الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة الروسية -الإيرانية:

خالد ممدوح العزي

2012 / 1 / 24
السياسة والعلاقات الدولية


العلاقة الروسية -الإيرانية:
بظل الهجمة الإعلامية الجديدة على مشروعها النووي...!!!
الجزاء الثالث 3
المفاعل النووي الإيراني:
أنهت روسيا بناء مفاعل "بوشهر" النووي الإيراني في أيلول 2011 ،وأنهت موسكو وعودها نحو طهران والمعروف إن تعاون موسكو وطهران في مشروع "بوشهر" مر بمنعطفات خلافية كثيرة منذ بدأ الخبراء الروس العمل على أعادة تشييد المحطة في العام 1995، وكانت مسألة الوقود النووي إحدى ابرز المشكلات التي أسفرت عن تعليق أعمال البناء لفترة طويلة حتى وقع الطرفان برتوكولاً إضافياً يلزم الإيرانيين بإعادة الوقود المستخدم إلى روسيا بعد الانتهاء من تشغيله، لكن الخلاف الأخير شكل بحسب البعض القشة التي قسمت ظهر البعير، إذا نتقل من خلاف فني إلى تبادل للاتهامات و تهديد بوقف المشروع نهائياً.
بالرغم من كل الضغوط الأميركية – والإسرائيلية فلا تزال روسيا تتمسك بحماية بناء المفاعل وفقا للخطة الروسية التي تتمسك بتشغيل المفاعل السلمي، وعدم الضغط المباشر على إيران بالرغم من أن روسيا أساسا،لا تحبذ هي نفسها أن تملك إيران مفاعلاً نووياً والسبب يعود لكون إيران تقع على الحدود الروسية" الجمهوريات الإسلامية التي تشكل الحديقة الخلفية لروسيا" وهي تهدد روسيا نفسها بهذه المفاعل ولان الصواريخ التي تطورها إيران تستطيع إن تتساقط في الأراضي الروسية الجنوبية كمدينتا" فولغاغراد، واستراخان، بالإضافة إلى وقوعها على حدود الدول الإسلامية الأسيوية التي تعتبر نفوذ جيو- سياسي لروسيا والتي استطاعت طوال فترة 20 عام بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أن تبعث بروح الطمأنينة فيهم بالرغم الصراع الروسي – الأميركي عليهم .
الخلاف الروسي- الإيراني:
بالرغم من بدء الصراع البارد وتطوره بين إيران و روسيا حول المفاعل وبعض الأمور الأخرى، لان إيران حاولت أن تستخدم روسيا في صراعها مع أميركا ومحولة جرها إلى حرب باردة معها. فإيران التي تناور على هامش الفراغ الموجود بين روسيا وأميركا ،في ظلال خلاف الذي نشب مؤخرا بين البلدين، لان إيراني عينها على روسيا وقلبها مع أميركا ومن هنا جاء الرد الروسي الأخير على التعنت الإيراني بشأن الملف النووي الأخير وإعطاء ضوءًا خضراً للأمريكان بفرض عقوبات اقتصادية، ولكن دون أنياب،لان روسيا تعلم بان إيران شريكة لروسيا في نقاط هامة "كبحر قزوين،والقوقاز،وارمينا،وأذربيجان "،لذا تحاول إن تفهم إيران بضرورة الليونة في التعامل مع المجتمع الدولي،مناجل الحفاظ على مصالحها ودولتها .
الموقف الروسي الجديد:
لم تلق َفكرة نجاد أي ترحيب وتحديدا من قبل روسيا التي عارضت محاولة الرئيس الإيراني "محمود احمدي نجاد " في العام 2006 ،طلب الدخول إلى منظمة " حلف شنغهاي " كعضو كامل،حاملا معه كل مشاكله السياسية والأمنية بوجه أميركا والغرب وتصديرها إلى مكان أخر من اجل الضغط وتوريط الآخرين بحربه الخاصة .
لقد دب الخلاف الفعلي بين الروس و الإيرانيين و بدأ يخرج إلى العلن من خلال نقد متبادل من الطرفين بعدما وافقت روسيا على مبدأ العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة في 9 حزيران 2010 بأغلبية الأعضاء 12 من أصل 15.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم؟... لماذا هذا التبدل في الموقف الروسي باتجاه إيران والذي أنقضتها طوال أربع سنوات كاملة من مجموعة عقوبات قاسية، بالوقت التي تعتبر هذه الرزمة من العقوبات هي الرابعة، فروسيا التي صححت بنود عديدة في النص المعروض للتصويت وهي :" عدم فرض عقوبات على محطة "البوشهر النووية" التي أكملتها روسيا، تزويد إيران بسلاح دفاعي غير مفروض عليه، حظر من قبل الأمم المتحدة،أي صفقة الصواريخ التي تنوي روسيا إرسالها إلى إيران "أس 300"،"عدم فرض عقوبات على النفط و الغاز،عدم فرض عقوبات ذات أنياب،" الممثلة بضربة عسكرية لإيران"". روسيا التي تصر على فتح باب الحوار الدبلوماسي مع إيران من اجل استمرار التفاوض، لان روسيا أصلا ضد مفهوم فرض العقوبات وإنما مع مبدأ الحوار و هذا ما عبر عنه رئيس الوزراء الروسي الحالي" فلاديمير بوتين" في مقابلة مع صحافيين فرنسيين في " مدينة سوتشي" المقر الصيفي للرئاسة الروسية "،بتاريخ، 10 حزيران 2010 والتي نقلتها قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية.
الديماغوجية السياسية الإيرانية :
لقد ارتكبت الدبلوماسية الإيرانية أخطاء قاتلة بحق روسيا من خلال الاستخفاف بها، وبدورها وعدم الثقة بدولة روسيا وسياستها الدولية، مبررة ذلك،بان روسيا لم تف ِبوعودها التي قطعتها على نفسها أمام إيران بتسليم مفاعل "البوشهر" في الموعد المتفق عليه،وكذلك صفقة الصواريخ أس 300 التي لم تسلم إلى الجيش الإيراني . بالرغم من إن روسيا قد باعت سلاح دفاعي وهجومي بقيمة 6 مليار دولار أمريكي حسب تقارير الصحافة الروسية، فالدولة الروسية التي وفرت الحماية لإيران طوال السنوات الماضية وحمتها من العديد من العقوبات التي وجهتها بالرفض أو استعمالها لحق النقد "الفيتو". لكن روسيا اتخذت هذا الموقف نتيجة التعنت الإيراني والذي وصفته روسيا بالديماغوجية السياسية،فكان هذا الحياد الايجابي التي أطلقت عليه روسيا تاركة المجال لدول أخرى، "اتفاق البرازيل،تركيا مع إيران "،بان تلعب هذا الدور وتوافق هي على ما يتبناه المجتمع الدولي أكان الرفض أو القبول، والذي كان القبول من خلال التصويت الذي أقرت فيه العقوبات الجديدة على إيران"الرزمة الرابعة".
التعنت في الموقف الإيراني :
التعنت الإيراني وعدم القراءة الصحيحة للتغيرات الجيو-سياسية، أخذت روسيا الحياد الايجابي، كيلا تظهر نفسها، بأنها تحمي النظام الإيراني الحالي، والذي يوجد عليه شكوك حتى من قبل الشعب الإيراني نفسه، والذي يسجل عامه الثالث بالاعتراض والتظاهر،ضد احمد نجاد وحكومته. لذلك ابتعدت روسيا عن حلبة الصراع الداخلية كي تظهر نفسها أمام الشعب الإيراني، أنها بعيدة عنه وتدعم نظامه ،وهذا الموقف من الخطوات الروسية السريعة،تصف بأنها وجدت مخرجا للموافقة على العقوبات الدولية و تعديلها لمصلحة الشعب الإيراني ،لان روسيا تنظر للنظام الإيراني على الشكل التالي:
1-روسيا التي تعتبر أن إيران هي شريكة، فعالة وأساسية لروسيا في العديد من الملفات المشتركة،
2-روسيا تحافظ على نظام مستقر في إيران، لان أي هزة للنظام ينعكس على جمهوريتها الإسلامية الجنوبية.
3على الصعيد الدولي روسيا لا تريد أن تكون بعيدة عن العالم، ولا تحبذ الدخول بمواجهة معه لأجل إيران، لان الروس هم من دعاة حلال مشاكل عن طريق الأمم المتحدة في هذه المعركة الدبلوماسية.
روسيا التي قبضت ثمن انفراج مواقفها الجديدة، من خلال تحقيق تقدم في ملفات عديدة في أوروبا أثناء الاتفاق المبرم بين" ميدفيديف – اوباما" في العاصمة براغ في نيسان،" ابريل" 2010.
فالثمن الروسي كان :"اتفاق ستارت2 ،عودة أوكرانيا، انقلاب قيرغيرستان ،إفشال نشر الدرع الصاروخي،وعدم ضم جورجيا، وأوكرانيا إلى حلف الناتو وعدم توسيع الحلف،كذلك امتيازات اقتصادية في العراق وفي ليبيا الجديدة، الدخول بقوة على الملف الفلسطيني ،والسماح لهل بالدخول الى منظمة التجارة العلمية الخ ... "،.
الثقة المفقودة بين البلدين :
إيران التي أهانت الدولة الروسية وعدم منحها الثقة لها،وخاصة من خلال الاتفاق الذي وقعته إيران مع "تركيا والبرازيل "،معا لعلمان هذه الفكرة كانت فكرة روسيا وهي الضامن لإيران لتبادل "اليورانيوم" المخصب،فهذه الورقة التي خسرتها روسيا من خلال الإمساك بحل الملف النووي الإيراني،وطهران التي لم تساعد أبدا إعطاء موسكو هذا المفتاح،وكذلك المظاهرات العنيفة التي سيرها النظام في شوارع طهران في "شباط "فبراير "من هذا العام،وهتافات الموت لروسيا "مستبدلة شعارها التقليدي" الموت لأمريكا" فهذا ما اغضب روسيا التي وعت جيدا بان إيران تحاول ان تستغل روسيا حسب مصلحتها الخاصة وليس وفق مصلحة البلدين،فرجل النظام في أحضان روسيا،وعيونه على أمريكا،عندها عمدت روسيا إلى تغليب مصلحتها على كل المصالح،وهذا ما عبر عنه الرئيس السابق "فلاديمير بوتين" في كلمته أثناء انعقاد مؤتمر الأمن النووي لأسيا التي احتضنته تركيا في 8 حزيران2010 والذي قال فيها" على إيران إن توافق على اقتراحات الوكالة الذرية والعودة للتفاوض، لتفادي أية عواقب قادمة،فعليها التغير من سياستها.
العلاقات الروسية –الإيرانية القادمة:
بالرغم من التصعيد الكلامي والإعلامي العلني اليوم بين البلدين، ما بين أخبار تنفي أو تأكد تسليم أو الغلاء لصفقة الصواريخ إلى إيران، لكن إيران لن تستطيع تفجير معركة دبلوماسية مع روسيا لأنها ستدفع ثمنها في الوقت الحالي، ولكن روسيا أضحت تعرف هذا جيدا وهي لا تحاول إعطاء الضوء الكامل لأمريكا من اجل حل المشكلة الإيرانية، منفردة بالرغم من الضغوط لأميركية المستمرة على روسيا بهذا الموضوع، لكن بالنهاية روسيا سوف تلتزم بقرارات الأمم المتحدة التي سوف تتخذ ضد إيران، إذا لم تستجب إيران لشروط الأمم المتحدة حتى لو كانت القرارات ليست عقوبات اقتصادية وإنما عسكرية، روسيا التي تحبذ دوما إلى اخذ كل المواقف من خلال الأمم المتحدة ،لا يمكنها فعل شيء سوى دعوة الأطراف للحوار وعدم تصعيد المواقف.
بالرغم من أن إيران تريد شكوى روسيا إلى هيئات قضائية دولية حسب تصريح وزير دفاعها في 22ايلول" سبتمبر"2011 بسبب امتناع روسيا عن تزويد إيران بصفقة صواريخ أس 300 التي وقعت عام 2007،لكون موسكو التزمت بالقرار الدولي في حزيران"يونيو" 2010 الذي يحظر على طهران تسلم أسلحة صاروخية يجعلها مرتاحة، لكن رد روسيا على كلام إيران بأنها سوف تقوم بالتعويض المادي، وبظل الحملة الإعلامية التي تمارس ضد إيران من الغرب. فروسيا وعلى لسان وزير خارجيتها تحذر إسرائيل والغرب في 4 نوفمبر "تشرين الثاني "من العام الماضي من استخدام القوة العسكرية في معالجة ملف إيران النووي،لأنه سيكون خطأ فادحا سيترك اثأرا سيئة على المنطقة .
فالروس الذين لا يحبذون المواجه الدولية ،وفتح ملف إيران النووي اليوم،وخاصة في ظل هذه الزوبعة الحالية،يحاولون طي الملف ولملمته،وعدم إرساله إلى طاولة مجلس الأمن،لوجود ملف أكثر سخونة مطروح على الطاولة بوجه الروس،لكونهم في معركة حقيقية مع المجتمع الدولي بسبب "الملف السوري ".
لكن مع التصعيد الإيراني الأخير والتهديد بإغلاق مضيق هرمز أمام النفط ،ومع الرد الأمريكي والأوروبي بفرض عقوبات ذات أنياب على النفط الإيراني والبنك المركزي الإيراني ،كان رد موسكو تصعيدي في خطاب وزير خارجيتها "سرغي لافروف" بتاريخ 18كانون الثاني "يناير 2012 ،الذي أشار إلى ان:"روسيا ترفض ضد كل العقوبات الاقتصادية الجديدة ضد طهران لأنها ستضر بالشعب الإيراني،وان أي ضربة عسكرية لإيران سوف تسبب كارثة حقيقة في المنطقة بكاملة ،مما يفرض حالة حرب طائفية بين السنة والشيعة.
ولكن السؤال الذي بات إمام موسكو بظل الخناق الذي يطوق طهران فهل تسمح روسيا لطهران بمغامرة خاسرة ،أو تحاول أن تبادل المجتمع الدولي ملف سورية بعدم فرض حصار اقتصادي ونفطي ومالي وتزويد إيران السلاح الدفاعي "صواريخ أس 300 التي كانت تحاول سابقا تزويد ايران بها "لان موسكو لا تملك سو النبرة الكلامية فقط وهي في حالة ارتباك ولغط في مواقفها .
وربما المبادرة العربية الجديدة نحو سورية هي مخرج للتعنت الروسي المنادي بمبادرة مشابها للمبادرة اليمنية.
د.خالد ممدوح العزي.
كاتب صحافي، وخبير في الشؤون الروسية
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 3 خطوات ستُخلّصك من الدهون العنيدة


.. بمسيرات انقضاضية وأكثر من 200 صاروخ.. حزب الله يهاجم مواقع إ




.. نائب وزير الخارجية التركي: سنعمل مع قطر وكل الدول المعنية عل


.. هل تلقت حماس ضمانات بعدم استئناف نتنياهو الحرب بعد إتمام صفق




.. إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البريطانية| #عاجل