الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا وراء الطلب من الأردن تجنيس مليون فلسطيني ؟

رمضان عيسى

2012 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا وراء الطلب من الأردن تجنيس مليون فلسطيني ؟
لا شك أن الربيع العربي الحادث في بعض الدول العربية قد أورث القلق لدى الأوساط السياسية وراسمي الاستراتيجيات في خارج المنطقة وداخلها .
ومن الملاحظ أن الجميع وخاصة أمريكا واسرائيل متعاونة وفرادى تحاولان الاستفادة من هذه التغيرات عن طريق تطعيمها بملحقات وبنود لتصبح جزء من الحراك التغييري الحادث .
فالوضع بالنسبة لاسرائيل حساس جدا ولا تستطيع أن تتدخل في الوضع ولا حتى أن تدلي بدلوها الا من خلال أساليب جس النبض حول معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية , أو من خلال الاتصالات السرية الاسرائيلية القطرية .
وبدلا من اسرائيل وبدافع من اللوبي الصهيوني يظهر من آن لآخر بعض الشخصيات ثقيلة الوزن بإطروحات تخص المنطقة , وهي إطروحات اسرائيلية بلسان أمريكي مثل ما جاء على لسان العضوان الديمقراطيان في مجلس الشيوخ الأميركي جون كيري ودانييل إينوي، أثناء زيارتهما الأخيرة للمملكة الأردنية إذ أعلنا طرحا جديدا حول أن الاصلاحات في الاردن يجب أن تشمل توطين الفلسطينيين ممن لا يحملون الأرقام الوطنية في الأردن , وأعلنا أن الاصلاحات في الأردن لا يمكن أن تكتمل بدون تطبيق هذا التوطين .
وحمل الحديث "منح زهاء مليون فلسطيني، منهم حوالي 800 ألف من الضفة الغربية ونحو 300 ألف من غزة، ممن لا يحملون ارقاماً وطنية، الجنسية الأردنية، كامتداد محسوم من جانبهما، بشكل خاطئ، لتوطين اللاجئين الفلسطينيين.
ان ظهور هذا الطرح لدليل على الخضوع للوبي الصهيوني في الحملة النصفية المقررة هذا العام واستباقا لما قد يحدث من تغيرات قد بدأت بصعود الاسلام السياسي للواجهة المؤثرة في عدد من الدول العربية .
ان الأبعاد السياسية لهذا الطرح الأمريكي في هذه المرحلة الحرجة وادخال جوانب مهمة من القضية الفلسطينية ـ قضية اللاجئين الفلسطينيين في الشتات والداخل ـ يعني أن لا تخرج اسرائيل من هذا المولد بلا حمص , أي يجب أن تشمل الاصلاحات والتغيرات في البلدان العربية شيئا يخدم إطروحات اسرائيل حول الوطن البديل في الأردن .
ان ربط التوطين وتجنيس الفلسطينيين بالاصلاحات الجارية هي خطة اسرائيلية أمريكية شاملة لكل المنطقة ستبدأ بالأردن وستصل الى سوريا , وممكن أن يكون حل مشكلتها ببقاء الأسد بشرط توطين الفلسطينيين في سوريا , ومن ثم اقناع السعودية بأن التمرد الشيعي المتكرر لا يمكن الا بخلق حراك من نوع آخر عن طريق تجنيس الفلسطينيين الموجودين في السعودية , وبالتالي خلق صف مهادن ومتعاطف داخليا مع حكم آل سعود من الفلسطينيين السنيين . وهذا يجب أن يتزامن مع بعض الإصلاحات الداخلية التي يجب أن يقوم بها النظام السعودي . ويشمل هذا الطرح الأمريكي دول الخليج والكويت وحتى ليبيا . وكل دولة بها لاجيء فلسطيني . أما مصر فإن الاسلام السياسي الصاعد وخاصة الاخوان فإن عليهم اثبات حُسن النية اتجاه اسرائيل , ليس بالكلام بل بالفعل لكي يكونوا مؤهلين للمساعدات الأمريكية , وحُسن النية هذا اتجاه اسرائيل ليس عن التصريح بتمسكهم بمعاهدة السلام التي وقعها السادات وتمسك بها حكم مبارك البائد , بل يجب عليها ترويض حماس والتعاون مع اسرائيل لمنع تهريب الأسلحة لغزة عبر سيناء .
إن هذا الطرح , وحتى اذا لم يُنفذ بسرعة ,سيظل السوط والنغمة الدائمة الرنين في كل حركة مكوكية لكل زائر أمريكي للمنطقة , وفوق هذا فهو يطيل ويبعد الحل لمشكلة فلسطين الى عشرين سنة أخرى , ويسير هذا مع تزايد الاستيطان وتفرعه الى أن نصل الى اللاحل , أي وضع جديد لايمكن المطالبه به بأي حق للفلسطينيين , فقط من هم داخل غزة , وبعض من الضفة , فعلى اسرائيل تسوية وضعهم بالشكل الذي تراه مناسبا لها ولأمنها , عن طريق حشرهم في بؤر سكنية محكومة في الحركة , وليس لها حق المواطنة , ويقضى عليها رويدا رويدا عن طريق التهجير .
أما غزة فالحصار البري والبحري موجود ويكتسب شرعية دولية ما دام تحت سلطة حماس , حتى يتغير الشعار من سياسي الى اقتصادي , أي بدلا من نريد دولة , وعودة لاجئين , الى نريد راتب وفك الحصار وإدخال الغذاء .
كما أن هذا الطرح في هذه المرحلة بالذات وبشكل علني وصريح للأردن والذي سيُطرح بشكل أو بآخر على الدول العربية التي تستضيف لاجئين فلسطينيين , يعتبر توجيه للاسلاميين في المنطقة أن يضعوا في برامجهم مسألة حل مشكلة اللاجئين في بلدانهم وليس الطلب من اسرائيل حل هذه المشكلة . وبالتالي اخراج القضية الفلسطينية من مسارها الطامح لتحقيق دولة للفلسطينيين على أرضهم واختزالها الى مشكلة لاجئين فقط .
إن تواتر الاطروحات السياسية على دول المنطقة من جانب السياسيين الأمريكيين لهي اطروحات اسرئيلية في أهدافها القريبة والبعيدة لتشتيت التعاطف الرسمي على الأقل مع الحق الفلسطيني , وتحميل أنظمة الحكم الصاعدة في الدول العربية جزء من الحل وبطريقة مشوهة , ولا تمت بأي صلة للهدف المرجو للشعب الفلسطيني وهو الحق في اقامة دولته على أرضه فلسطين وليس في أي مكان آخر .
أن اطروحات الادارة الأمريكية هذه لتؤكد الولاء السافر للصهيونية واسرائيل , ولا يكشف هذا فقط عن الاستهتار بالدول العربية , بل أيضا الانكار لحقوق شعب فلسطين وأولها حقه في تقرير المصير , مما يولد الرفض الدائم لسياسة الادارة الأمريكية في المنطقة العربية , ويزيد من اتساع نطاق فقدان الثقة من مواقف واشنطن في أوساط ثورات الربيع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات بالسجن في الجزائر لمن يتدخل في صلاحيات وعمل السلطتين


.. ماذا تناول الإعلام الإسرائيلي بخصوص الحرب على غزة؟




.. مراسل الجزيرة: أكثر من 50 شهيدا خلال الـ24 ساعة الماضية في ا


.. اشتباكات عنيفة تدور بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي ف




.. اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيم