الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة السلطة الحاكمة في تونس بالملشيات السلفية وبرنمجها الديكتاتوري لإحكام قبضتها على المجتمع

سيماء المزوغي

2012 / 1 / 24
كتابات ساخرة


السياسة بين رصاص القنّاصة ومليشيات الحراسةــ سيمــاء المزوغي

بعد سياسة الجور و القمع و التعذيب و الإغتيالات..
و بعد انقلاب الأحداث وضجيجها " الثوري " و دماء الشهداء و إصرار الشباب ..
وبعد تعرّي أغلب الحقائق وسقوط السراويل و الأقنعة ، مازال صاحب السّلطة - المفتقد للأهلية و الحنكة و الكفاءة- مازال يعتقد أن الطريق الوحيد للتجذّر في السّلطة و مسك زمام أمورها ،هو رمي الكرة بين القناّصة و مليشيات الحراسة و ذلك لتلهية الرّأي العام و قوى المجتمع الفاعلة و انهاكهما وربح الوقت.. فهل أتاك حديث الد كتاتور ؟


يستعمل الدكتاتور قبضة حديديّة للمسك بزمام الأمور وللسّيطرة التّامة على شعبه ـ أقصد رعيته ـ ، وهذه القبضة الحديديّة دائما تكون أمنيّة ، أو أمنيّة دينيّة وهذه هي الأخطر والأعنف حيث يغلّف قمعه واستبداده بغطاء ديني متطرّف . وهذا الدكتاتور المتعطّش للسّيطرة يمكن أن نسميه مريض الأنظمة المتكالبة على السلطة ..لأن مرض التكالب هو فيروس مزدوج يجمع داء الكَلَب وخلايا السرطان وذرّات الغباء ، لأنّ الأنظمة الدكتاتورية عامة تعتمد على وباء سرطاني معقّد حتى النخاع مزروع في كل الزوايا و في كل الأشخاص الذين يمثلونه ، ولضمان تطبيق هذا النظام السرطاني يقومون بخطط محكمة تبدأ بالهروين السياسي الذي يستنشقه الشعب المطحون الفقير الجائع حتى يغدو كالبيادق وهذا الهروين منثور في كل الأماكن وعلى كل الصور وفي أثير الأصوات الرسميّة وفي المناسبات الدينية وعند الأزمات .. .
ونجد كذلك خطّة الحليب السياسي الّذي يشربه هذا الشعب الجائع ليُخدّر احساسه بالجوع ، علما وأنّ مادّة الحليب الخام هي بقرة مجنونة أجنبيّة ترعى في نفس العشب الّذي يتغذّى منه الدكاتورنفسه .
ونعود للقبضة الأمنيّة الدينيّة التي يرعاها كلاب الحراسة وهي قطيع موت ترتدي الجلابيب الأفغانية ، شرسة مدرّبة على الإنقضاض كلّما تحس بالخطر ، تستجيب لمنبّه واحد وهو الأمر من السلطة المركزيّة أو الكلب الأكبر فتكون هذه الكلاب آلة قاسيّة لا تسمع ولا ترى ، همّها تحقيق هدفها الأوحد .
ولا فائدة ومن ذكر هذه الأسئلة ؛ من هم كلاب الحراسة؟ كيف يُقسّمون ؟ من يحرسون؟ كيف يطوّعون المجموعة ؟ ماهي أهدافهم ؟ . لأنّ أهدافهم واضحة وهي حماية الكلب الأكبر الّذي يقدّم لهم الفرائس والغنائم المتنوّعة ـ وأهمها صكوك الغفران ـ والّذي بدوره يرعى مصالح الكلاب الأجنبيّة الّتي تمنحه غطاء شرعيّا وقانونيّا .
وكلاب الحراسة يمكن تقسيمها إلى مجموعات عديدة ، كلاب للجماهير الشعبيّة وكلاب للمثقفين وكلاب للزّوايا المظلمة وكلاب لحراسة الكلاب حتى لا تتمرّد .
وبصفة أعم هناك كلاب لحراسة ماتبقى من الأجساد وكلاب لحراسة ماتبقى من العقول أو ما يعرف بالكلب السياسي المتديّن ـ ومنه الجرو السياسي ـ أو ما يعرف أيضا بالقنّاص الذي يحاول اقتناص حريّة التعبير من خلال محاكمات الرأي وتهديد حرمة صاحب الرأي الجسديّة والمعنويّة و اقتناص استقلاليّة القضاء والتأثير عليه بالهديا القيّمة وبالترغيب والترهيب..
و نجد رصاص القنّاص في المؤسسات الجامعية وفي دور النشر وعلى المنابر وفي كل وسائل الإعلام الّتي تبث دمغجة النظام الحاكم أو ما أسميه بداء الكلب ، وبالطبع نرى أثره في البرامج الدراسيّة وفي التوجّه الإعلامي عامة .
وكلاب الحراسة تقسّم بدورها إلى عدّة أنواع فهناك الكلب الأكبر ثمّ الأصغر فالأصغر إلى الكلب المتناهي في الصغر أو البيدق الملتحي الّذي يكون عادة في المواجهة مع العوارض العنيفة والّذي يُقدَّم دائما ككبش فداء .

وعندما تحتدم المنافسة بين القنّاصة وكلاب الحراسة يختفي الجهاز الأمني تماما لأنّ
الشرطة أو الجهاز الأمني لا يكون فاعلا إلا في دولة مدنية لا دولة الإشارات الربّانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالات سيماء المزوغي
سعد خشيبون ( 2012 / 4 / 20 - 14:04 )
في الحقيقة بأنها مقالات رائعة ومعبرة وناقدة عن حال العالم العربي واسلامي
الذي هو بحاجة الى نساء رائعات مثل سيماء المزوغي

اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام