الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق الضغط المصرية - قيادة العالم السني

حسام محمد الخطيب

2012 / 1 / 24
السياسة والعلاقات الدولية


خامس اوراقنا للضغط هو قيادة مصر العالم السني وتقديم نفسها علي انها المتحدث الرسمي باسم السنة في العالم.
قد يبدو العنوان عاطفيا ويستثير المشاعر لدي البعض او يستثير الاحقاد لدي البعض الاخر . علي انه فعلا احدي اوراق الضغط التي يمكن ان تستخدمها مصر في رعاية مصالحها القومية والاقليمية هي قيادة العالم السني
فمنذ ان ظهرت مصر في موازين الدول وكانت تحتاج للاخرين ان هي فقدت قيادة تيار ويحتاج الاخرين لها ان هي نجحت في قيادة هذا التيار ولا زلنا نذكر ان مصر طوال العصور الاسلامية باستثناء العصر الاموي كانت احد القوي الثلاث الاساسية في العالم الاسلامي مع دمشق وبغداد
الان موازيين القوي والتوازنات اختلفت ولعبت مصر دورها في الخمسينيات والستينيات وحتي منتصف السبعينيات باعتبارها قائدة للعالم العربي ومتحدثة باسم مصالحه مستندة في ذلك الي دورها المشهود في دعم استقلال الصومال والجزائر ودعم ثورتي العراق واليمن وحماية حقوق الشعب الفلسطيني وغير ذلك كثير
ثم باعت مصر ارصدتها الكثيرة وتنازلت عن دورها القيادي لتتجاذبه بغداد ودمشق تارة قبل ان تسيطر عليه قطر والسعودية لقيادة العالم السني العربي وايران لقيادة العالم الشيعي العربي
علي ان ما يعنينا ان كثير من اوراق الضغط التي امتلكتها ايران في العالم كان بقيادتها للعالم الشيعي وبتقديم نفسها علي انها الراعي الرسمي لشيعة العالم من اقصي الارض الي اقصاها
وفي المقابل لم نجد قوة قدمت نفسها علي انها الراعي الرسمي للعالم السني الا السعودية او تركيا وكلاهما يفتقدان الي نقاط في غاية الاهمية للقيادة
السعودية نفسها بما لديها من جمود علي النحو السياسي وبتقديمها مشروع مخالف للحداثة كما ان ملابسات علاقتها مع امريكا التي تتميز بالخنوع في كثير من الاحيان جعلت البعض متشككا من قدرتها علي القيادة الا من الناحية المادية بالطبع او علي نحو اكثر توفيقا علي قيادة دول مجلس التعاون الخليجي
اما تركيا فلها رصيد دبلوماسي وسياسي واسع وخصوصا مع رعايتها للدول الاسلامية الناطقة بالتركية ولكن مشكلتها تتعلق بنظامها الداخلي الذي يتسم بالعلمانية والذي يقدم مصالح تركيا اولا ويري في دعم العالم الاسلامي السني مخالفة للتقاليد العلمانية
فلم يبقي الا مصر التي يمكن ان تلعب بالاوراق السنية في المنطقة والتي كانت تملك الكثير من مفاتيحها في السابق ولا ننسي الدعم غير المحدود الذي كان يقدمه الرئيس المصري جمال عبد الناصر الي سنة لبنان ليصبحوا الورقة الرابحة التي يلعب بها هناك
امام مصر عدة اماكن يمكنها ان تلعب فيها علي ورقة دعم السنة تجاه غيرهم من الطوائف الاسلامية وابرز هذه المناطق العراق ولبنان وايران والهند والبحرين
كما انها يمكن ان تقدم نفسها مدافعة عن الدول السنية نفسها في وجه الطغيان مثل دعمها لحقوق الدول المهضومة وللحقوق الاسلامية الضائعة مثل دعم الشعب المغربي في خلافه مع اسبانيا بخصوص سبتة ومليلية او دعم الامارات لاسترداد الجزر الاماراتية المحتلة او دعم حركة طالبان في وجه قوات التحالف الدولي
المعضلة الوحيدة التي تقف امام هذا النوع من القيادة انها تحتاج الي رصيد مادي ودعم اقتصادي وعسكري تفتقر اليه مصر حاليا ولا امل فيه قبل خمس سنوات من الان تكون فيها قد جرت الكثير من المياه في الانهار لتخلط اوراق اللعبة السياسية
علي ان المخابرات يمكن ان تبدأ بمباشرة دورها في احلال مصر وتقديمها كممثل قوي للعالم السني في العالم من خلال عمليات محدودة التكالبف وعظيمة الاهمية ويمكن للسياسة والتحريك الشعبي والدبلوماسية ان تلعب الدور الباقي كذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس