الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحذير التركي للعراق.. جيوبولتيكية (الديك الرومي)

فؤاد حمه خورشيد

2012 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


التحذير التركي للعراق.. جيوبولتيكية( الديك الرومي) أ. د. فؤاد حمه خورشيد
التحركات السياسية والتدخلات السرية لتركيا هذه الأيام باتت واضحة لكل الناس, ليس في سوريا وحسب بل في ليبيا من قبل والعراق ألان .إذ يبدو ان شهوة الطموحات الإمبراطورية المكبوتة قد تبحبحت في ضوء الأجواء الدولية المضطربة حاليا وبخاصة تجاه دول الجوار الجغرافي الجنوبية التي سبق لها ان خضعت للنير التركي أيام السلطنة العثمانية.ولعل التنافس القديم بين العثمانيين والصفريين لا يخلو من شحنة تحفيز وهمي للتضام التركي في هذا الاتجاه, خاصة وانه قد تخلص كما يبدو , من عقدة الاتاتوركية الانعزالية التي مارستها تركيا قبلا تجاه تلك الدول , فهذه جميعا لا تستبعد من ان تشكل خلفيات وبواعث مثل هذا التوجه , أما مبرراته الحالية فهو الظهير الإسلامي ( السني )الذي يشكل قوسا جيوبولتيكيا واسع الامتداد غرب كل من العراق وإيران معا, و الذي قد تحتمي به تركيا اليوم, و تحلم بزعامته مجددا, وربما هذا كله , يجعلها تتخيل أنها ستتحول مرة أخرى , في ضوء هذه الظروف الجيوبولتيكية الدولية والإقليمية المضطرة شكلا , الى الوريث المشابه لألب ارسلان السلجوقي , او السلطان سليم في استقطاب العالم الإسلامي وزعامته للمرة الثانية, ولعل أرضية هذا التصور التركي الوهمي ينطلق من زاوية تباطؤ وتراخي الانظمة العربية( الإسلامية السنية) من مد يد العون والمساعدة للعراق الحر وامتناعهم عن فتح سفاراتهم فيه لحد ألان, يضاف الى ذلك وجود ما تعتبره تركيا المنافس التقليدي لها, ايران, التي تقف على النقيض من المواقف التركية حيال العراق والتي تواجه تحديات كبيرة من قبل الولايات المتحدة وحلفاءها بسبب ملفها النووي, كما هو معروف .
ان الحديث عن التدخل الإيراني, ربما ,احتل مساحة واسعة في الإعلام العربي والتركي على حد سواء. لكن التدخل وفرض الوصاية على العراقيين وسيادتهم الوطنية أمر مرفوض ومن أي مصدر كان وهذا ما تعلنه السلطات الرسمية لدينا تجاه كل الأطراف الإقليمية والدولية على حد سواء, لكن لا ادري لماذا يغض الطرف,ولا يتحدث احد عن الخروقات والتدخلات التركية في الشأن العراقي( تهديد , قصف , شؤون الأقليات ) التي هي اخطر من التدخلات الإيرانية في العراق.
تحدث السيد اوردكان والسيد وزير خارجيته في 12 و 15 يناير (كانون الثاني)عما سموه بالإجراءات التطويرية الموذية ضد السنة من قبل الحكومة العراقية والتهديد بان مثل هذا الموقف لا يمكن ان يكون بدون حراك من جانبهم, ولا يمكن السكوت عنه .. وقد برزت هذه التصريحات اثر التطورات السياسية والقانونية التي رافقت اتهام نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي بالإرهاب والسيد المطلك بعدم صلاحيته لمنصب نائب رئيس الوزراء.
ان التحذير التركي الخطير هذا تجاه العراق ربما يدخل ضمن جس النبض والتحقق ون قدرة العراق ورد فعله إزاء مثل هذه التهديدات فهو خطوه غير مسبوقة للتدخل لصالح شريحة معينة من سكان العراق ( العرب السنة)
وهذا منزلق جيوبوليتيكي عثماني خطير نتمنى ان لا تخوض تركيا غماره مهما كانت التصورات والتخيلات المستقبلية التي قد ترسم لسينوريوهاته .
لعل تركيا وجدت في الموقف الإقليمي والولي المتأزم إزاء منطقتنا محفزا لخوض مثل هذه المغامرة ان مثل هذا التحرك حيال العراق, فالوضع متأزم بين الولايات المتحدة ( حليفة تركيا) وإيران بسبب ملفها النووي, وان دول الجامعة العربية, وبخاصة دول الخليج, متخوفة من الطموحات الإيرانية المتزايدة, وبذلك تجد تركيا نفسها اليوم وسط محيط جيوبوليتيكي مناسب للضغط, فالعراق وإيران محاطان بهلال جيوبوليتيكي عربي _ سني غير قلق او مرتاح من كليهما , وهذا القلق يجد له سند في الولايات المتحدة وأوربا الغربية, ولعل هذا الموقف هو الذي أوحى لتركيا بأنها مؤهلة, وفي وقت مناسب ,لان تكون رأس الرمح السني الذي سيواجه العراق بعد سوريا_بعد سقوط الأسد),نتمنى ان تكون السياسة الخارجية التركية اكثر واقعية وان تتحاشى مثل هذه المنزلقات وان لا تنفخها مثل هذه التصورات كي تمنح نفسها قوة واهية مثلما ينفخ الديك الرومي نفسه لتكبير حجمه.,
هذه اللعبة جد خطيرة على الجارة تركيا, فأن ضغط على العراق , فأن العراق ليسس بجزيرة منعزلة عن العالم , بل ان لدي, نأي دولة مستقلة , أوراق سيلعبها.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم ولكن
محمود زايد ( 2012 / 1 / 21 - 19:15 )
سيدي أد. فؤاد حمه خورشيد. قرأت مقالكم .. وعايشت تخوفاتكم من خلال قرائتكم للتطورات السياسية في المنطقة والمحفذات الجيوبولتيكية لما عرف منذ عدة أشهرة بـ (العثمانية الجديدة). فأنا معك أن حكومة العدالة والتنمية لا يغيب عنها طموح مثل ذلك. لكن أمامها من العقبات الداخلية ما يعرقل طموحها أكثر من العوائق الخارجية. فعلى سبيل المثال: أنها غير قادرة على الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني. فما بالك لو وسعت دائرة عملياتها القتالية إلى خارج الحدود. نعم دول الخليج متخوفة من إيران،، لكنها في الوقت ذاته لا تقبل العثمانية الجديدة، لأنه إذا سيطرة تركيا على العراق غدا،، فدول الخليج بعد غد. أترى حضرتك أن تتركز قوة اقتصادية نفطية عالية جدا في يد دولة واحدة مثل تركيا والغرب يتفرج؟؟!! لا أعتقد ذلك. باختصار إذا كان هناك من سعي تركي فإنه سيكون محدود جدا جدا،، حتى إذا تعافت مصر قريبا فكل ما في جعبة الأتراك سينهار فيما يخص العثمانية الجديدة. يهمني رأيك أستاذي.

اخر الافلام

.. أجواء من البهجة والفرح بين الفلسطينيين بعد موافقة حماس على م


.. ما رد إسرائيل على قبول حماس مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار؟




.. الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعم مقترحا فرنسيا بإرساء هدنة أولم


.. واشنطن ستبحث رد حماس حول وقف إطلاق النار مع الحلفاء




.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح