الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخبط وسوداوية القائمة العراقية ستودي الى حتفها

لؤي الخليفة

2012 / 1 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


انه لمن الؤسف حقا ان نرى العراق وهو على هذه الصورة المهلهلة البائسة , صورة مهما حاول المرء تجميلها ازدادت قبحا , وان هم بترميم جانب منها انهار اخر , بل وسرعان ما تمسي الرتوش بقعا سوداء تشوهها اكثر واكثر ... فعمليات القتل مستمرة والفساد على اشده والخدمات معدومة ... واحدنا لا يعرف متى يقتل او يعتقل او يختطف , فالقتلة ينتشرون في كل شارع وحارة , والاتهامات جاهزة وموجودة في حقيبة كل شرطي ورجل الامن , وعصابات الخطف والسلب تصول وتجول ... ولا اريد ان استرسل واغوص اكثر في عمق هذا الواقع السوداوي الذي اوصلنا اليه الساسة دون استثناء ممن تولوا مقاليد السلطة عقب سقوط النظام السابق .
لقد طفح الكيل بالمواطن وهو يعيش لعامه التاسع هذا الكابوس المرعب وكأن الساسة الجدد لم يكتفوا بمعاناته وما لاقاه ابان النظام السابق , ليوغلوا في هدر دمه وهتك عرضه وسلب ماله وقتل روح المواطنة عنده , وليحققوا ما تسعى اليه الدول الاقليمية في عراق ممزق ضعيف ومنقسم لا يحسب له اي حساب ... واستمر شلال الدم حتى صار يكفي لربيع ليس في العراق والعالم العربي فحسب بل وللعالم كله , وما هزت هذه الدماء ضمير لاؤلئك الساسة وما خجلوا يوما من زياراتهم وتهافتهم على هذه العاصمة او تلك وتنفيذ الادوار الشريرة التي رسموها لهم في استهداف الوطن والمواطن وتشريده ودك كل حجر او مشهد حضاري جميل ومحو تاريخه المشرف لاهله لا لاؤلئك السماسرة المرتزقة ممن فتح فاه لابتلاع كل ما يرمى اليهم من قاذورات من خارج الحدود ... وليس ثمة امل في تجاوز هذه المأساة سوى بتبديل الشلة التي باتت تقرر مصير البلاد , او على الاقل يغيروا سلوكهم ونهجهم وان يكون ولائهم للوطن وحده ونبذ سياسة التخندق خلف هذه الطائفة او القومية او الدولة , وعسى حينها ان يتمكنوا من تخليص البلد من محنته وانقاذه وابعاده عن خانة البلد الاخطر في العالم والاكثر فسادا والاقل نظافة .
لقد افرز الغزو المشؤم خارطة جديدة للتركيبة السياسية والاجتماعية , فغزت الاحزاب الدينية والطائفية المشهد فيما اشتد ساعد الاحزاب القومية التي اوغلت في شوفينيتها ... ازاء ذلك توارت احزاب وحركات ذات ماض مشرف وعريق ولم يعد لها تأثير يذكر ... الامر الذي دفع بكثير من العراقيين ان ينظروا بعين الرضى الى القائمة العراقية باعتبارها الاقرب تمثيلا لهم كونها ضمت تنوعا واسعا لمختلف انواع الطيف العراقي ولما كان برنامجها يتضمن من مفردات وفقرات تمس حياة المواطن اليومية ومستقبله كالتأكيد على القيم الديمقراطية وحقوق الانسان والمرأة وعدم التفريط بسيادة ووحدة العراق ... وبالفعل حققت فوزا كبيرا قي الانتخابات عندما جاءت في مقدمة القوائم الاخرى , وظلت العيون متجهة صوبها باعتبارها الاكثر اعتدالا سواء اكانت في السلطة او المعارضة ... غير ان سلوك البعض من منتسبيها لم يكن له اي علاقة بما جاء في برنامجها , واكثر ما اثار الدهشة ان يكون بعض قيادييها اول من ينادي بتقسيم العراق ناهيك عن العلاقات المريبة للبعض الاخر مع دول الجوار , فيما اتسمت سلوكيات وتصريحات غيرهم بالانانية واثارة الفوضى ... وبطبيعة الحال لم يرق هذا السلوك للبعض الاخرمن اعضائها ما اجج الخلافات بين اطرافها الذين اثبتوا ان ما كان يجمعهم هي المصالح والمكاسب الشخصية , وصارت قيادة القائمة تترنح وهي تتلقى الضربات الواحدة تلو الاخرى وتحط وسط امواج عاتية وامست يدها مغلولة لا تقوى على رأب التصدعات , وبدأ العد التنازلي لمسيرتها فكان انشقاق القائمة البيضاء شرارة اولى للانهيار تلتها هزات اخرى اشد وقعا وايلاما وسارت من سيء الى اسوء , وكان بالامكان تجاوز كل ذلك فيما لو كانت هناك قيادة حكيمة واعية لمتطلبات المرحلة الحرجة التي يمر بها البلد وايجاد مخارج للازمات والخلافات .
وجاءت الازمة الاخيرة لتضع النقاط على الحروف , ولتكشف مدى التخبط الذي اصاب نوابها , وهو ما تجلى من خلال التصريحات المتضاربة والتي اثبتت وهن وحدتها وتماسكها فصرنا نسمع من بعضهم دعوات مستميتة للاقاليم التي يمقتها جل الشعب العراقي , ودعوات غيرهم لدول الجوار بعدم الوقوف مكتوفة الايدي ازاء الوضع في العراق واخرون كشفوا اقنعتهم وعادوا الى الخطاب الطائفي المقيت ... وكانت الاتهامات الموجهة الى بعض قادتها بالارهاب كالقشة التي كسرت ظهر البعير , وبغض النظر عن كون التهم صحيحة ام كيدية سياسية , الا انها بينت عدم اتزان مواقفها وردود فعلها المتسرعة بهدف دفع التهمة بأي ثمن دون ان يأخذوا بنظر الاعتبار وجود دلائل وقرائن تشير اليها مع ان المتهم يبقى بريئا اذا لم تثبت ادانته ... فنائب رئيس الجمهورية ليس هو الوحيد في القائمة المتهم بهذه التهمة فهناك غيره ايضا ... وحسبي ان اشير هنا الى ان هذه الاتهامات طالت وستطول نواب من القوائم الاخرى ايضا , اقول كان على العراقية ان تنأى بنفسها عن هذه التهم والا تدافع عن المتهم بهذه الصورة التي اوحت للاخرين بخوفها من الكشف عن المزيد منها... بل اللجوء الى العقلانية والهدوء وبالتعاون مع الاطراف الاخرى لتشكيل لجنة قضائية تتولى مهمة التحقيق .
ثمة نقطة اخرى اود الاشارة اليها تلك هي ما تناولته وسائل الاعلام عن التوقيع بشكل سري لقادة العراقية قدموا بموجبه تنازلا عن كركوك ومناطق من ديالى والموصل لقادة اقليم كردستان , ولم نسمع اي رد من الناطقين بأسمها وهم كثر بصحة التوقيع من عدمه , علما ان هؤلاء الناطقين حريصون على الرد على اي موضوع مهما كان تافها , ويبدو ان الموضوع صحيحا اذاستنكرت احدى نواب القائمة ذلك وهي من كركوك مشيرة الى ان كركوك ليست ملكا للعراقية حتى تبيعها او تتنازل عنها للاخرين ...
ان مصير القائمة ومستقبلها لا يبشران بخير , وكل الدلائل تشير الى انها ماضية صوب حتفها , ولن تصمد اكثر دون ان تغير نهجها والتخلص من العناصر التي ولائها للخارج والكف عن التصريحات السوداوية والتخبط السياسي , والدفاع حد الاستماتة عن وحدة الوطن وسيادته والابتعاد عن الخطاب الطائفي الذي بات اكثر وضوحا بعد اتهام قادتها بالارهاب , غير ان الواقع يشير الى غير ذلك فها هم قادتها يطالبون باحتلال امريكي جديد ويستقوون بدول الجوار والادهى من كل ذلك تحريضهم ضد العراق من خلال تصريحاتهم التي هي رسائل سلبية الى الدول العربية تثنيهم عن الحضور الى القمة العربية المزمع عقدها في بغداد , خشية ان يحسب عقد المؤتمر انتصارا لشخص واحد وكأن العراق اختصر بهذا الشخص فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبة
عباس يونس العنزي ( 2012 / 1 / 22 - 13:37 )
تكلمت أيها السيد عن القائمة العراقية وكأنها الوحيدة في المشهد السيء متناسيا وبعمد كما يظهر من فحوى المقال القوى الأخرى التي تدمر مستقبل العراق ، أيها السيد لقد أبدل الأمريكان ديكتاتورية صدام حسين بدكتاتورية مجلس الحكم وعلى شعب العراق السلام

اخر الافلام

.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح


.. طفل فلسطيني ولد في الحرب بغزة واستشهد فيها




.. متظاهرون يقطعون طريق -أيالون- في تل أبيب للمطالبة الحكومة بإ


.. الطيران الإسرائيلي يقصف محيط معبر رفح الحدودي




.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية