الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يقررون وبماذا يفكرون (6) الصراع الإيراني العربي وتصريحات سليماني

الاء حامد

2012 / 1 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كيف يقررون وبماذا يفكرون (6) الصراع الإيراني العربي وتصريحات سليماني

لاشك ان أي عمل سياسي داخل العراق لا يكتب له النجاح ما لم يتكأ على جهة خارجية تدعمه وتسانده, لهذا نجد ان جميع الكيانات والائتلافات السياسية العراقية مشاريع سياسية لجهات إقليميه متنفذة , تتحرك وفق طبيعة مصالح تلك الجهات الداعمة وأهدافها.

وليس ثمة شك إن وحدة الشيعة أصبحت أكثر تماسكا بعد قضية الهاشمي التي حملت بعدا طائفيا معاكسا جعلت الشيعة على تكامل ووعي تام للمخططات التي تحاك ضدهم في المنطقة فأصبحوا أكثر واقعية وانسجاما مع تحركات السيد نوري المالكي , وإذا هذا الانسجام والتوافق قد أثار تساؤلات عديدة حول دوافعه وسبل تواصله فبأعتقادي إن الوحدة السياسية التي تحققت للشيعة بعد تصادم وخصام كان لها الدور الأساسي في تقوية موقف الحكومة وقرارات رئيسها. ولا يعني ذلك التقليل من شأن الأسباب الموضوعية الأخرى بما فيها الحافز المذهبي الطائفي . ولكن ثمة حقيقة ساطعة ان الوحدة التي تحققت الآن قادت الشيعة الى التكامل السياسي والى لعب ادوار رئيسية ومهمة في الشأن الإقليمي وتمثل ذلك في دعم النظام السوري الذي يعاني حاليا من أزمات داخلية وخارجية.

وهذه الوحدة التي تحققت لم يكن من سبيل لأي قوة خارجية داعمة للقائمة العراقية وحلفاءها ان يحقق غرض انتهازي يحول دون استمرار وتواصل الهدف الوحدوي الشيعي من دون ان تخلق زوبعة إقليمية فجاءت لتضرب الرأي العام العراقي والعالمي بتصريحات ملفقة نقلتها على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني لتتخذ الأزمة الحالية بعدا مذهبيا إقليميا يسمح بجميع الإطراف اللعب مذهبيا على ارض العراق. فبعد هدوء عاصفة تصريحات اوردغان هبت ألينا عاصفة أخرى محمله بسموم السلفية من السعودية على لسان أمير سعودي يتوعد بدعم الإطراف الوطنية العراقية لتحرير العراق من الاحتلال الإيراني, وجاءت هذه التصريحات متزامنة مع سحب المراقبين السعوديين من لجنة المراقبين العرب في سوريا. وكذلك تبني مبادرة خليجية من قبل الجامعة العربية تقتضي بعزل الأسد.

إذا كان سقوط الأسد الذي يراهنون عليه سيمهد الطريق بصورة مباشرة لعزل الشيعة من الحكم في العراق عن طريق تكوين الأقاليم السنية لتكون منطلقا لحرب شاملة ضد شيعة العراق وعزلهم بغية إكمال السيطرة على جميع مناطق العراق والعودة به إلى الحكم الشمولي الاقصائي فهم واهنون فشيعة العراق يمثلون ثلثي الشعب والثلث الأخير يتقاسمونه مع الأكراد وهم غير متفقون مع نهجهم وأفكارهم. لوجود مشاكل عديدة بينهم حول كركوك والمناطق المتنازع عليها. وبالتالي ستفتح جبهة أخرى أكثر تعقيدا من الأولى وتكون أكثر تأثيرا لتماسكها ولقوتها التي اكتسبتها طول فترات صراعها القومي مع الحكومات المتعاقبة.

هذه المؤامرة التي تقودها الدول الخليجية ضد سوريا والعراق تمثل منعطفا مذهبيا مقترن بصورة ما بالحكم الديمقراطي المتمثل بوصول الإسلاميين للسلطة وبين دولة الملك وولي العهد المقترن وجودها بالقتل والدم وكبح الحريات ودفع الأموال . ولعل المتبع لإخبار الصراع المذهبي الحالي لا يكاد يرى سوى هذه الصورة الطاغية للصراع السياسي متخذا إشكال عديدة ولكن الحقد المذهبي محوره في النهاية سواء كان له دائرته السياسية والاجتماعية مع المعارضة بتشعباتها المختلفة أم له دائرته العصبية انطلاقا من السلفية والتكفير والقتل على الهوية والتفجير.

لذا على العراقيين الابتعاد عن رحى المؤامرة بأتخاذ خطوات مهمة أهمها الابتعاد عن نفوذ إيران لقطع الطريق إمام تلك الصيحات الداعية لأنهاءه والتي شكلت ذرائع رئيسية لتدخلها السافر في شان العراقي الداخلي.ثم ما الجدوى من الرهان على طرف خاسر وهو الطرف الإيراني في هذا الصراع ؟
للحديث بقية في الجزء السابع قريبا .. دمتم بود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟