولهذا فالحديث بالشأن الخارجي يقتضي الانضباط الصارم وعدم السماح الا لذوي الشأن المخولين رسميا بالحديث باسم الدولةوالتعبير عن مواقفها تجاه الاحداث المستجدة والطارئة فكم من زلة لسان احدث شرخا وكلفت مطلقيها ثمنا فادحا.
ان مايصدر من تصريحات وايحاات ربما وضعت الحكومات في حراجة تامة ودفعت الامور الى ازمات حقيقية ،ان المتسببين في تازيم الاوضاع وتفجير العلاقات يرتكبون جرائم تستحق المحاسبة والجريم، التفريط بالعلاقات التاريخية عمل لايغتفر، علينا ان نتذكر ابواب السوء في الحربين الاولى والثانية .
الحديث عن العلاقات الدولية والتصدي للتعبير عن المواقف الرسمية يقع في مسؤولية وزارة الخارجية حصرا، وربما الناطقين باسم الدولة الرسميين وقبلهم رئيس الحكومة طبعا.
اسوق هذه المقدمة وقد انتهينا الى فكرة مفادها اننا اليوم لانملك صديقا متفقا عليه داخليا ، ولا شقيقا مرضي عليها داخليا ، ولاعدو نجتمع ضده في خندق واحد عراقيا.
ولقد اسفرت منابر القوم عن نفر يدق طبول الحرب على ايران كل يوم. وفريق بحجم مماثل يشتم تركيا ويتوعد الاردن . وثالث انتدب نفسه للنيل من السعودية ومن الكويت.ورابع اختار سورية.
ومع ان العراق بامس الحاجة لتقنين الكلام ، ومع اننا نعد العدة لاستقبال العرب في قمتهم الدورية في الربيع.
ومع ان العادة والاعراف مضت على دعوة زعماء ايران وتركيا كضيوف شرف في القمة العربية سيما الدورتين الاخيرتين .
فقد انبرى القوم لمهاجمة المنظومة الاقليمية باسرها والمجموعة العربيةبمعظمها ، سيما الخليجية ومعلوم ان دول الخليج تتحد مواقفها وتنحو حيث تنحو الرياض، وهاهم بعض رجالنا يهاجمون، ويحاولون بصورة مؤكدة لاجهاض رغبتنا واسقاط حقنا واستحقاقنا المؤجل في احتضان القمة.
واعتقد ان رئيس الوزراء في موقف يستحق المؤازرة.
فبغداد انفقت من اموالها وحهودها لاجل القمة الكثير ووفرت من تخصيصات البلد لهذه المناسية الاعتبارية وماتحمله من مزية شرفية ، ان انعقاد القمة في بغداد تعني الكثير وستداوي الجرح الكبير .
وما ذا بوسعنا ان نقول؟
ومنا من يتكلم ويتكلم ويصحو وينام ولاينتهي من الكلام.
قيل قلة الكلام تكشف عن رزانة العقل. ومن كثر كلامه نقص عقله.
وتمنى امير المؤمنين علي (ع ) ان تكون له رقبة بطول رقبة البعير حتى لايقول ويتريث فيما يقول، وهو امير البلغاء وسيد الحكماء.
واذا كان الكلام من فضة ، فالصمت من ذهب..
وما احوجنا الى تقنين الكلام وتوفير الوقت وتوقير الجيران.
كلام قومنا كثير وبعضه شنيع وبعضه مريع .
ولو عدنا الى التصريحات المزلزلة فيما يتعلق في شؤوننا الداخلية ولو افترضنا مجازا امكانية اختزالها الى النصف لكان من الطبيعي ان تتراجع ازماتنا الى النصف.
والى وفرنا اكثر من النصف لانتهت مشاكلنا لاقل واقل ولانتهينا الى الحد المعقول من الخلافات . والتي ماكانت ولا يمكن لتبلغ مستوى الازمات والتحذيرات والمغامرات.
اتركوا الشؤون الخارجية للخارجية ولقادة السلطة التنفيذية.
وفروا الكلام وامنعوا الانقسام.
القمة قريبا تنعقد في بغداد.
نحتاج الى ناطق جديد يجيد الخطاب الناعم مع العرب.ولايفرق كلمتنا في تطمين العرب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف