الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الذي يصنع المناضل المثال!

عديد نصار

2012 / 1 / 23
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


الماركسية ليست علما فحسب، و الشيوعية ليست عملا سياسيا فقط، إنهما قبل هذا و ذاك، سلوك أدبي و ثورة في الذوق و الأخلاق.
و الحزب الماركسي هو مصنع للمناضلين و ليس تجمعا ميكانيكيا لعدد قل أو كثر من مناضلين مسبقي الصنع، ( كي لا أقول مناضلين سابقين .. )، فحسب.
و هو ، أي الحزب الماركسي ، ليس فقط أداة لممارسة العمل السياسي، و لكنه أيضا الإطار الذي ينتج المبادئ و الأخلاق و القيم الماركسية. تلك المبادئ و القيم التي تجعل من المنتسب مناضلا ، بل أكثر من ذلك، مثالا و قدوة طليعية يتمثل بها أفراد و قطاعات الطبقات الاجتماعية التي يعبر عنها فعلا هذا الحزب.
ليست الأخلاق و القيم و السلوكيات الثورية للمناضل الشيوعي كتابا منزلا. بل إنها تنبع من صميم الواقع الاجتماعي و بواسطة، و من خلال الممارسة النضالية اليومية للماركسيين في مجالهم الاجتماعي المحدد: المدرسة المصنع الجامعة الحي المزرعة المشغل ...
و هي بالتالي نموذج يعبر عن روح تلك القوى الاجتماعية و طريقة عيشها و طموحاتها و مطالبها و آفاقها الثقافية و مزاجها الفني و الأدبي و ممكنات تطويرها.
و هذا يعطي الحزب الماركسي ميزة إضافية و لكنها إلى جانب ذلك، مهمة على جانب كبير من الأهمية في الوسط الاجتماعي الذي يريد أن يعبر عنه و ليس فقط عن مطالب هذا الوسط الحياتيه أو طموحاته السياسية التي تكون بادئا غير واضحة و متضاربة في التوجه، و لكن مهمة الحزب الأساسية تكمن في صقلها و توحيدها و توجيهها الوجهة التي تخدم فعلا و حقيقة و من منظور هؤلاء الناس ، قضاياهم و طموحاتهم. هذه الميزة تتلخص في صناعة المناضل النموذج و المثال.
من هنا فإن غياب مثل هذا الحزب، أو وجود أحزاب نخبوية تفتقد إلى الصلة الثقافية بالناس، و إلى ميزة صنع المناضلين المثقفين إجتماعيا ، قد تحمل مخاطر عديدة خاصة إذا كان هناك ماركسيون و لكن لم يكن هناك من حزب ماركسي.
الماركسيون بدون حزب يتحولون بسرعة إلى نخب منعزلة عن الواقع الاجتماعي. و هنا يصبحون في كثير من الأحيان، بعيدين في قيمهم و سلوكياتهم عن المنطق الاجتماعي. و بالتالي قد، و يكثر هذه الأيام، أن يسيئوا بالغ الإساءة ، و معهم الأحزاب النخبوية، في أدائهم العام، إلى الماركسية كفكرة و إلى الشيوعية كنموذج، في أعين الناس، الذين سوف ينظرون إليهم كنخب غريبة عن الواقع و ذات اهتمامات و سلوكيات غريبة أيضا.
لقد أسهمت أحزاب الشيوعية التقليدية ، بعد أن توقفت و لزمن مديد عن صناعة المناضلين، في تحويل الشيوعيين إلى مجموعات نخبوية محصورة وإلى شلل معزولة، و بعيدة عن الواقع الاجتماعي تجتر مقولات الماضي و تعيش على أمجاد ( حقيقية أو موهومة )، بمن فيهم الشيوعيون غير المؤطرين أو الذين يعارضون قيادات الأحزاب أو حتى الذين يعارضون تلك الأحزاب. من هنا نجد أنهم لم يعودوا يعنون الناس بشيء حتى لو تطوعوا في حملات واسعة لحمل مطالب الناس و لو خاضوا المواجهات دفاعا عن مطالب الناس. قد يكونون محل احترام من الكثيرين. و لكنهم قطعا لم يعودوا يمثلون بالنسبة للآخرين القدوة و النموذج.
من هنا، و خاصة في غمرة التحولات الكبرى، فإن على الماركسي أن يعي أنه لن يقدم و لن يؤخر في مسيرة النضال المجتمعي العام، ما لم يسهم و بتفان و إخلاص و تواضع و نكران شديد للذات، في صياغة الأطار الحزبي الماركسي الذي يعمل على صياغة السلوكيات المشروحة أعلاه بما يتيح للماركسيين أن يشكلوا فعلا بالنسبة لمحيطهم الاجتماعي و للطبقات التي يعبرون عنها، النموذج و القدوة و المثال .. فبهذا وحده تخرج القوى الماركسية و يخرج الماركسيون من أزمتهم المزمنة.
نعم لحزب ماركسي من نمط جديد يدرك مهامه التاريخية و يعبر بالممارسة قبل القول عن صدقية التحامه بالجماهير المضطهدة و تمثيله لمصالحها و طموحاتها.
نعم لحزب ماركسي يصنع المناضل المثال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحزب الشيوعي
Abu Ali Algehmi ( 2012 / 1 / 23 - 21:54 )
الحزب الشيوعي هو الطليعة المقاتلة للبروليتاريا
في البلدان التي ليس فيها صناعة لا تقوم فيها بالطبع أحزاب شيوعية إلا إذا كان هناك في العالم ثورة اشتراكية مركزية يستمد منها الحزب قوته وشرعيته
الحزب الشيوعي في بلد لا صناعة فيه وقبل أن يكون في العالم مركز قوي للثورة الاشتراكية هو حزب كاذب ومخادع بالتأكيد
نرجو من السيد نصار مراجعة موقفه

اخر الافلام

.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال


.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا




.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا