الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع الفنان منير الله ويردي في فيننا..

وديع العبيدي

2012 / 1 / 21
سيرة ذاتية


وديع العبيدي
مع الفنان منير الله ويردي في فيننا..
اللقاء كان في محل (كافيه) يطل على (شتيفان بلاتز) في وسط فيننا. تم تحديد العنوان من قبل الاستاذ منير الله ويردي خلال المكالمة. وحين وصلنا كان الاستاذ في انتظارنا برفقة الفنان عاصم الجلبي. اختارا طاولة عمودية مدورة تحيط بها كراسي طويلة، قريبة من الزجاج المطل على الساحة. كان الاستاذ منير أكثرنا طولا وسنا على الاطلاق. رحب الاثنان بنا بحفاوة، الفنان نديم خلف وأنا. ثم تحلقنا جميعا حول الطاولة الصغيرة، معلقين على كراسينا الطويلة. كنت أشعر بساقي تتدليان في الهواء، كأني معلق بشباك عمارة من عمارات شتيفان بلاتز العالية. ولكني كنت أغفر لمضيفنا الاستاذ الله ويردي الذي يثبت قدميه على الأرض، وينظر إلينا باسترخاء بهيج، وهو يتكئ باحدى مرفقيه على ظهر الكرسي.
سبق ان التقينا الفنان عاصم الجلبي في مقهى النيل (في فيننا سبعة) على هامش أمسية شعرية رافقني فيها الفنان نديم خلف بتقاسيم عراقية على العود، -كان ذلك في عام 1997-. ومن خلال علاقته بالفنان الجلبي، والذي كانت تربطه علاقة وطيدة بالاستاذ الله ويردي، أمكن تنظيم هذا اللقاء. اتجهت لي نظرات الاستاذ منير، وكأنه يقول: ماذا تود معرفته مني!..
- أودّ تسجيل حوار فيديو تتحدث فيه عن سيرتك الذاتية والفنية ويكون وثيقة حية لكثيرين يودون معرفة جوانب الحياة الفنية الموسيقية في العراق قبل نصف قرن..
- واين سيعرض هذا العمل؟..
- في الوقت الحاضر لا توجد جهة محددة، ولكن من الممكن تقديمه في الاذاعة النمساوية مبدئيا..
- وماذا تريد مني لأجل ذلك..
- يلزمنا الاتفاق على مكان لتسجيل الحوار.. وكم جلسة نحتاج لذك حسب ظروفك ووضعك الصحي..
- سجل لي عاصم مقابلة على كاسيت..
- استاذ منير.. حوارنا سيكون فيديو وليس مجرد صوت.. وطبعا سيكون موسعا أكثر..
- أنا أشكركم على الاهتمام بشخصي المتواضع.. ولكن صحتي لا تحتمل التعب، كما أن وقتي في فيننا محدود، وعلي السفر إلى الدنمارك قريبا..
- أنا لست مستعجلا ويمكن ترتيب مواعيد التسجيل..
- تفاهم مع الأخ عاصم وأنا حاضر..
- أشكرك..
كان الاستاذ عاصم يتبادل بعض الكلمات من حين لآخر مع الأخ نديم، ونحن نجلس بشكل متقاطع. فأنا أجلس بينهما، وهما يجلسان على جانبي الاستاذ منير..
بعد احتساء شيء من القهوة.. سألته..
- يوجد لديك شيء غير عادي..
فعاينني بتمعن.. واستغراق.. فأكملت بسرعة..
- اسمك.. الله ويردي!..
- هذا اسم ابي..
- اسم تركي أم تركماني..
- نحن من سكان كركوك.. قبل الانتقال إلى بغداد..
- أنت تجيد التركمانية إذن!..
- كنت أجيدها.. لقد مضى زمن طويل..
- اعتقد أن الاسم نادر.. هل وراءه قصة أو حادثة معينة..
- أكيد.. توجد قصة.. كيف انتبهت لذلك.. أنت أول شخص يسألني عن ذلك..
- لا أريد أن أتعبك بالحديث.. رغم رغبتي فيه..
- أنا أيضا يعجبني حديثك وأسئلتك المثيرة.. أرجو أن نحدد لقاء جديدا..
استغرق اللقاء ساعة، كنا حريصين فيها على عدم ارهاقه بالحديث، لعدم استقرار صحته.
الاستاذ منير الله ويردي طويل القامة قوي البنية لولا اعتلالات الشيخوخة. له طلعة مهيبة، ارستفراطية، لا تخلو من مسحة فنية. له بشرة بيضاء وشعر أشقر. هادي، قليل الكلام، متأمل. في عينيه هدوء عميق.. وفي قسماته سلام. في سيره تؤدة. وكان في الثمانين من سنواته. الموسيقى هي هوايته وليست احترافا. وكان يعزف على الجلو والساكسفون. ولندرة العازفين على الالة الثانية، عرف بها. قبل تأسيس الاذاعة العراقية كان يعزف إلى جانب فنان آخر على الجلو في ملهى/ سرداب. وفيما بعد كان أحد الأعضاء المؤسسين للفرقة السمفونية العراقية/ الأوركسترا الوطنية. حياته الفنية وانتماؤه الأصيل جعل منه سجلا لتاريخ الحركة الفنية وأحداثها المتمايزة. وهو من القلة في الوسط الفني من أبناء العاصمة بغداد ومن أصول شمالية. فالوسط الفني والثقافي عموما، ذو استقطاب جنوبي (جنوب العاصمة بغداد).
(الله ويردي) تعبير تركي ومعناه –ألله أعطى- ويقابله اسم – عطاالله- في اللغة العربية، أو اسم (متى) بالعبرية. والاسم المركب هو الاسم الثاني في اسم الاستاذ منير. ولكن البعض يلفظ الاسم الاول منسوبا إلى لفظ الجلالة أي (منيرالله) وهو خطأ شائع. انتهى لقاؤنا في شتيفان بلاتز على أمل لقاء أخر، وهو يقيم نصف العام في فيننا ونصفه الثاني في الدنمارك، ولم تسنح الفرصة للقاء آخر. في عام 2005 التقيت مع الفنان عاصم الجلبي في أمسية شعرية موسيقية في مدينة لنز شمال النمسا. ولم يجر التطرق للموضوع، كما أني لم أطلع على تسجيله الصوتي لذكريات الاستاذ منير الله ويردي وسيرته الموجزة، وقد علمت من الفنان نديم خلف أنه تسجيل كاسيت لمدة نصف ساعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?غرب وا?طرف الخناقات بين ا?شهر الكوبلز على السوشيال ميديا


.. عاجل | غارات إسرائيلية جديدة بالقرب من مطار رفيق الحريري الد




.. نقل جريحتين من موقع الهجوم على المحطة المركزية في بئر السبع


.. سياق | الانقسام السياسي الإسرائيلي بعد حرب 7 أكتوبر




.. تونس.. بدء التصويت لاختيار رئيس الدولة