الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسطينيون في لبنان

ابوعلي طلال

2005 / 1 / 4
القضية الفلسطينية


عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من الألغاز المحيرة والمثيرة للدهشة، إذ لا توجد أرقام نهائية لدى مختلف الجهات المعنية.........الأنروا..الدولة اللبنانية...منظمة التحرير الفلسطينية . ووضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مختلف عن سائر أوضاعهم في مختلف البلدان المضيفة ، والسبب الأساس هو أن لبنان تحكمه التوازنات الطائفية وهاجس التوطين والتجنيس بحكم الضغوط الدولية والموقف الأميركي المنحاز للرفض الإسرائيلي المطلق لحق العودة وقرارات الشرعية الدولية.
وما تعرض ويتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من حروب متعاقبة وضائقة اقتصادية متفاقمة ومضايقات رسمية تسجلها كل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية.
وبسبب المعطيات المُثيرة للجدل الآنفة الذكر تتضارب المعلومات حول العدد الحقيقي للفلسطينيين الذين ما زالوا يتمسَّكون بكيانهم المعنوي، ولم يندمجوا فعلاً في المجتمع المحلي أو في المُغتربات.
وحسب وكالة غوث -الأونروا-.. يُشكِّل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان حوالي 10.46% من مجمل عدد اللاجئين خارج فلسطين وداخلها، ويقدر عددهم حتى عام 1997 بنحو 360579 شخصًا، يتوزعون على 12 مخيمًا رسميًّا في حين أن 20% من اللاجئين يقيمون في 13 تجمعًا غير رسمي، ولا تقدم لهم الأونروا الخدمات بشكل مباشر بحسب تقدير المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان.
والمخيمات الرسمية هي: مار الياس- بيروت، وبرج البراجنة، وضبية، وشاتيلا وصبرا ، وعين الحلوة، والمية ومية، والبص، والرشيدية، وبرج الشمالي ، ونهر البارد، والبداوي، وويفيل- وتتفاوت الأرقام المتداولة حول عدد اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما يثير الريبة أكثر مما يثير الدهشة، فبحسب إحصاء 30 يونيو 1998 عبر وكالة غوث للاجئين (الأنروا) يبلغ عدد اللاجئين المسجلين في قيودها حوالي 360 ألف نسمة ، في حين أن "سلطان أبو العينين" -أمين سر قيادة منظمة التحرير وحركة فتح في لبنان- صرَّح أن هناك 425 ألف فلسطيني مسجَّل في الأنروا، وهم ممن يقيمون في لبنان أو حصلوا على الجنسية اللبنانية أو على جنسيات أخرى، أما الذين ما زالوا يحتفظون بهويتهم الفلسطينية فقط فعددهم لا يزيد عن 325 ألفًا.
ولعل مصير اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هو الأكثر غموضا ومأسوية بالنسبة لبقية اللاجئين ، فضلا عن معاناتهم الأشد قهرا والمؤسسة على حرمانهم من الحقوق المدنية والإنسانية وتهميشهم على كل الأصعدة وحرمانهم من العمل حسب القانون اللبناني من ممارسة 72 مهنة ، إضافة لغياب المرجعيات الفلسطينية والعربية والدولية بالرغم من قيام الأنروا بتقديم بعض الخدمات في مجال التعليم والصحة والتي بدأت بالتراجع في الفترة الأخيرة. وفي بيئة اشد قسوة يعيش اللاجئون في هذه المخيمات والتي ينقصها الحد الأدنى من البنى التحتية والمساحات الجغرافية التي أقيمت عليها في العام 1948م والتي لم تلحظ التزايد الطبيعي في عدد السكان .
ومنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة كانت المخيمات بشكل عام والمخيمات الفلسطينية في لبنان بشكل خاص خزان للثورة ففي ازقتها تشكلت خلايا حركة القومين العرب ومنها انطلقت افواج المقاومة الاولى نحو فلسطين كما كان لها الدور الاساسي بارسال المتطوعين لمواقع الثورة المتقدمة باغوار الاردن كما قدر لها بفعل مغادرة المقاومة الاراضي الاردنية ان تكون الحاضنة الرئيسية لها لتشهد فصولا متعددة من الاعتدائات الصهيونية....واندلاع الحرب الاهلية اللبنانية وتورط المقاومة الفلسطينية في تلك الحرب جلب المزيد من الدمار والالام لتلك المخيمات البائسة والتي قدمت خيرة ابنائها شهداء من اجل العودة لفلسطين . كما تعرضت تلك المخيمات لموجات من المجازر والقتل والحصار ومن اكثر من اتجاة فمنها من دمر وزال عن الخارطة كمخيمي النبطية وتل الزعتر ومنها من سجل في التاريخ بخطوط عريضة كيف تكون الفاشيه والصهيونية في صبرا وشاتيلا...لتبقى هذة المخيمات تحتضن الامها وحلمها بالعودة لفلسطين.
وفي بداية التسعينيات من هذا القرن ومع التحولات الدولية واستفراد الولايات المتحدة الامريكية بالعالم اعتقد البعض ان لا امل الا عبر البوابة الامريكية فكانت اوسلوا الكارثة التي اصابت من فلسطيني لبنان موقع الحلم والامل بعد ان تلاشت مؤسسات م ت ف وبدات الانروا بتخفيض خدماتها وزادت الدولة من مضايقاتها وقراراتها المجحفة بحق الفلسطينيون في لبنان مما دفع الكثير منهم نحو مستنقع البطالة والتي طالت الجميع في تلك المخيمات باستثناء بعض النسب البسيطة العاملة في اطار مؤسسات وكالة الغوث.
ومع انطلاقة الانتفاضة عادت الحياة والامل يسري في ازقة وشوارع تلك المخيمات البائسة وجماهيرها التي خرجت تهتف لفلسطين وتعلن تمسكها بحق العودة دون تنازل .
وبعد رحيل الرئيس ياسر عرفات تسلم دفة القيادة في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية السيد ابو مازن وابو علاء وفاروق القدومي والذين قاموا بزيارة للبنان تهدف حسب ما اشارت التقارير الى اعادة ترتيب العلاقة الفلسطينية اللبنانية على اسس تضمن علاقات اخوية وطيبة......؟
وهنا لابد للاشارة للعديد من القضايا والتي لابد من التوقف امامها:
هل الدولة اللبنانية بمختلف تنوعاتها ضد سياسة التهجير التي يتعرض لها الفلسطينيون في لبنان من جراء السياسات اللاانسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون في لبنان وهل هي بصدد تنظيم العلاقة اللبنانية الفلسطينية بعيدا عن البوابة الامنية واعادة الامور الى طبيعتها من خلال الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية والتي تسلعد الفلسطينيون على التمسك بحق العودة.
وهل القوى الفلسطينية قادرة على تنظيم ادواتها وحفظ المصلحة العليا للشعب والدولة اللبنانية بما يضمن للدولة سيادتها........... هنا يكمن الامتحان الصعب للنوايا حيث لم يعد مفهوما لاحد ان تكون مع القضية الفلسطينية وضد شعبها في نفس الاوان.
ابوعلي طلال
منظمة الشبيبة الفلسطينية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة