الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لينين : صورة حية في عيون الرفاق

جاسم محمد كاظم

2012 / 1 / 24
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية



تكافئ الدول مبدعيها ممن يكتشفون مخابئ اللصوص ويبلغون عن الجرائم ما صغر منها وما كبر ويفضحون المحتالين بإرشاد رجال القانون إليهم ليصبحوا بالتالي إبطالا خياليين تحاك من اجلهم الأساطير وتصنع من اجلهم هوليود أجمل الأفلام .
ولا ادري ماذا سيقول التاريخ برجل كشف سر تاريخ كامل يلعب على أوتاره المستغِلين بأصناف ومسميات شتى . وأصعب ما في معادلة ذلك التاريخ غموضه الشديد المفتعل وحبكة صياغته بخيوط الخديعة وكأنة يحمل معه مفاتيح حقيقة نهائية .
"لنعطي التاريخ دفعة إلى الإمام " هكذا قال لينين محركا ذلك التاريخ الراكد بعد نجاح أكتوبر ردا على عقولٍ تكلست فيها الفكرة تجلس فوق كرسي الماركسية مثل "البابا " كأن الماركسية جبل جليد جامد .
ومع لينين كان هناك تاريخ آخر أنفصل عن اللون .الجنس. المذهب .الدين .القومية ومن أكون أنا ومن تكون أنت تباعدت فيه المسميات مثل تباعد من يخرج من جاذبية الأرض تبلور فيه الإنسان بشكل آخر متحررا من عبودية خمسة ألاف سنة بكل أحزانها وماسيها بدئا بتبعات الرب مقدسية وأوليائه يوم كشفت عن فراغ نفسها كأسماء فقط لا تحمل من الحقيقة سوى شكل حروف مرصوفة بعناية .
يبجل التاريخ "رينية ديكارت لأنة فكر بعقل وتنسب إلية المقولة الشهيرة "أنا أفكر .إذن أنا موجود " وتنطلق الأقلام تصيغ لتاريخ جديد لإنسان احدث قطيعة مع الماضي وتنسى إن لينين أعاد تلك الجملة بصيغة أخرى " أنا أقرر .أذن أنا موجود" فلا فائدة لتفكير بلا قرار يبقى حبيس العقل .
ومع هذا القرار اخرج لينين بشرية مستعبدة تسير على صوت رنات جرس قائد قطيع أعمى قبلت فيه أفواه أجدادنا أيادي السادة ووجهاء المال لأنهم كائنات مقدسة تنحدر من نسب الهي شريف يأخذ مكانا سرمديا فوق الرقاب بتراتبية باقية ما بقيت الحياة دفع لها الأجداد ثمنا باهظا من جسد استغِلت فيه حتى الأحلام .
يقول التاريخ إن لينين أغمض عينية في مثل هذا اليوم وانقطع عن هذا العالم بنقطة لا رجوع أبدية ويبقى التاريخ بلا إجابة حين يسأله السائلون " إذن كيف عرفنا لينين وسرنا معه وما بيننا هوة من الزمن تزيد على النصف قرن "؟ .
يسكت التاريخ بلا إجابة برغم إن إجابته تتسم ببساطة شديدة لانا رأينا لينين حيا في كتابات فؤاد النمري وهو يدافع بمعركة لا تهدأ ضد محرفي للماركسية ومشوهي اللينينة ونلمسه واقفا في جسد ينار محمد وهي تصارع عقد الحديد من اجل إن تأخذ تلك الرقيقة البيتية حقها السليب من أيدي الغاصبين . وتخطو قدماه مع مسيرة فلاح علوان وهو يتوسط صفوف العمال أمام هراوات السلطة القذرة .وينطق لسان نادية محمود ومؤيد احمد بكلماته وهم يقطعون ألاف الأميال من اجل خلق تنظيم عمالي في أقصى الجنوب ويقف منتصبا في قامة فارس محمود في ساحة التحرير وفي ردود عبد المطلب محمود وتحليل سعيد زازا ومحمد بودواهي وترتسم معالمه في صورة رزكار عقراوي وهو يفتح صفحات الحوار ودراساته أمام الرفاق وفي روح كل مناضل ماركسي يؤمن بحق العمال في إقامة كيانهم السليب .
هكذا رأينا . لمسنا خلايا لينين الحية تنتشر .تنمو و تثمر مع كل نبضة زمن تهز أركان المستغِلين وتفضح أكاذيبهم القذرة وتقول للتاريخ مهما وصل بمسيرته إن النسيج الشيوعي لا يعتريه الموت أبدا .

جاسم محمد كاظم





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - الرفيق المناضل جاسم محمد كاظم
فؤاد النمري ( 2012 / 1 / 24 - 16:54 )
سعدت كثيراً بتوارد الخواطر لكلينا حيث كتبت أنت عن لينين فيما أنا أعد خطابا عن ماهية اللينينية التي تتعرض لهجوم مسعور من قبل البورجوازية الوضيعة في هذا المنعطف التاريخي الكبير. آمل أن أنتهي منه خلال أسبوع.
لك مني تحياتي الرفاقية الخاصة

2 - معلمي وأستاذي فؤاد النمري تحية بلشفية
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 1 / 24 - 17:25 )
ربما لا استحق منك هذا الثناء فانا لم أقدم مثل ما قدمت أنت وربما لن أقدمه فأنت المناضل الأول ومنك نتعلم معنى النضال تحية رفاقية لك ومتمنيا لك دوام الصحة و اسمي الاعتبار .

3 - معلمي وأستاذي فؤاد النمري تحية بلشفية
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 1 / 24 - 17:27 )
ربما لا استحق منك هذا الثناء فانا لم أقدم مثل ما قدمت أنت وربما لن أقدمه فأنت المناضل الأول ومنك نتعلم معنى النضال تحية رفاقية لك ومتمنيا لك دوام الصحة و اسمي الاعتبار .

4 - الصديق الشيوعي / جاسم محمد كاظم
رعد الحافظ ( 2012 / 1 / 24 - 17:37 )
مع كامل محبتي وإحترامي لإخلاصكَ للفكرة والحزب الذي إخترتهُ يوماً للنضال في هذهِ الحياة
وما كتبتهُ اليوم ربّما في ذكرى وفاة أحد أعمدتهِ السبع ( وهذا مجرد إقتباس عن أعمدة الحكمة السبع ) وليس تهكماً لا سامح العقل , أقصد ما سطرتهُ من بديع القول عن لينين
لا أسألكَ إن كان يستحق هذا الكلام أم لا ؟ فحتماً أنتَ أعرف منّي
لكن فقط إسمح لي بإعلان عجبي من تعليق اُستاذنا النمري حيث كتب قائلاً
{ اللينينية التي تتعرض لهجوم مسعور من قبل البورجوازية الوضيعة في هذا المنعطف التاريخي الكبير }
فأنا أتسائل بصراحة / مَن تذّكر وهاجم اللينينيّة اليوم ؟
أليست الصورة مقلوبة تقريباً ؟
حيث الجميع ( وفي مقدمتهم النمري ) يكتب عن موت الرأسماليّة
أنا لا ألومهم طبعاً فالمشاكل والتداعيات الإقتصادية في الغرب الراسمالي توفّر أرضاً صلبة لهذهِ الكتابات سواءً كانت عقلانيّة أو مُبالغ فيها , وفي كلّ الأحوال لا خشية منها !
أردتُ فقط القول / عن أيّ هجوم مسعور يتحدث النمري ؟
وهو نفسهُ يعلم علم اليقين وكتبَ ذلكَ والكثير فعلوا مثلهِ بأنّ الناس في الغرب عادت لقراءة رأس المال وباقي افكار ماركس النيّرة
فلماذا قلب الحقائق؟

5 - تحية خالصة للصديق رعد الحافظ
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 1 / 24 - 19:02 )
شكري الجزيل على هذا الرد . واسمح لي بالقول باني لست اعرف منك لأنك اكبر مني سنا وأكثر تجربة وممارسة وليس للتفاضل مكان بين الأصدقاء.
أما بخصوص عجبك من تعليق الرفيق النمري فاسمح لي بالقول بان اللينينية محاربة ومحاربة شرسة من خلال الطبقة الوسطى وهذا ما نلمسه جليا نحن من خلال العمل .حيث تستغل هذه الطبقة كل أدران الماضي من اجل سحق الطبقة العاملة وتشتيت شملها والذي ينظر بعيون حقيقية يجد ذلك واضحا جدا .وما الفائدة من قراءة ماركس بلا تطبيق فماركس يقول جئنا للتغيير لا للتحليل والقراءة .

اخر الافلام

.. فرنسا تنتخب وأوروبا تكتم أنفاسها.. اليمين المتطرف يحلم بـ-ال

.. من تأسيسه إلى تغيير اسمه.. كيف نشأ حزب التجمع الوطني الفرنسي



.. مقابلة خاصة مع رئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية السودا

.. ارتباك في فرنسا مع انطلاق الجولة الثانية للانتخابات.. واليسا



.. شرطة نيويورك تقمع بالضرب متظاهرين داعمين لغزة