الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة الحمام

كريم ناصر
(Karim Nasser)

2005 / 1 / 5
الادب والفن


لهذا
سأعبرُ الطريقَ المعقودةَ بالحجارة، لأعدَّ محاسنكَ
كيف لا تعرف ذلك؟
تعال معي انظُر
كلّما بصقَتِ العواصفُ على المدينةِ فجراً،
هجعَ الوشَقُ على سَجّادةٍ أنيقة.
الفلاّح الذي بجِوارنا صرخَ من شدّةِ الألم،
لأنَّ المطرَ تأخّرَ عن الهطلان.
لماذا رقصَ البُستانيُّ في حظيرةِ الإبل؟
لماذا يعرقلُ الصيفُ المرعى؟
***
كما الأيِّل
حينما أشعر بالخطرِ أمضي شاقّاً طريقاً ضيّقةً،
مخبِّئاً لحمكَ في زوايا الغُرَف،
زاعماً أنَّ الشمسَ أخفت خُيوطَها الذهبية.
***
ما هذا الرهط في الأزقّة؟
لقد صدمتني العواصفُ مراراً،
شاركْني في نومي عند أسفلِ الشجرة،
كي لا تأكلها السرفات.
***
كلّما افترقَ النخلُ يائساً من الحبّ، تراخت أعصابي
وساعة وشلَ الماءُ قذفَ المطرُ بعيدانه،
ليملأَ أحضاني بالأزهار.
***
كشجرةٍ معمّرة
نطَّ الحرذونُ في الأرض،
نطَّت أصنافُ الحيواناتِ المفرطة الطول،
لقد فتقَ الشارعُ حذائي،
ورمى بأحجارهِ صوب الشبّاك،
الرجل الذي حُرم من التجوال، مات مدحوراً في الزنقة..
كان الغاشمُ يعدمُ ورداته الشذريّة،
ويرمقني كنمرٍ عبوس،
عند مرورهِ قطفَ براعمَ السعادة
مثلما كان يقطعُ ساقَ الحمام.
***
المياهُ تبهظُ اللآلئ،
والرخَمةُ ترتقُ جروحَها التي تشبه أنهاراً زجاجيّة،
مثل اندلاق الغيم
يهبط الماردُ وسط الأنفاقِ كوحشٍ منفعل.
***
قدمايَ حانقتانِ على قمرِ الشتاءِ على قمرِ الصيف،
لا زهرة في الحديقةِ،
في الحقيقةِ لا غزلانَ في الغابات،
كم هطلَ الثلجُ مدارياً فتوقَ شرفاتنا المهجورة.
***
كأرنبٍ صُلمت أُذنُها فانتابتها القُشَعريرة،
نامَ الطفلُ ـ الوطنُ ـ في الشارعِ مقصوصَ الجناح،
كنتُ مثل طائرٍ قصّتِ الريحُ أسَلَةَ لسانه
في برجِ الحمام.
هلُمَّ لئلاّ تُنصب المصائدُ حيثما يُريدون.
فالحمائمُ نست فراخَها على أبراجٍ مفلوقة.
هنا أكلَ الكلبُ الفراخَ، لكنّهُ لم يفطن للفاجعة،
فظلَّ يراوغُ حتى دعستهُ عربة،
كان يُؤوِّلُ الكلام
ويشتمُ الجُنود.
الحكاياتُ ذهبت أدراجَ الرياح،
كما أنَّ العربات غطست في الرمال،
ربّما كانت تقلُّ أبطالاً ثوريين.
***
لماذا تغوصُ السُلَحْفاةُ في الوحلِ وهي مرعوبة،
ويصرخُ الطفلُ أمام الكلب؟
تعال انظُر
الرياح تنقشُ العصافيرَ على الخارطة.
...........
كالنهرِ الذي يسبقُ مجراه
طارت الطُيورُ بين التلال مهمومة،
فأعلنتِ الثورةَ على الطبيعة.
أين أنت
انهض
كأنّما أرى الحماماتِ تُذبح في الفضاءِ الخالي
أصنافٌ من الزُهورِ التي تنعشُ القلب،
جُزّت لأنّها مكحولة،
فانظُرْ
ذلك الوحش المحنَّط خدشَ مشاعرَ العذارى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-