الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على من نطلق رصاص الحملة؟؟

لينا مظلوم

2012 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لينا مظلوم- كاتبة عراقية مقيمة في القاهرة
قيام الكاتب و الشاعر عبدالخالق كيطان و مجموعة من مثقفي و مبدعي العراق بإنشاء جمعية بغداد الفتاة يبدو إنجازا جميلا يضاف الى باقة(ورد) الإنجازات الثقافية والإبداعية على مواقع التواصل الإجتماعي التي اثبتت قوة فاعيلتها خلال العام الماضي على الساحة العربية..لكن هل يقتصر الخبر على هذه الخطوة , خصوصا وإن تطورات الأحداث السياسية في العراق اعادت الى السطح بقوة (آفة) الطائفية التي ظلت تمارس دورها الخبيث في تهديد وحدة العراق على مدى 50 عام.. من هنا بزغت فكرة بغداد الفتاة بإطلاق الحملة الوطنية لمناهضة الطائفية-نحو عراق مدني و متسامح- حملة أثارت حماس جماعي للإلتفاف حولها ..و طرحت جدلا سوف يُلقي احجارا-لا حجر واحد- بنهي ركود هذا المستنقع الكريه بعد ان عجزت عن معالجته سياسة المصالح و إحنكار السلطة و القوى الدينية.. لتضيف أزمة الى الوضع المعقد أصلا في العراق.
هذه الحملة بكل اهدافها النبيلة تفرض فتح(الجرح) كي يتم تطهيره جذريا من كل التقيحات تمهيدا لمرحلة الإلتئام الكلّي –كما تقر الاعراف الطبية- ,هنا يطرح السؤال نفسه..من الهدف الذي توجه اليه هذه الحملة؟.. الشارع العراقي على إختلاف مستوياته العمرية و الثقافية يبدو , من تحمّل ما لم تتحمله أي شعوب المنطقة,منهكا في السعي الى توفير حياة مستقرة و كريمة لن يحققها- على أرض الواقع- سوى التماسك الإجتماعي و العرقي من خلال احترام التعددية و التنوع ..و أن التجمع تحت راية وحدة المواطنة العراقية و ليس دعوات إراقة بحور الدماء ,هو بارقة الأمل الوحيدة في معالجة الأزمات الإقتصادية والإجتماعية و الأمنية. الشارع العراقي بدأ يعبر فعلا عن هذه الرغبة الواعية في اسلوب مظاهرات سلمية راقية –رغم محاولات بعض الجهات إقحام نفسها على هذه التحركات الشعبية.
المنطق إذا يفترض التوجه بهذه الحملة لمخاطبة الشرائح السياسية و كل من يتحمل مسئولية صنع القرار في العراق ..كل طرف منهم يلهث نحو مصالحه الشخصية سعيدا بحالة (اللامبالاة)تجاه مصلحة العراق و شعبه..لذا كان بديهيا ان يفشلوا في تحقيق دولة المواطنة بعد ان جرفتهم المصالح نحو توجهات و قوى مناقضة تماما لهدف الحملة.
اندلاع مظاهرات 25شباط يؤكد ضمن المطالب المشروعة التي رفعها الشعب عجز-او عدم رغبة- القرار السياسي العراقي الحالي عن توفير مقومات العملية السياسية الديمقراطية التي تذيب القوميات و الأعراق تحت مظلة التوحد, مما يفرض ضرورة التوجه الى حلول و إصلاحات جادة و حازمة.. منها الضغط على القوى السياسية الحاكمة و تدعيم المنظمات المدنية و التكتلات السياسية الليبرالية و القوى العلمانية-إذا كانت الحكومة الحالية بصدد تجربة ديمقراطية حقيقية- .. فالعراق كان قبل حوالي 50 عام فقط يتمتع بأعرق تجربة تعددية حزبية بين الدول العربية جمعت كل التوجهات الفكرية و السياسية..
تفعيل هذه القوى و دعمها للمشاركة بقوة في العملية السياسية و المدنية سيخنق الطائفية و هي القائمة أصلا على دكتاتورية التحزب لعقيدة او عرق على حساب الآخر.
إذا كانت الحكومة السياسية الحالية حادة في بتر(آفة) الطائفية عليها ان تقدم للمواطن الدليل الملموس .. و لو وصل الأمر الى صيغة قرارات تصل الى قوة القانون, او حتى مواد تضاف الى الدستور العراقي ,تجرّم كل الدعاوى الطائفية و ممارساتها, لعل الحكومة بذلك تعيد جزء من شعبيتها المفقودة بدلا من ملاحقة المعارضين لسياساتها.
العامل الخارجي ايضا ملف أساسي ثبت تورطه في ضخ سموم لتأجيج الطائفية..الإمدادات سواء بالأموال المتدفقة او التواجد الفعلي عبر ميليشيات مدرّبة انهمرت على العراق منذ سنين ..حتى اصبحت أرضه مسرحا للتصفية الدموية بين التيارات الدينية و العرقية المتنازعة إقليميا.. للأسف لم تكتفي هذه التدخلات و الاطماع في فرض نفسهافقط على العملية السياسية داخل العراق..إنما امتد تأثيرها الى قرارات العراق الدولية.
أخيرا بعد يأس و إحباط الشارع العراقي من قدرة ساسته او حتى جذب إهتمامهم اليه, كان بديهيا ان يتطلع الى علماء و مفكري و مثقفي و مبدعي العراق, لتقديم مبادرة جادة و صارمة تهدف الى محاربة(آفة) الطائفية و هي العائق الأساسي امام وضع العملية السياسية في العراق على الطريق الصحيح.. العراق ينتظر بشوق..و نحن في لهفة الى تقديم المزيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يلقي مناشير في معسكر جباليا تطالب السكان بالإخلاء ا


.. مظاهرة في العاصمة الإسبانية مدريد تطالب الدول الأوروبية بالا




.. لحظة استهداف إسرائيلي بمنطقة جباليا في غزة أثناء تغطية صحفيي


.. مظاهرة لعشرات الإسرائيليين بالجليل تطالب بتنحي الحكومة لتخلي




.. أمريكا تعرض على إسرائيل معلومات استخباراتية لتحديد موقع قادة