الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( آزنيف ) .. المتقاعدون هب بياض .

ماجد فاضل الزبون

2012 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


التسريبات الخجولة التى أدلى بها البعض من أعضاء مجلس النواب مشكورين بالطبع ومفادها عدم وجود أية نية في زيادة رواتب المتقاعدين هذا العام ، تعني إن على المتقاعدين إنتظار سنة أخرى من الجوع ريثما ينظر السادة النواب بموضوع الزيادة في العام 2013 وربما يؤجلونه الى الدورة الإنتخابية المقبلة بسبب إنشغالهم بمعاركهم السياسية والقضائية والفضائية ، أو لإنسحابهم من الجلسات أو بسفرهم المستمر خارج العراق وإقامتهم الدائمة هناك وربما البعض في إستثمار أموالهم ، المهم بالنسبة لهم هو ما يكسبونه من الأموال فلا يعيرون أي إهتمام للمتقاعدين لأن إذا أحيل أحدهم على التقاعد فراتبه بالملايين حتى وإن لم يكمل الدورة الإنتخابية التي أمدها أربع سنوات كحد أعلى .
طبعا لا يحق لأحد منا نحن ( الفقراء الى الله ) أن نعترض عليهم أبدا طالما نحن الذين إنتخبناهم بإرادتنا بعد أن سال لعابنا لوعودهم وعهودهم في حال فوزهم بالإنتخابات ، حتى أن البعض من المتقاعدين ومن كثرة دهشتهم وفرحتهم وطيبتهم وثقتهم صدقوا بما سيتحقق لهم ، فسارعوا الى إقتراض الأموال من معارفهم ، فيما أخذ البعض منهم يحلم بالزواج من امرأة ثانية ( نصف عمر) وحبذا لو كانت متقاعدة أيضا ، أما زوجاتهم فقد هرعن الى تنظيم ( سلف ) مالية مع نساء الجيران اللائي حسدنها كونها زوجة متقاعد ستنعم قريبا بسلفة المائة راتب وسلفة البناء وسلفة الخمسة ملايين دينار وقطعة الأرض السكنية وغيرها الكثير .
أم علي جارتنا أصبح بيتها مزارا لزوجات المتقاعدين ، فهي وبعيد أن يذهب زوجها صباح ومساء كل يوم وكعادته الى المقهى لممارسة لعبته المفضلة ( الدومنيو ) تبدأ النسوة بزيارتها فتتعالى أصوات المساومات والخلافات السياسية ، عفوا ( السلفوية ) حول من يأخذ السلفة أولا ، وبعد أن تحسمها أم علي لصالحها كونها أم البيت والمبادرة والمنظمة لها ، يبدأ الخلاف على دور السلفة الثانية ومن تتسلمها ثم الثالثة وهكذا ، وفي كثير من الأحيان ينفرط عقد الإتفاق لتبدأ تحالفات جديدة .
والمشكلة لا تنتهي عند هذا الحد فالكثير من النسوة شكونّ الأمر لأزواجهن فإنتقل الخلاف والنقاش الى المقهى وعلى طاولة ( الدومنيو ) ليبدأ الأزواج لعبة جديدة ليست على أقداح الشاي هذه المرة ، بل على أسبقية سلفة الزوجات الموعودة ، إذ أن السلفة الثانية ستكون لزوجة الفائز باللعبة ومن ثم يلعب الأزواج على السلفة الثالثة والرابعة الى الأخيرة ، وبالتأكيد فان أبا علي زوج جارتنا هو الفائز الأول بالسلفة لإقترانه بأم علي ، ودوره لا يتعدى إلاّ أن يمسك قلمه وقطعة ورقية ، كثيرا ما يحصل عليها من علبة سجائر فارغة ، ليسجل النقاط التي يحصل عليها اللاعبون مستمتعا برشفات من الشاي الساخن .
لكن للأسف لم تسجل كل لعبات ( الدومنيو ) هذه والتي إستمرت لشهور أي إتفاق يذكر ، فسرعان ما ينفرط عقد اللعبة دون أن يدفع أحد منهم حتى ثمن أقداح الشاي التي شربوها بسبب ( عدم التوافق ) أو إتهام الخاسرين للفائزين بأنهم أبعدوا ( الدوشيش أو الدوبارة ) أو ( زغلطوا ) أو بينهم ( إشارة ) ..... فقد ذهبت كل الرهانات والإتفاقات ( هب بياض ) ... على حد قول أحد اللاعبين .!
وهكذا تقاطع المتقاعدون فيما بينهم بسبب خلافات زوجاتهم حول السلطة عفوا ( السلفة ) وكادت أن تصل الى حد التحارب والإقتتال لولا تدخل صاحب المقهى الحاج عباس الذي تنازل عن كل ديونه السابقة من أجل بقاء زبائنه وإن كانوا مختلفين في وجهات النظر وتوجهاتهم ( السلفوية ) أمام طاولة الدومنيو المربعة وليست ( المستديرة ) التي يرغب السياسيون بالجلوس عليها ، فطالبهم الحاج عباس قائلا : من الآن أرجوكم أن لا تننقلوا خلافات زوجاتكم الى المقهى لكي لا تنتقل الى الشارع .
ويبدو إن بعض السادة المسؤولين سمعوا بكل هذا وانتبهوا إليه ، ولغرض وأد الفتنة والخلافات التي قد تأخذ منحى خطيرا لا تحمد عقباه ، والتقليل من حالات الطلاق المحتملة فأجلوا مناقشة زيادة رواتب المتقاعدين القدامى الى العام المقبل لا سيما وإن أغلبهم خدموا وتقاعدوا في زمن النظام السابق ، ولهذا فليس من الحق والعدل والإنصاف مساواتهم بذات الرواتب التي يتقاضاها المتقاعدون الجدد الذين أحيلوا بعد التغيير الذي أطاح بنظام الطاغية في العام 2003 ( هذا ما قاله أحد المتقاعدين الجدد والذي أصيب بجروح خطيرة بعد أن ضربه المتقاعدون القدامى بقطع الدومنيو فولى هاربا وشتم اللعبة والسلفة وأعلن عدم قبوله بالمصالحة والعودة الى الطاولة ) .
ولغرض الإيقاع بعامة الفقراء وفي مقدمتهم المتقاعدون فقد أسقط سياسيونا المختصون بالشأن الاقتصادي معظم مفردات البطاقة التموينية والتي أنذرنا القائمون عليها بأن التخصيصات المقررة لها هذا العام لا تكفي إلاّ لشهور ، ما يعني إن قرار الغائها بالكامل لا يزال قائما وعلى مراحل ، الأمر الذي سيزيد الفقراء فقرا ، إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار إن معظم الفقراء والمتقاعدين يسكنون دورا مؤجرة لا تكفي رواتبهم التي يتقاضونها كل شهرين لتسديد نصف مبلغ الإيجار لشهر واحد ، فما بالك بمن لا راتب له .؟!
صعد أحد المتقاعدين وبعد أن سمع الخبر على طاولة الدومنيو وقال :
لا نريد منكم أيها المتقاعدين القدامى إلاّ أن تدركوا جيدا بأن لا أحد معكم وإن بقيتم على حالكم هذا فستزدادون فقرا ، وأن تتأكدوا إن زيادة رواتبكم لن تأتي هذا العام ولا في الأعوام القادمة طالما إنكم غير متوافقين ولا تبتعدون كثيرا عن مقهى المحلة وكلام زوجاتكم ، فلا شاي بالدين ولا بعدين ، وستعودون الى ( المربع الأول ) ارفعوا أصواتكم ومطالبكم أعلى من أصوات صراخكم وضرباتكم بقطع الدومنيو على الطاولة خشية أن يموت ( الدوشيش ) في أيديكم فلا مفردة ( آزنيف ) تسمعونها بعد .
...........................................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد


.. ألماس الصين الاصطناعي يغزو العالم!! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أكثر من 40 ألف شخص في حفل مغنية البوب تايلور سويفت في لاديفا