الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى من يتهم المثلية بالشذوذ و اللا أخلاقية

حسني كباش

2012 / 1 / 24
حقوق مثليي الجنس


يعرف البعض الشذوذ بأنه الخروج عن القاعدة العامة للمجتمع
و لكن إذا اعتمدنا هذا التعريف و نظرنا إلى بلدان الربيع العربي لكنا اعتبرنا كل معارض سبق الثورة في هذه البلاد بشاذ سياسيا حيث أن معارضة الحاكم قبل استشهاد البوعزيزي لم تكن إلا من أقلية قليلة من الشعب حيث أن الباقي كان يكتفي بالتطبيل و التزمير للحاكم فأنا إذ ابتدأت النشاط كمعارض لنظام بشار الأسد من عام 2004 و الثورة قد بدأت عام 2011 يدل على أنني كنت شاذا سياسيا لستة سنوات ثم تغيرت المعادلة فأضحيت أنا و أمثالي القاعدة و أصبح التطبيل للحاكم هو الشذوذ حتى أن الإعلام السوري الذي لم يعترف يوما بوجود معارضة أضحى يقسم المعارضين إلى وطنيين و عملاء طبعا كما يناسبه ثم يسمي الثورة بحركة احتجاجية معترفا على الأقل بوجود من يحتج في سوريا الأمر الذي لم يكن ليعترف به يوما محاولا عبثا الابتعاد عن دائرة الشذوذ السياسي التي غدت صفته الحالية
و المرأة المفكرة في عصور أوروبا الوسطى كانت تعتبر شذوذا فتسمى بالساحرة الحكيمة و يتم إحراقها و الآن في أوروبا يعتبر شذوذ و تمييز جنسي من لا يعترف بمساواة المرأة مع الرجل
و كما وضع ملوك العصور الوسطى الساحرات الحكيمة و الشريرة و غيرهن على المحارق لحقهم المجرم هتلر ليضع المثليين في المحارق الوردية لشذوذهم و الآن في ألمانيا و أوروبا لم يعد المثليون يتهمون بالشذوذ بل يتهم الهوموفوبي بالعنصرية و هكذا أصبحت الهوموفوبيا هي الشذوذ إلا أن مجتمعنا العربي لا يزال ينبذ المثليين بتهمة الشذوذ
بالحقيقة إن تعبير شذوذ هو تعبير ناتج عن أنانية أغلبية ما تريد أن تستبد بالأقلية متهمة إياها بالشذوذ و لكن و على الرغم من أنه قرار الأغلبية إلا أنه قرار استبدادي و تعبير الشذوذ هذا بحد ذاته هو تعبير استبدادي فالأكثرية و كانت أكثرية فلا يحق لها أن تقمع الأقلية كما فعل هتلر الذي كان قد وصل إلى الحكم عن طريق انتخابات حصل فيها على الأغلبية العظمة من الأصوات ثم قام بقتل معارضيه و اعتبره التاريخ ديكتاتورا
فالشذوذ هو مصطلح خاطئ و هو مصطلح متغير من مجتمع لمجتمع و من وقت لآخر و الأغلبية التي تسمي الأقلية بالشاذة ليست دائما على حق فهذه الأقلية قد تصبح يوما من الأيام أكثرية فالمثليون قد لا يصبحون أكثرية إلا أن رافضي الهوموفوبيا قد و عليهم أن يناضلوا ليصبحوا يوما من الأيام أكثرية
إلا أن ما أقوله عن عدم وجود شذوذ لا يعني أبدا عدم وجود مبدأ أخلاقي تحرري أو أن التحرر يعني النيهيلية ( العدمية ) هذا غير صحيح بل هناك مبدأ أخلاقي للحرية هذا المبدأ الذي وضعه فيلسوف الليبرالية و الثورة الفرنسية " جان جاك روسو " إذ قال (( تتوقف حريتك حين تبدأ حرية الآخرين )) هذا المبدأ الذي قبله الفيلسوف الأناركي " كروبوتكين " إلا أن هذان المفكران قد اختلفا على تفسير هذا المبدأ و كان خلافهما هو الخلاف الأساسي بين الليبرالية و الأناركية إذ ترفض الثانية استغلال الآخرين و حكمهم و هنا أرى أن موقف الأناركية هو الأكثر منطقية فالاستغلال و الحكم و السجن هي أمور يقوم فيها القوي بتجاوز حرية الضعيف
إلا أن موضوع المقال ليس عن الأناركية و الليبرالية بل عن المثليين الجنسيين الذين بحريتهم لا يتجاوزون حرية أي شخص آخر و بالتالي فالمثلية ليست لا أخلاقية إلا بالنسبة لمن هو يميني متطرف و تعتبر محاربتها جزء من محاربة اليمين المتطرف الإسلامي الذي بدأ يسطو على ثورات الربيع العربي
و بالنهاية فالمثلية ليست شذوذ و ليست غير أخلاقية إلا أن كارهيها هم الغير أخلاقيين و الأنانيين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
حسني كباش ( 2012 / 1 / 24 - 04:46 )
حصل خطأ في الموضوع فالعبارة التي أقول فيه
تعتبر محاربتها جزء من محاربة اليمين

كان يجب أن أقول فيها
و بالتالي تعتبر محاربة الهوموفوبيا جزء من محاربة اليمين المتطرف

أعزائي القراء أعتزر من الخطأ الذي حدث بسبب التسرع

اخر الافلام

.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على


.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة




.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء