الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى الثورات العربية

عدنان الأسمر

2012 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تصادف هذه الأيام الذكرى الأولى لانطلاقة الثورات العربية , وهي عبارة عن مرحلة نوعية جديدة من تاريخ امتنا , تستوجب إجراء مراجعة شاملة وجادة لما أنجزته أو حققته تلك الثورات , في ظل السياق التاريخ الراهن واهم ما في ذالك هو :

* تميز العام الأول بانخفاض مستوى ما تحقق من أهداف الثورة , وهي الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية , فما زالت منظومة الاستبداد والاستعباد والفساد هي المسيطرة وتتحكم بمقدرات الدولة ,وتقاوم بكل شراسة القوى الثورية وتحول دون تحقيق أهداف الثورة , باستثناء التغير الشكلي في تركيبة الحكومات أو مجالس النواب في كل من المغرب , تونس , مصر, اليمن , فإسقاط رأس النظام لم يؤدي إلى إسقاط النظام نفسه علما أن الانتخابات العامة التي تجري عادة بعد الانتفاضات الشعبية تخدم القوى التقليدية , التي ترتكز على منظومة مؤسسات مجتمع مدني ومنظمات خدمات اجتماعية وتمتلك نفوذ مالي وعمق تاريخي, لذا يجب احترام نتائج الانتخابات العامة وإعطاء القوى الفائزة فرصة ممارسة الحكم أو تطبيق سياساتها ,وترك إصدار الأحكام النهائية على التجربة للجماهير التي انتخبت تلك القوى.

* تبين خبرة ثورات الشعوب في التاريخ إن الثورة لا تستطيع تحقيق أهدافها فورا , وإنما تحتاج إلى مرحلة انتقالية وفترة زمنية تصل إلى عدة سنوات , حيث يحتدم الصراع بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة , وتتعرض الجماهير لقمع واستبداد أكثر من السابق , وتشهد هذه المرحلة حالة من الارتباك والتردد وتصادم القوى والمصالح وتكاثر القوى الفكرية والسياسية , واستمرار اشتباكها واختلافها , وبالتالي فإن القوى المؤمنة بالعدالة الاجتماعية والتغير والتحول الديمقراطي , عليها أن توحد صفوفها وتتفق على برنامج عمل موحد فالرهان على فشل القوى الإسلامية , هو رهان خاسر وخائب فهذه القوى تتميز بالقدرة العالية على التكيف والبرجماتية وكم هائل من التكنوقراط والخبراء بين صفوفها , بالإضافة إلى عدم تصادمها مع المراكز الدولية أو الإقليمية أو الكيان الصهيوني .

* نجاح المراكز الامبريالية في مصادرة أهداف الثورة , وفرض أدواتها المحلية على الشعب لتحقيق أهدافها في الهيمنة , ونهب الثروات وحل أزمتها الاقتصادية والمالية ( ليبيا ) واستمرار المراكز الامبريالية في التأمر على سوريا من خلال أدوات عربية ومعارضة اسطنبول , ودعم كل أشكال التخريب العسكري وصولا للتدخل الأجنبي , حيث تصبح خطوط القتال أو خطوط وقف النار هي عبارة عن حدود جغرافية بين كيانات مجزئة فالصراع في سوريا ليس بهدف الإصلاح وإنما هو استغلال للمطالب الشعبية المحقة بهدف تدمير مقدرات الشعب السوري وتفكيك الدولة السورية وتحقيق التفوق للمشروع الصهيوني .

* فالبرغم من كل أشكال التأمر وتحديات ستظل شعوبنا العربية تناضل من اجل نيل كرامتها والحرية والعدالة الاجتماعية وإسقاط المشاريع الامبريالية والصهيونية وسيبقى شعار( الشعب يريد )هو بمثابة القانون الخاص الداخلي الذي يحكم صيرورة مستقبل امتنا العربية من اجل تحقيق أهدافها المشروعة في الحرية والسيادة ورفض الهيمنة والتبعية .


عدنان الأسمر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا