الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة النسوية في تونس والتغيير الديمقراطي

عنان عكروتي

2012 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ان أي تغيير ديمقراطي يجب أن يرتبط بوجود أرضية فكرية متكافئة تقبل العملية الديمقراطية وتؤمن بها .و تحارب من أجل الدفاع عنها اذا مست يوما.والحركة النسوية في تونس لم تشذ على هذه القاعدة.فبعد المخاض العسير الذي تعيشه تونس والحراك السياسي الكبير من أجل ايجاد أرضية جديدة ينطلق منها بناء الدولة الحديثة أحست أنها يجب عليها أن تكون في صدر المواجهة للحفاظ على مكاسبها .وافتكاك مكاسب جديدة..
ان النضال من أجل الحرية والعدالة والمساواة جزء لا يتجزأ من نضال المرأ’ة من أجل حقوقها..وهو جزء لا يتجزأ من النضال لأجل حقوق الانسان.
والمساواة بين الجنسين هي تحقيق لأهم جزء من العدالة التي نادت بها الثورة : وهي تحرير للانسان من بوتقة العبودية المستترة.وانعتاقه من براثين القمع والاضطهاد.فلا ديمقراطية حقيقية ولا حرية بدون تحقيق هذا الشرط المهم.
والحركة النسوية في تونس آمنت بالدولة المدنية : دولة القانون والمؤسسات.دولة يكون فيه الانسان مواطنا لا رعية .و اقتنعت أن هذا الشعار لا يتحقق اذا تجزأ وتفتت.وقد آمنت بأنه يجب فصل الدين عن الدولة وطالبت بمدنية الدولة الحديثة.كما فرضت مجلة الأحوال الشخصية في الدستور الجديد .وان كانت هذه المجلة تعتبر راقية جدا , فهي مجلة وضعية لا دينية .الا أنها لم تكتفي بما هو موجود فيه فقدطالبت بتطويرها أكثر.
وظلت الحركة النسوية من بداية الثورة الى الآن قوة فاعلة وظاغطة داخل الشارع التونسي متحالفة مع كل القوى التقدمية التونسية على اختلاف مشاربها.فبعد اسقاط النظام القديم وما بدأت تتشكل عليه الفسيفساء السياسية الجديدة و بداية ظهور شبح الاستبداد أعلنت الحركة النسوية أنها ستناضل ضد أي دكتاتورية جديدة سواء دينية أو سياسية ..معلنة أو مستترة.
الحركة النسوية في تونس آمنت ولا زالت تؤمن أن أي تغيير يجب أن ينطلق من رؤية تقدمية علمانية . وأنها يجب أن تقف لكل التنظيمات النسوية ذات مرجعية دينية لأنها تمثل فعليا انتكاسة حقيقية وعودة الى الوراء في ما يتعلق بحقوق المرأة.
كما أنها آمنت بضرورة مشاركة المرأة في كل عملية تغيير مجتمعي .و سعت الى كسر الصورة التقليدية التي يريدون من المرأة أن تسجن فيها.ونادت ولازالت تنادي بضرورة انعتاق المرأة من كل الأطواق التي وجدت لأسرها واختزال دورها الى مجرد خادمة وراعية للبيت والأسرة دون أدنى مشاركة فعلية في ذلك.
النضال النسوي جزء لا يتجزء من النضال العام للتحرر وربما هو الأهم.لأنه اذا تحرر نصف المجتمع واقتنع النصف الثاني بذلك حلت نسبة كبيرة من المشكلة الأساسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسانده الحركه النساويه
امين الصفتي ( 2012 / 1 / 23 - 14:26 )
في البدايه
اقدم اعتزاري لئقحام نفسي في هذا الموضوع
واسف علي تقديم افكاري
ان الفكر الذي تنشدونه شيئ عظيم وهو مايامله المثقفون والعامه من المعتدلون فكريا وثقافيا
ولاكن لابد لهذه الحركه ان تستقطب معها العديد من رجال الدين المعتدلين
وبعض اصحاب الاقلام والمبدعين من الذين يشهد لهم بالفكر الحر الغير مقيد باراء الحكومات ....من جهه اخري لابد من ان ننزل بمستوي الافكار
الئ غير المثقفين والبسطاء من النساء والرجال ايضا...ومعزرة لراي

اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ