الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الساكت عن الحق بنكيران أخرص

علي جديد

2012 / 1 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



ينتظر المغاربة قاطبة و الأمازيغ خاصة أن تثبت حكومة الإسلامي بنكيران الراعي الرسمي للإرهاب الفكري أنها حكومة للمغاربة جميعا وليست حكومة لبعضهم فقط أم أنهم سيرددون مع الكاتب الكويتي احمد الربيعي: " نحن أمة تشبه ركاب طائرة مختطفة لا حول لهم و لا قوة لأن بعضهم فضل الصمت و اللامبالاة و بعضهم يتحدث عن الإرهاب وإدانته بصوت خافت و بعضهم يرفع راية الإسلام و لكنه لا يدين الإرهاب الذي يرتكب باسم الإسلام" ..
قد سمع الأمازيغ قول الدين يتجادلون حول البرنامج الحكومي و تأكدوا من كونهم أغبى من حمار جحا. فبرامج الأحزاب العربية الإسلامية لم تعد تخفى إلا على الموتى. فزعماءها يتخذون من كتب حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين سراجا منيرا ومن بلادن أبا روحيا لهم و من ألزرقاوي نموذجا حيا للبطولة و الشجاعة و يعتبرون صدام و القدافي شهداء عند ربهم يرزقون و من البشير و صالح من دوي القربى الدين أوصى بالوقوف معهم الشاعر العربي وينظرون إلى الأقليات كقدورات تعرقل العروبيين التواقين إلى الوحدة و الإسلاميين الساعين إلى استرجاع الخلافة الإسلامية و محوها فرض عين لأن الهدف أسمى و يجب أن تجاع من اجل دلك البطون و تراق في سبيله الدماء ..

في الحقيقة لا يعرف المغاربة أشر أريد بهم أم أراد بهم ربهم خيرا حين و ولى أمورهم أشد الأحزاب المغربية الإسلامية نفاقا سياسيا حيث فوجئ الدين استمالتهم دعايته الانتخابية المسربلة بالدين حين وضعت الانتخابات أوزارها ودخل الشيخ بنكيران الحكومة ولم يقل كما كال أبوبكر حينما تسلم مقاليد الحكم : "أما و الله ما أنا بخيركم و لقد كنت لمقامي هدا كارها " .. لم يتجرأ على قول دلك لان الناس عاينته في ظل الحملة الانتخابية كيف استمات و استعمل القران و الحديث وتملق ما شاء له ربه أن يتملق من اجل الوصول لسدة الحكم متناسيا أن الناس تعرف المغزى وراء القول المأثور "في السياسة لا يمكن للمرء أن يبلغ القمة إلا عبر حبال ملتوية" .. كما أنهم لاحظوا أنه دخل الحكومة على ظهر سيارة من إنتاج "بلاد الكفر" ولم يدخلها كعمر (ض) يوم دخل القدس فاتحا على دابة يتبادل الركوب عليها هو وغلامه .. ولم يقض السيد الرئيس – وهو المدافع الشرس على هوية البلد الإسلامية- ليلته كعمر خاشعا متعبدا مثله بال قضاها مشغول البال بالتصديق بالمناصب باعتماد منطق الحديث الشريف " الصدقة في المقربين أولى".. حريصا كل الحرص على استبعاد المرأة استنادا عل الحديث المثير للجدل " لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" .. كما حرص حرصا كبيرا على عدم التفوه بكلمة "الأمازيغية" في التصريح الحكومي في غمرة الاحتفال لكي لا يسجل عليه التاريخ أنه –"جعل فيه مأتما بعد عرس " كما قال الشاعر..

أمام هدا المشهد السريالي لا يسع المرء إلا الاستغراب رغم أنه يطلب منا دائما ألا نستغرب ما دمنا في المغرب لأن الأمور فيه غالبا ما تخرج عن نطاق المنطق وهو ما تأكد اليوم حين نرى أن من يقود شؤون المغاربة هما شخصيتين من أكثر الشخصيات المغربية إثارة للتقزز مما يعد خروجا واضحا عن منطق "الرجل المناسب في المكان المناسب" ..فهاتين الشخصيتين في الذاكرة الشعبية لن يؤتمنا حتى على قطيع من الغنم فما بالك بشعب عريق ذي مجد تليد اللهم إدا آمنا بالمثل القائل "حاميها حراميها" .. فمن يستغيث ببنكيران من عباس كمن "يستأجر من الرمضاء بالنار" .. فهل المغاربة بهده الدرجة من الغباوة حتى يعتبروا ذلك تغييرا. ممكن إدا كانت هناك شريعة في كوكب اخر بعيدا عن الأرض تجيز تغيير منكر بمنكر أكبر منه.. وقد يقول قائل بأن هذا ما يستحقه المغاربة مصداقا للقولة المأثورة "لكل شعب الحكومة التي يستحقها"..
لقد آلمتنا جميعا معاناة الأمازيغية من ممن يدعون الإسلام وهو منهم براء.. فالجراح التي سببها لنا و لها بنكيران بخطابه المنحط مازالت لم تندمل بعد وقد أساء بتصرفه المشين لسمعة الإسلام و لكونيته قبل أن يسيء للغة أحد الشعوب العجمية التي أعطى أبناءها للعربية و الإسلام ما لم يعطه لها العرب أنفسهم .. فكل رواة الحديث الكبار منهم كالبخاري و مسلم ومنهم كبار الفاتحين كطارق بن زياد فاتح الأندلس و صلاح الدين الأيوبي محرر فلسطين و واضعي النحو العربي كالأجرومي و سبويه .. ومنهم الأطباء و علماء الفلك و الفلاسفة كابن رشد و ابن سيناء كما أن من بينهم أشخاص قمة الخطابة .. وقد أبان بنكيران طيلة حياته السياسية عن "نقص في الخطابة المكتسبة" و عليه تلقي دروسها خصوصية من أوباما أحد أكبر الخطباء في العصر الحديث و أخرى في الدبلوماسية من بنيامين نتنياهو لعلها تكون له عونا للتخلص من مرض السب و الشتم سلاح من لا علم له ولا أدب . وهو الذي حاول إعطاء الانطباع على أن حزبه "حزب الله" وحزب لا يقل قداسة من الأحزاب الستين المكونة للقران الكريم و أن أمينه العام "عبد العربية" آخر الزعماء و لا زعيم بعده .. إلا أن معظم المغاربة وجدوا الذي أوصلوه إلى السلطة لم يكن من الصالحين و لم يكن كالذي قالت فيه الفتاة لأبيها "إن خير من استأجرت القوي الأمين" ..

فإن كان بنكيران و حواريوه يجهلون تاريخ المغرب أو يتجاهلونه و يتعمدون الطعن في هوية الامازيغ فيجب التذكير بما يعني أن يكون الإنسان سليل الرجال الأحرار حتى و إن تطلب منا دلك القيام بمقارنة بين السكان الأصليين و الوافدين عليها لإصلاح ما أفسدته الإديلوجية القومجية. ولن تجد من وصف أبلغ من الذي وصف به ابن خلدون الشعبين الأمازيغي و العربي في مقدمته حين قال أن " تخلقهم (أي الأمازيغ) بالفضائل الإنسانية ...مرقاة الشرف و الرفعة بين الأمم ومدعاة المدح والثناء من الخلق ومن عز الجوار.. وحسن الملكة والأعضاء عن العيون والتجافي عن الانتقام ... وإما اقامتهم لمراسم الشريعة ..وبيعهم النفوس من الله في سبيله وجهاد عدوه ما يدل على رسوخ ايمانهم وصحة معتقداتهم ومتين ديانتهم" ونقارن بما بما قاله عن العرب : "وكانت قبائل مضر مع دلك بل سائر العرب أهل بغي والحاد وقطع الأرحام وتنافس في الردى وإعراض عن ذ كر الله فكانت عبادتهم الأوثان والحجارة وأكلهم العقارب والخنافس والحيتان والحملان واشرف طعامهم اوبار الإبل اذا أمروها في الحرارة في الدم ..وإنما كان تنافسهم المؤودة والسائبة والصيلة والحامي" .. وكلام ابن خلدون غني عن كن تعليق ..

لن أختتم كما جرت العادة بآية من القران الكريم ولا بحديث شريف لأن القوميون العرب والإسلاميون لا يعملون بهما أكثر من عملهم بما تجود به قريحة شعرائهم الذين ينزلونهم مرتبة الأنبياء و الرسل ولهذ ا خير ما أختتم به أبيات من الشعر الحكيم للشاعر الفارسي بشار بن برد لتكون تذكيرا لكل من تسول له نفسه العودة للتطاول على الأمازيغية لغة "الرجال الأحرار" :
أحين كسيت بعد العري خزا *** ونادمت الكرام على العقار
تفاخر بابن راعية وراع *** بني الأحرار حسبك من خسار
وكنت إدا ظمئت إلى خراج *** شركت الكلب في ولغ الإطار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع كامل الاسف
عبد الله اغونان ( 2012 / 1 / 23 - 00:37 )
مع كامل الاسف لاادري كيف يسمح بنشر مقال كهذا مجرد هجاء وقذف ومغالطات واهانات مجانية وتهم رخيصة وسباب وكل ما يتناقض والحوار المتمدن وقواعد النشر وحرية التعبير او ابداء الراي
مع كامل الاسف لخروج البعض عن معنى الحوار المتمدن
الى خطاب الاستفزاز والتجريح
يجب ان تضعوا في الاعتبار قواعد النشر وابداء الراي لضبط التجاوزات تماما كما هو الامر في التعليقات


2 - الامازيغية بين الدستور وحكومة بن كيران
hassan bouhouch ( 2012 / 1 / 23 - 11:58 )
رغم الحسم في مسألة اللغة الأمازيغية، ودسترتها لغة رسمية إلى جانب العربية، لا تخفي العديد من الجهات تخوفها من مآل -الأمازيغية- في ظل حكومة يقودها حزب بنكيران الذي تصدر نتائج الانتخابات التشريعية ل25 نونبر الماضي، بالنظر إلى مواقف الحزب السابقة من هذه النقطة.
وفي هذا النطاق، نص البرنامج، على ضرورة إنشاء أكاديمية محمد السادس للغة العربية، بالإضافة إلى المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية الذي نص عليه الفصل الخامس من الدستور، والذي يهدف إلى حماية وتنمية اللغة العربية إلى جانب الأمازيغية، و-العمل على دعم وتقوية حضور اللغة العربية في جميع المجالات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية وغيرها، مع الاهتمام بتكوين المدرسين وتطوير طرق ووسائل تدريس اللغة العربية بإدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في عملية التعليم، واعتماد سياسة عمومية للنهوض باللغة العربية-
وهدا يدل على موقف السيد بن كيران من القضية الامازيغية ومن مواقفه المتحجرة تجاه امازيغن وارجوا من الاخ الرجوع وتصحيح تعليقه والشكرا لك اخي علي على المقال الرائع.


3 - التمييز
علي جديد ( 2012 / 1 / 23 - 12:54 )
الاستاد حسن مشكل البعض انهم لا يميزون بين الاسلام و العربية . فالعربية لغة العرب و حدهم ولما فقدوا كل السلطات ارادوا ان يفرضوا سيطرتهم و ثقافتهم باستغلال الدين .هده اللغة التي لا يتحدث بها إلا أقل من 150 مليون بين 7 مليارات من المسلمين. لغة لا تستطيع ان تعيش إلا بموت لغات أخرى كالامازيغية و الكردية وهدا الضعف ليس منها بل من اصحابها لانهم يعادون العلم و الاخر وحكموا على العربية بالبقاء في الدرك الاسفل ويظنون انهم سيحمونها بفرضها على الجميع بالقوة و المدكرات . اللهم اهدى قومي فهم لا يعقلون . شكرا للجميع.


4 - لمادا المؤاخدة ؟؟؟؟
محمد بودواهي ( 2012 / 1 / 25 - 11:06 )
لو راجع صاحب التعليق رقم 1 سابق تعاليقه لما لام الحوار المتمدن على نشر هدا المقال الجاد والهادف والموضوعي لما تحمله تلك التعاليق من عنجهية مفرطة وعنصرية مقيتة ومن سوء أدب و قبح كلام ... اتجاه كل من انتقد القومجية العروبية والإسلاموية المتخلفة المتسمتين بكل أنواع التطرف فكرا وسياسة ....
إن ما جاء في المقال من نقد وجيه وسليم وعقلاني لبنكيران ولحزبه المتخلف ولتصرفاته الشنيعة ولمستواه الهزيل ولسياسته الرعناء ولتصريحاته السخيفة ليعتبر قليلا جدا وموضوعيا جدا مما يجعل ما جاء في التعليق رقم 1 من مؤاخدة على الحوار المتمدن لنشره مجرد هراء ...

اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا