الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبيل العربي و عمرو موسى وجهان للعملة الناصرية

أحمد حسنين الحسنية

2012 / 1 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عندما يضيق الوقت ، و تصبح فرص الكتابة محدودة ، تصبح الأولوية للحديث عن المستقبل ، و بخاصة القريب ، و ليس عن الماضي و لو كان قريباً .
لهذا لن أكتب الآن ، الثالثة و عشر دقائق تقريباً بتوقيت بوخارست من بعد ظهر يوم الإثنين الثالث و العشرين من يناير 2012 ، عن ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، بل عن عدو داخلي للشعب المصري أمسك بمصر عدة عقود ، و يريد الإستمرار ، و لا يتورع عن إستخدام أحط الوسائل ، و أكثرها إجراماً من أجل الإستمرار ، و مسلح بنظرية سياسية خبيثة دمرت مصر ، و العديد من الدول العربية .
من السهل الإشارة للنظرية السياسية التي حكمت مصر خلال عهد عبد الناصر .
إنها الناصرية ، التي هى تفرع خبيث ، من شجرة خبيثة ، هي البعثية .
عبد الناصر كان متأثر بشدة بأتاتورك ، و كان في البداية قومي مصري ، و ليس قومي عروبي - و هي حقيقة يحاول الناصريون إخفائها - لكن عندما وجد أن المسرح العربي أكثر إتساعاً ، غير جلده ، و تبنى البعثية ، بعد أن حورها بعض الشيء ، ليخرج بنظرية تم نسبتها له ، و هي الناصرية ، التي هي خليط من الإشتراكية مع القومية العربية ، مثل أمها البعثية .
أيضاً من السهل الحكم على السادات ، و فترة حكمه ، أيديولوجياً .
السادات لم يخف ماضيه ، و ميوله ، النازية ، و ظل معتزاً بهما إلى أخر لحظة في حياته ، و حاول أصدقائه في الإعلام تبرير ماضيه النازي على الأقل ، هذا على المستوى الشخصي ، أما على مستوى مصر فقد حاول الترويج للقومية المصرية - بشكل غير مباشر - و لكن الوقت لم يسعفه ليوجد لتلك الفكرة قدم راسخ في الشارع السياسي المصري ، و على العموم يمكن أن نسمى مدرسته السياسية بالمدرسة الساداتية ، و هي المدرسة القائمة على فكرة القومية المصرية مع الميل نحو الغرب ، و تبني الإقتصاد الحر ، و الحاكم المطلق الأبوي .
بالنسبة لمبارك ، و فترة حكمه الغبراء ، تتصور الأغلبية أنه لم تحكم مصر نظرية سياسية واضحة سوى نظرية النهب .
نعم عصر مبارك كان النهب أهم معالمه ، لدرجة يتفوق فيها مبارك و أسرته و أعوانه على مراد بك و مماليكه ، و لكن كانت هناك نظرية ، حكمت عصره ، و لو سراً .
الإقتصاد الحر ، و الإبقاء على الهيكل الديمقراطي للدولة ، ممثلاً في البرلمان و الأحزاب ، و الإدعاء بجود إعلام حر ، كلها كانت أمور إضطر مبارك لتبنيها - أي بالقسر - إستجابة للظروف الدولية التي حكم فيها ، لكنه ، و لازال ، في قرارة نفسه : ناصري .
لو أردنا أن نصل للحكم الصحيح في مسألة النظرية السياسية بالنسبة لعصر مبارك ، فيجب أن نترك القشرة الخارجية الشكلية ، التي تبناها مبارك قسراً ، بحكم الظروف المحيطة ، و أن ننظر للطبقات الأعمق إلى أن نصل للنواة ، أي لهؤلاء الذين شكلوا الحلقة الضيقة الملاصقة لمبارك ، و رسموا معه السياسة الداخلية ، و الخارجية ، ثم نصعد من النواة لننظر للطبقات التالية لها و القريبة منها ، و التي كانت مهمتها الإمساك بكل مفاصل الدولة ، و تشكيل الرأي العام المصري .
هؤلاء الذين شكلوا النواة ، و التي يقع فيها مبارك الأثيم ، و عمر سليمان المجرم ، و تشمل كبار مساعدي و مستشاري مبارك الأثيم ، ثم الطبقات التالية للنواة ، و التي تشمل كبار السياسيين ، و كبار المسئولين المدنيين ، و كذلك كبار الكتاب و الصحفيين و الإعلاميين ، في الإذاعتين المرئية و المسموعة ، و في الصحف الشهيرة ، سواء مملوكة للدولة أو مدعوة بالمستقلة ، و أعضاء هيئات التدريس في كليات تشكيل أراء الأجيال القادمة ، مثل الإعلام و الإقتصاد و العلوم السياسية ، و أعضاء السلك الدبلوماسي ، أغلبيتهم الساحقة ناصرية .
الناصريون هم من سيطروا في عصر مبارك ، و رسموا كل سياسات الدولة ؛ حتى في السياسة الخارجية ، كانت هناك دائماً سياسة خارجية ناصرية موازية ، أما السياسة الداخلية ، بعيداً عن الإقتصاد ، فقد كانت ناصرية بإمتياز ، و كان أبرز معالهم قمع الحريات ، و إنتهاك حقوق الإنسان ، من خلال الدولة البوليسية التي أقامها مبارك الأثيم و أعوانه الناصريون .
إنني لا أكتب اليوم للحديث عن الماضي ، برغم قرب ذلك الماضي ، و إنما كتبت عن ذلك الماضي القريب ، لأشير للحاضر ، و لأحمي المستقبل .
أحمي مستقبل مصر من رئيس ناصري ثالث .
الإخوان قرروا عدم ترشيح رئيس من جانبهم ، و أصبح من المرفوض شعبياً الآن فكرة فوز مرشح عسكري ، فأصبح المجال مفتوح لمرشح ناصري من السلطة ، و أبرز مرشح ناصري كان عمرو موسى ، و رجاء مراجعة مقال : عمرو موسى مرشح عمر سليمان ، و كتبته و نشرته في الأول من مارس 2011 .
إنكشف عمرو موسى ، فكان أن قدمت السلطة الوجه الآخر للعملة الناصرية ، و أعني نبيل العربي .
نبيل العربي هو ممثل للوجه الثاني للعملة الناصرية السلطوية ، و هو أيضا أحد أفراد مؤسسة الدبلوماسية المصرية التي يسيطر عليها حالياً الناصريين ، تلك المؤسسة المرتبطة بقوة بجهاز المخابرات السليمانية و التي يسيطر الناصريون عليها أيضاً ، فهو - أي نبيل العربي - إذاً مرشح آخر للرئاسة من جانب عمر سليمان ، رجل مصر القوي حتى الآن .
الفارق الوحيد بين نبيل العربي و عمرو موسى ، هو في طبقة الصوت ، فالأول هادئ إذ ما قورن بالثاني الجعجاع ، و لكنهما من نفس الطينة الناصرية الخبيثة .
لا يوجد ناصري نصير للديمقراطية و حقوق الإنسان و رفاهية المواطن العادي ، لأن الناصرية ضد كل ذلك ، لأنها - أي الناصرية - تريد خاضعين ، و ليس مواطنين .
لقد إنكشف نبيل العربي الناصري أثناء إدارته للقضية السورية في جامعة الدول العربية ، و بخاصة في مهزلة المراقبين العرب ، و أصبح من الجلي إنه لا يتخذ أي قرار يكون لصالح الشعب السوري إلا بعد التعرض لضغط .
هذا حاله الآن ، نصير للدموية و الإستبداد ، و هو أمين عام جامعة الدول العربية ، فكيف سيكون حاله و هو رئيس لمصر ؟؟؟
مستقبل مصر في عصر نبيل العربي الناصري - و هذا المقال مخصص للمستقبل - لن يختلف عن مستقبل مصر لو حكمها عمرو موسى ، أو عمر سليمان ، أو عن ماضي مصر في عصر مبارك الأثيم أو في عصر عبد الناصر الدموي ، فكلهم أغلفة مختلفة لنفس الكتاب ؛ كتاب الإستبداد و الإفقار و الشعارات الطنانة الفارغة ، كتاب الناصرية .
تنبيه يعد جزء من المقال : على أعضاء حزب كل مصر - حكم و مؤيديه الراغبين في المشاركة في إحتفالات الخامس و العشرين من يناير 2012 ، تذكر إن الحزب ملتزم بسياسة الهدوء ، فعليهم الإلتزام بها و عدم الإستجابة لأي إستفزاز أو تهييج ، خاصة أن السلطة تحاول بشتى الطرق إفتعال حالة من الفوضي لتقوض إنجازات الثورة ، و تبرر الإستبداد ، كما حاولت في أكتوبر و نوفمبر و ديسمبر من العام الماضي 2011 ، لهذا يجب توخي أشد الحذر و لا بأس في عدم المشاركة ، و دوركم في الثورة سيقر به التاريخ في المستقبل ، بإذن الله .
حزب كل مصر - حكم ، حزب وسطي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون ينفي وجود خطط لانتشار الجنود الأميركيين في قطاع غز


.. هل يحمي الواقي الشمسي فعلا من أضرار أشعة الشمس؟| #الصباح




.. غانتس: قادرون على إدخال لبنان في حالة من الظلام وتدمير القدر


.. حرب غزة.. نازحون يعيدون استخدام أكياس الطحين لصنع خيام تؤويه




.. بعد اختفاء سيدة في جزر البهاما.. السلطات الأميريكية تحذر من