الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل عبد الرزاق عبد الواحد خط أحمر لا يمكن تجاوزه

فائز الحيدر

2012 / 1 / 21
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


المندائيون وحرية الرأي وقمع الآخر
هل عبد الرزاق عبد الواحد خط أحمر لا يمكن تجاوزه
فائز الحيدر

من أقوال النبي يحيى ( ع ) .... خـير غبطتـك أن تحتـرم النـاس

وينص الأعلان العالمي لحقوق الأنسان في في إحدى فقراته بما يلي :

لكل إنسان الحق في حرية الفكر والوجدان والدين وحريته في إعتناق أي دين أو معتقد يختاره
شهد منبر الياهو خلال الأيام الماضية جدالا" حادا" نتيجة عرض مقاطع من مقابلة حديثة للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد على قناة الفضائية العربية وهو يمجد الطاغية صدام حسين وحروبه ويحن لتلك الأيام التي جمعته مع طاغية القرن العشرين ، إضافة لمشاركته في المؤتمر الشعري لما يسمى بشعراء المقاومة والذي تم عقده في الأردن بمناسبة الذكرى الخامسة لاأعدام الطاغية صدام حسين في 30 / 12 / 2006

تلك اللقطات من المقابلة شجعت البعض من الذين أكتوى بنار النظام الفاشي لطرح آرائهم حولها ووجهوا إنتقادهم له وفقا" لحرية الرأي والرأي الآخر ، وبدل أن تناقش تلـك الآراء بروح موضوعية مبنية على الأحترام المتبادل وتقبل وجهة نظر الطرف الآخر وبعيـدا" عن التعصب السياسي والديني والفكري بـادر البعض بالرد بطروحات متشنجة وغير مسؤولة مرفقة بإتهامات وبشتائم تعبـرعن مستوى الكاتب وقلة أدراكه لمبدأ الثقافة والحوار وتقبلـه لوجهات النظـر المخالفة والتي تعبر عن مفاهيم القمع التي تربى عليها الكثيرون خلال العقود الأخيرة ، وليس هذا فقط بل إعتبره البعض مع الأسف رمز من رموز الطائفة والبعض الآخر وصفه بأحد فرسان الطائفة الميامين وهو خط أحمر لا يجوز المساس به لكونه قد ساهم في الصياغة الأدبية للكتاب المقدس ( الكنزا ربا ) ، وإن مواقفه السابقة في الخنوع للنظام ورئيسه وتأيده لسياسة الحروب العبثية المدمرة ناتجة عن الخوف من بطش أزلام النظام ليس إلا .

والأن جاء دورنا للرد على تلك الطروحات والآراء ولو متأخرا" بعض الشئ لظروف خاصة وفرضنا إن تلك الأدعاءات التي صرح بها لبعض المندائيين كانت صحيحة في زمن النظام المقبور وبذلك يكون معذورا" نتيجة لما يشعر به من خوف ، فما باله اليوم وهو يعيش ومنذ عام 2003 في الغربة وبين رفاق الأمس عزت الدوري ويونس الأحمد ، حيث لا زالت تصريحاته المقززة بتأييد قائده البطل وحروبه وحنينه لتك الأيام السوداء من تأريخ العراق الدامي ومساهماته الشعرية المتواصلة في المناسبات التي تدعوا لعودة البعث الفاشي من جديد . ألم يدرك الشاعر اليوم إن تلك الحروب التي لا زال يؤيدها قد كلفت وطننا الملايين من القتلى والمعوقين والمفقودين والمصابين بالأمراض النفسية وتدمير البلد عموما" وكلفت الطائفة المندائية الصغيرة المسالمة بـأكثر من 25 % من شبابها في تلك الفترة والذين بلغ عددهم وحسب الأحصائيات المتوفرة لدينا أكثر من 280 شهيدا" ليس لهم ناقة ولا بعير في هذه الحروب ، ألم يسمع بالشهداء المندائيين السياسيين من حملة الفكر الوطني التقدمي والذين تجاوز عددهم عن 82 شهيدا" قضوا تحت التعذيب في أقبية النظام أو أعدموا في دوائر المخابرات ولم يعثر على رفات الكثيرين منهم لغاية اليوم ، أليس من الأجرام أن نطلق على هكذا شخصية تسمية الرمز ؟ وهل هو رمز فعلا" ؟ وماذا نقول لشبابنا في بلدان المهجر والذين عاشوا السلام الأجتماعي وكرهوا الحروب وتمتعوا بالحياة الديمقراطية بأجمل صورها عن شاعر الطائفة الرمز ، هل نقول لهم تعالوا يا شباب وأنظروا من صاغ كتابكم المقدس ( الكنزا ربا ) ؟ إنه شاعر الطائفة الرمز ، شاعر القاسية ، شاعر البعث ، شاعر الحروب والمقاومة الغير شريفة ، الشاعر الذي لا زال يمجد ولغاية اليوم وعلى الفضائيات وبدون خجل الحروب والقتل والتفجيرات والتي كلفت الوطن الآلاف من الضحايا ناهيك عن العشرات من طائفته المندائية .

ألم يفكر الشاعر بترك العراق عندما كانت حياته مهددة أسوة بالمئات من الشعراء أمثال الجواهري وسعدي يوسف ومظفر النواب وعبد الكريم كاصد وغيرهم العشرات والمئات من المثقفين والعلماء والأطباء والذين تركوا كل شئ خلفهم في الوطن ولكنهم إحتفظوا بكرامتهم وأخلاقهم ومبادئهم وعاشوا ظروف الغربة القاسية وتكيفوا لها وتوفي الكثيرين منهم في تلك الديار ، مما يؤسف له أن ما يسمى بالشاعر الرمز لا زال ولغاية اليوم يتبجح بتلك الأيام التي جمعته مع الطاغية صدام ولم يعتذر للشعب العراقي أو ينتقد تلك الفترة الزمنية من حكم البعث وهذا ما يؤكده في مقابلته بقوله ( والله لا ألوم صدام عن أي شئ فعله) .

لا ألوم الكثيرين من الذين لا زالوا يقفون مع شاعرهم عبد الرزاق عبد الواحد ويمجدونه في حديث أو مناسبة ، لإننا نعلم غالبية المندائيين قد وصلوا الى بلدان المهجر من بلد متخلف أجتماعيا" لا يتمتع بالوعي الكافي وبالحرية الكاملة ، حيث غياب ثقافة الإختلاف وقمع حرية التعبير والرأي الآخر ، وحيث ينتشر القهر والخوف والإستبداد والتصفيات لكل شرائح المجتمع وخاصة المثقفين وأصحاب الرأي الحر، لذلك أصبحت التربة المحيطة بهم سابقا" ملائمة وخصبة لنمو كل أنواع القمع السياسي والأجتماعي وحتى الفكري ، وما يظهر الآن على ساحتنا المندائية من صراعات فكرية بين البعض هو أمتداد لطبيعة مجتمعنا السابق وما يحمله من تخلف ، وقد يكون هذا الصراع بدعم من تنظيمات سياسية تسعى للتحريض عليه وإعادة مجدها السابق ، والهدف منها هو إسكات الآخرين ليتسنى لهذه التنظيمات نشر أفكارها دون أي معارضة من التيارات الأخرى .

إننا اليوم بحاجة إلى الإعتراف بحق الإختلاف و تعـزيز حرية الرأي ، و نشر ثقافة قبـول الآخر ونرفع أصواتنا ضد الحروب والقمع الفكري وفرض الوصاية والهيمنة على عقول الآخرين و أفكارهم ، وهـذا بالتـأكيد لا يمكن أن يتم دون إشاعة الديمقراطية وإحتـرام الرأي الآخر ومواصلة الحـوار الهـادف ، فالديمقراطية مفهوم إنساني واسع قائم بين الفكر والواقع ، وتعكس الطموح من أجل حياة أفضل يحقق بها الإنسان إنسانيته وكرامته . فهي طموح ترتبـط بها مفاهيم عديـدة أخرى كالعدالة والمساواة والحرية والتعايش و التسامح وأحترام الآخر .

وحين ندعوا للديمقراطية في كل مناسبة نتناسى في بعض الأحيان إن معظم الشعوب وخاصة الشرقية منها لا تعرف معنى الديمقراطية وقبول الرأي الآخر وسبب ذلك يعود لحياة العزلة عن العالم التي عاشتها تلك الشـعوب طيلة قرون عديـدة بسبب الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة ووممارستها القمع و البطش والأرهاب المستمر ضد شعوبها . وبالتأكيد إن المندائيين أناس من تلك الشعوب التي عانت الكثير قد تأثروا بمحيطهم الشرقي العربي والأسلامي وتطبع بعضهم بهذه الطباع ..... وهنا لا بد القول إننا لا يمكننا فهم الديمقراطية من جانب واحد وإنما علينا فهمها بجانبيهـا النظري والتطبيقي ، فالعلاقة بين الديمقراطية والرأي الآخر علاقة ثابتة لا يمكن فصلهما عن بعض وعلينا البحث عن المكان المناسب لطرح الرأي الآخر وكيفية الطرح وطريقة التعامل معه وهذا يحتاج الى الوعي والثقافة والنضوج الفكري . كما وأثبت الواقع أن الكثير من المندائيين الذين يدعون الديمقراطية والحوار لا يفهمون معنى لديمقراطية وإحتـرام الآخر وهذا يتجلى عند التحاور مع البعض وأختلافنا مع الآخر حيث تنهال الأتهامات التي تصل حد التخوين أحيانا" .

إن هدف الحوار هو ليس الأقناع وتبني الرأي المطروح وإنما الهدف الأساسي هو تبادل للآراء للوصول الى الأفضل ، ولطرفي الحوار الحق بالدفاع عن آرائهم بهدوء وبعقلانية ، فالحوار ليس صراعا" وإنما هو تفاعل فكري للوصول الى آراء جديدة تكون مقنعة ومرضية للمتحاورين وإلا سيفقد الحـوار هدفه .

كندا
20 / 1 / 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشاعر يمثل نفسه
حسين طعمة ( 2012 / 1 / 21 - 10:31 )
العزيز فائز الحيدر ان الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد (فلتة ) لا يظن احدا انه من الطائفة المندائية ,وفي زمن ما ,زمن الضجيج والتهافت والنهيق الذي كان يمجد الحروب وقائدها الضرورة ,كنت اجادل وأحتج على مندائية الشاعر ولكن .ولكن رغم هذا,فأنه لا يمثل أبناء العراق المندائيين ,والذين لن يستطيع احد ان يزايدهم في مسيرة النضال الوطني رغم اعدادهم التي بدأت تتظائل نتيجة القمع والاظطهاد الواقع على العراق والعراقيين , بعدما اعطوا الكثير لوطنهم وشعبهم شكرا لك


2 - بقايا التخلف العشائري
Zaher Mohan Manhal ( 2012 / 1 / 21 - 12:52 )
اﻻستاذ فائز الحيدر المحترم
بعد التحيه
أرى ان هنالك جانب لم يسلط عليه الضوء في موضوع دفاع بعض اﻻشخاص عن بوق اﻻجرام والمجرمين عبد الرزاق عبد الواحد وهو ان كل المدافعين عن بوق اﻻجرام هم من عائلته
العائله المرانيه عائله مندائيه كريمه ومنهم اعلام من اعلام الطائفه المندائيه كالشاعره اﻻستاذه لميعه عباس عماره المحترمه ولكن لكل قاعده شواذ ومنهم البوق عبد الرزاق عبد الواحد ومن يدافعون عن بوق اﻻجرام
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا