الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكثرية , وأكثرية مطلقة ولكن على خطأ‍

احمد مصارع

2005 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


أكثرية , وأكثرية مطلقة ولكن على خطأ ؟
قد لا يطلب من المطرب أن يبدع في الغناء , وبتناقض معقول : لا يطرب , ولكن من غير المعقول أن لا يحسن الأداء على الأقل .
الأكثرية التي تصفق , تطرح مشكلة ينبغي مناقشة احتمالاتها ؟
إذا كان الواقف على المسرح يريد فرض غناء لا يحدث الغاية منه , وعن طريق الاستفتاء , وهوفي الحقيقة استفتاء معلوم النتائج سلفا , لأن الأكثرية قابضة لأثمان تأييدها , وهي بذلك تؤدي واجبا مقابل ثمن , وفي السياسة النحسة يسوق بعض ( الفطاحل ) مفهوما مدهشا , السياسة مجرد مصالح , ولامكان للعواطف البشرية , ولا الأخلاق , وماعدا ذلك تكون الأفلاطونية واليوتوبيا , والإنسانية الفارغة .
ولكن السؤال الذي يلح على الأذهان , هو :
أي حضارة ستنتج عن لعبة المصالح الجيبية الأنانية ؟
إذا سلمنا بعدم شرطية الطرب في الغناء , وتخلينا عن ضرورة حسن الأداء , فيصير لزاما على مشروع من هذا النوع أن يتخلى عن كل الشروط اللازمة , ويكتفي الباحث عن النجاح , أن يشتري أصوات الجمهور المشجع , حيث أصبح الجمهور سلبيا ولا يشجع فنانا لوجه الله .
من حكا يا العصر العصملي الغابر , أن أحدهم حضر عرسا , ولا أحد يدري من هو الذي أشاع بين أصحاب العرس , معلومة مفادها أن هذا ( الأحد هم ) مغن ومطرب بارع , فما كان من أهل العرس إلا أن يتوسلوه من أجل فرح يكون على أروع شكل ممكن للحاضرين , ولأن الشخص الغامض , كان رافضيا , فقد قرروا دفع ليرة ذهبية له لقاء إمتاع جمهور العرس , فوافق على الغناء .
ياويلاه ..!!!
صوت غير مذكور أبدا في قواميس النحيب والعويل , ( الجعير ) , لقد قلب الفرح الى مأتم , ولم تنفع توسلاتهم , ورجاءاتهم وتحليفاتهم بكل عزيز وغال , لالشيء , فقط من أجل أن يسكت , وحين لم تنفع الأساليب الاستعطافية , لجأوا الى الخسارة الأولى , ويروي العجائز عندنا بأن ( اللأحدهم ) لم يسكت إلا بعد قبض ليرتين من الذهب الخالص .
لماذا يصر على الغناء من لا يمتلك الموهبة ؟
ينبغي أن يكون هناك عرس وفرح , لقد باتت أرواحنا المعذبة تتوق الى لحظات الفرح العام ..
لا نريد استفتاءا , فنحن نعرف بأنكم أغلبية ساحقة , ولكنكم على خطأ ..
وماهو خاطيء يكون الاستفتاء عليه : خطأ مزدوج .
لقد عجزت عن تحفيظ المرحومة جدتي , ومنذ عقود وخلال عقود أن اسم أدولف هتلر , اختصارا هو هتلر وتعود تردد : هلتر , هلتر ..
وإكراما لروحها , سأقول لقد كان هيلتر , يسير الأغلبية المطلقة على هواه , وكان الاستفتاء عليه مباشرة على الهواء , ولا تكذب الأعين حين تشاهد أمامها جحافل بشرية , متوترة تصرخ (بالوفاء ) و( الإيمان ) , ثم ينجلي الموقف , عن لاحقيقة , ولا حتى في الحديقة ؟
يتساءل المرء في ضرورة العرس الوطني , الذي لاستوجب شمط سلاح الديمقراطية الميكانيكية , بديلا عن الديمقراطية الخلبية , ومن نوع , لعبة القانون الداخلي للديمقراطية , ولتكن النتائج الشكلية وكيفما كانت تكون ؟
لعبة الشكليات تتبع عادة وعندما لاتكون هناك نية مخلصة في الوصول للحقيقة , بل بحثا عن الخروج من المآزق التاريخية .
ومن غير المعقول أن يخسر أهل العرس مرتان , واحدة عند البدء , وأخرى عند البدء ..
لم يعد المطلوب حقا الموهبة والإبداع , ولكن عدم وجود الأداء الحسن ولو في الحدود الدنيا , من الأداء الوطني العام , فذلك متروك للتاريخ والجغرافية ؟
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام