الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش إنعقاد لقاء التيار البؤسقراطي العراقي في فندق الشيراتون

عامر الدلوي

2012 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة أمور كثيرة لم أكن أرغب الخوض فيها والكتابة عنها .. تحاشيا ً لما قد يفهمه البعض من الأخوة والرفاق والزملاء من الديمقراطيين على إنه تحامل أو من باب التشفي بإنكساراتهم المتتالية منذ بداية العام 2005 .. عام الإنتخابات المشئوم .. تلك الإنتخابات التي قامت على التزوير وإنتهت عليه ... وبالمقابل اسماها أحد ركائز التيار الديمقراطي العراقي .. إنها كانت بمثابة عرس في إحدى وثائقه التي طبل فيها لنجاحات العملية الإستفلاسسية ( عفوا ً السياسية ) وإنتصاراتها المتتالية المزعومة على الإرهاب والتكفيريين والبعث المنهار ... وبالنتيجة على القاعدة .

لكن ظهور مقالة الأستاذ الزميل ( عدنان حسين ) على صفحات ( المدى ) والتي عقب فيها وقدم فيها قراءته لانعقاد مؤتمر التيار في فندق الشيراتون يوم السبت صباحا ً .. كانت بمثابة الحافز لتدوين تفاصيل الحادث الذي كنت شاهد عليه قبل يوم من إنعقاده وهنا أستميح الجميع عذرا ً في التسمية التي أطلقتها على قيادات هذا التيار وعلى التيار نفسه .

صباح الجمعة وتقريبا ً في تمام الساعة العشرة والنصف .. في شارع المتنبي .. أقترب شاب جميل ولطيف ومؤدب .. ( من ضمن الشباب الأربعة الذين ألقت عليهم القبض قبل أشهر قيادة أركان حرب الفريق قاسم عطا متهمة إياهم بتزوير وثائق النفوس الخاصة بهم .. في أقذر عملية خطف أثناء توجههم إلى ساحة التحرير ) من أحد الناشطين في الدفاع عن الحريات والدولة المدنية من اللذين تعرف عليهم بالوجه وليس بالإسم في ساحة التحرير إبان التظاهرات العارمة .. التي سبقت وتلت يوم الخامس والعشرين من شباط من العام المنصرم .. ليسأله .. هل حضرتك أبو ...... ؟ أجاب الناشط .. نعم يا عزيزي .. فقال الشاب أنت مدعو لحضور لقاء التيار البؤسقراطي الذي سيعقد يوم غد صباحا ً على قاعة فندق الشيراتون .. تسائل الناشط هل إن الدعوة عامة أم إنها خاصة ومحدودة .. قال الشاب إنها خاصة ولكنك بالتأكيد مدعو ومطلوب حضورك ..!!

على مسافة غير بعيدة كان أحد أبرز قادة ومنظمي إجتماعات تيار البؤسقراطي .. من اللذين رمت الأقدار أمامهم سلم صعود ليتبؤا مركزا ً قياديا ً في حزب عريق .. هو بالتأكيد حاله كحال كمعظم المتبقين من قيادة ذلك الحزب غير مؤهل حتى أن يكون في مصاف كوادره المتقدمة وليس في صفوف قيادته .. وكلامي هذا لم يأت من الهواء .. بل إنه أكثر صدقا ً من الوحي الموحى .. لأني عايشته لفترة أمدها 5 سنوات بعد التغيير الدراماتيكي الذي حصل في العراق إثر الغزو الإمبريالي للبلاد وسقوط النظام الفاشي المقبور تحت وطأة الضربات الماحقة والتفوق التكنولوجي للجانب المعادي , كان هذا القائد يسترق النظر إلى الشاب وهو يتحدث إلى ذاك الناشط .. وبعد أن فرغ الشاب من حديثه .. أستدعاه ذلك القائد ( الناشط المدني الديمقراطي ) وأخذ يتحدث معه بطريقة سلطوية أبوية قائمة على أساس كونه المسؤول الحزبي .. الذي كان يمثل في أيام النضال السري كل شيء بالنسبة لرفاق الحزب ..كل شيء .. الحزب .. الأخ الأكبر .. الأب الفكري .. الله .. كل شيء ..

مضت لحظات ليعود ذلك الشاب المؤدب واللطيف والوسيم إلى نفس الناشط المدني وبإحراج كامل ولسانه يتلعثم معتذرا ً له عن سوء فهم قد وقع فيه الشاب ... إذ إن الدعوة كما أبلغه المسؤول البؤسقراطي كانت خاصة ومحدودة ومقتصرة على أشخاص معروفين بالأسماء .. وإنها ر تشمل هذا الناشط المعروف بتعارضه الفكري مع طروحات البؤسقراطيين اليوم .

قصة هذا الناشط مع هذا القائد البؤسقراطي طويلة وتحمل سمات نضال مشترك سابق تحت راية واحدة .. نضال مسلح مشترك ضد دكتاتورية النظام السابق في ذرى وسفوح كردستان .. نضال جعلهما في بعض الأحيان يواجهان الموت عدة مرات سويا .. نضال كان فيه الناشط المدني المتقاعد حاليا ً عن العمل الحزبي المنتظم .. كان قائدا ً بارزا ً بينما كان البؤسقراطي مغمورا ً ولا يمتلك المؤهلات القيادية التي أمتلكها ذاك الناشط المدني الحالي في حينه .. سأسردها على القراء الكرام ذات يوم بتفاصيلها المريرة ..

لحظات عصيبة مرت على الشاب وهو يعتذر بشدة عن الخطأ الذي وقع فيه جعلتني كمراقب لما جرى أعود بالذاكرة إلى أيام العام 2005 وكيف لعب هذا البؤسقراطي دورا رئيسيا في قيادة الحزب كله ( وأعني به التنظيم وقيادته الحالية ) إلى فشل ذريع في الإنتخابات بعد أن وضعه رفاقه على رأس لجنة التحضير للحملة الإنتخابية للحزب .. وكيف إنه كان المراوغ رقم واحد في عملية التهيئة للنزول بقائمة واحدة مشتركة للديمقراطيين في إنتخابات عام 2010 وسلسلة الإجتماعات التي عقدت في فندق السدير وعلى مدى ثلاثة أسابيع لتنتهي بحضوره إلى الإجتماع حاملا ً قرار قيادة التنظيم بالنزول منفردين وبقائمة خاصة بهم الأمر الذي سبب خيبة أمل كبرى لدى كل الأخوة القادمين من بلدان المهجر على نفقتهم الخاصة وبعد أن دفعوا التكاليف المضافة المتمثلة في أجور الفندق لطول تلك المدة وجعلهم يلملمون أوراقهم وحاجياتهم ويغادروا أرض الوطن مرة أخرى حاملين معهم صورة سوداء قاتمة عن هذا القائد البؤسقراطي ورفاقه في قيادة التنظيم الذي استلب أسم الحزب وتاريخه وباعه الطويل في مناهضة الإحتلال والعملاء والتي أبتعدت في نهجها عن كل المسميات والشعارات التي ظلت تطبل لها منذ صعودها وتوليها مقاليد الأمور مباشرة عام 1993 .

ثم عادت بي الذاكرة إلى سلسلة مواقف فاشلة ومحرجة مرغ فيها سمعة التنظيم كله في الوحل عندما ظهر في العام 2004 على شاشة تلفزيون المنار في برنامج مشترك مع ضيف محامي لبناني فلسطيني الأصل أسمه سعيد دودين .. الآمر الذي دفع بالضيف الثاني ليقول له في أحدى فقرات البرنامج .. إنني لا أتشرف بكونك ضيف مقابل لي ويمثل هذا الحزب العريق بنضاله ضد دكتاتورية نظام صدام الفاشي .. ثم موقفه المهزوز في اللقاء اليساري الأول في بيروت قبل سنتين من الآن .. وما جرى من إجتماعات تنسيقية للمجاميع المشتركة في تظاهرات ساحة التحرير عبر عام كامل أدت فيه مواقفه إلى تشتيت كامل لجهود الشباب .. عبر آليات فرض سلطته الأبوية على شبيبة الحزب المشاركة في تلك التظاهرات .

لذلك كله صار من حقي كمراقب يهمه بناء تجربة ديمقراطية حقة أن أطلق على سلسلة الإجتماعات ( التي يشترك فيها قائد حزبي كهذا ويلعب فيهل دورا ً كلاميا ً بارزا ً ) التي يعقدوها .. إجتماعات التيار البؤسقراطي .

بقى إن أمرا ً واحدا ً قادني للإختلاف مع الزميل البارع ( عدنان حسين ) في طروحاته التي قدمها كنصائح لقادة هذا التيار .. وقال فيها إن على القيادات التي شاخت أن تتحلى بروح المسؤولية العالية وتتنحى عن قيادته لتفسح المجال للشباب في تأدية دورهم في هذه المرحلة .. إن هذا البؤسقراطي بإمتياز هو من القيادات التي تعتبر شابة قياسا ً لأعمار البقية .. لذا أعتقد إنه كان مفترضا ً أن نلح على إبراز القيادات الشابة التي أثبتت الإحتجاجات قدرتها على تأدية المهام المطلوبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين الفكرة دلني عليها
حسن احمد ( 2012 / 1 / 24 - 06:07 )
لا تضيف هذه الشتائم اي اضافة الى الصفحات التي كتبها المعادين للحزب الشيوعي العراقي فهي في سياق من وقف معاديا للحزب وكما قال الدكتور عائض القرني : إذا مرَّ القطار وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة..
و إذا سمعت تاجراً يحرّج على بضاعته وينادي عليها فاعلم أنها كاسدة..
فكل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ..
أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح..


2 - المثابرون والمعيز
عامر الدلوي ( 2012 / 1 / 24 - 19:25 )
البعض ومن باب إنصر أخاك ظالما أو مظلوما كما فهمها الأعراب يتصور إن كل صرخة عليه
... وهؤلاء هم المنافقون بخير ما وصفوا به
هناك مثل شعبي عراقي يقول اللي جوه أبطه عنز إيبغز
لا أدري كيف وصف الأخ كتابتي وكأنها
كتابة معادية لحزب عريق أنتميت إليه وأنا بكامل قواي العقلية وخرجت منه بعد زيادة هائلة في تلك القوة
خرجت منه لأني أكتشفت إن هناك عناصر في قيادته تعمل على هدم كل تراثه و تاريخه عبر ممارساتها النضالية الخاطئة التي لم تجلب لذلك الحزب سوى الكوارث وهذا ما أثبتته الأيام بعد عام 2003
إني إن كنت قصدت في موضوعتي فإنما قصدت هؤلاء الشخوص التي يتخذ منها المنافقون رموزا يعبدونها ويقدسونها وهي لا تستحق أن تعد مع من يعد من المثابرون الذين ذكرتهم
ثم هل تستطيع أن تنير لي عقلي المظلم وتتكرم علي بشرح موجز للكيفية التي بها
ينشغل العاملون المثابرون اللذين عنيتهم ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح..
والتي باتت واضحة حتى لفاقدي البصر ....يا سيد حسن


3 - دهاليز المعادات
حسن احمد ( 2012 / 1 / 24 - 20:00 )
،حزب سلام عادل، وفهد ، سعدون، وحيمد مجيد موسى ، هو حزب نابض بالحياة،
،افي كتاباتك يصعب علي ان اجد بين الشتائم فكرة،
لم تمتلك شرف الشجاعة ، كي تعترف كيف دخل صديقك الى العراق، مع اي قوات،
واي هوية حمل ، اليس هوية الاستخبارات الامريكية.احد واجبات المخابرات الامريكية تشويه سمعة حزب الشهداء، وها انت جندت نفسك لها.


4 - المعاداة تكتب هكذا يا أبو فلاح
عامر الدلوي ( 2012 / 1 / 25 - 03:30 )
نعم سيد حسن إنه كان نابضا بالحياة لكنه لم يعد كذلك بمقتل الشهيد البطل سعدون ومات سريريا بصعود نجم صديقك ...ولم يعد كما تتوهم الأن وصار ملاذا للإنتفاعييين والوصوليين
ها أنت تثبت ذلك من خلال إطلاق التهم والسب والشتم ضد كل من يخالفك بالرأي وتخونه وهذا المرض هو ما تحدثت أنا عنه ..
هل لديك إجابات على ما طرحته في كتابتي لتدحض آرائي أو تخرصاتي ضد سلوكية صاحبك
أم إنك لا تملك سوى مهاجمة شخص الكاتب كما هي عادة العشرات من أمثالك من القافلين عقائديا ً ؟
هل تعلم أين يكمن شرف الشحاعة .. إنه يكمن في سعة صدرك لتقبل النقد وليس الشتائم كما تفهمها أنت وضمن حدود قدراتك الفكرية ... أسأل من تدافع عنه وعن بؤسه ضمن توهمك بأنك تدافع عن حزب فهد وسلام عادل من خلاله ...
لم تجب عن تساؤلي عن الكيفية التي يثابر من وخلالها صاحبك لبناء المجد وصناعة التاريخ
يا سيد حسن !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم إن الهوية التي تتحدث عنها نالها بأمتياز كل من وضع يده بيد رمز الإحتلال وحاكمه المدني بريمر يا سيد حسن ...!!!
أنا لم أكن راغبا ً بنشر الغسيل الوسخ لكنك وأمثالك كما يبدو تجبروننا على ذلك ....


5 - ألو سيد حسن ..عذرا ً إقطع الإتصال
عامر الدلوي ( 2012 / 1 / 25 - 21:57 )
سيد حسن .. أنا آسف يبدو إن الشبكة غير جيدة لديكم .. لذا فأنا بأنتظار إجاباتك وردك على فحوى المقال .. وليس مزيدا من السباب والشتائم لي و لأصدقائي
وإذا كنت مستعدا ً جيدا ً فأنتظر مقالتي القادمة

اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ