الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتحاد العقول وتوافق النفوس

رغد نصيف جاسم السراجي

2012 / 1 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



أليس من الضروري القول: أن الوسط السياسي العراقي نفسه يحتاج إلى توعية أوسع في مجال الديمقراطية والحرية السياسية ؟ فالقوة المدنية الكبرى في رأي(استيون)، إنما هي الحرية المدنية، وليس الغرض الأسمى للدولة أو للحزب أن تسيطر على الأفراد بالقوة والعنف والإرهاب، وإنما الغاية القصوى التي ينبغي أن نسعى نحوها، ونهدف إليها هي: أن تحقق للفرد اكبر قسط ممكن من الأمن والطمأنينة والحرية، ومعنى ذلك: إن الدولة (أو المجتمع المنظم)، إنما هي وسيلة ضرورية لازمة لبلوغ مرحلة الحرية، وان لم نقل: ان الدولة هي معين منيع ضد الفوضى، والظلم، والإرهاب، بيد انه ليس في وسع الفرد ان يدفع ثمناً لهذه الحرية (كما وقع عند هوبز)، تنازلاً تاماً مطلقاً عن كل قوته، فإنه لابد للفرد من أن يحتفظ لنفسه بشيء واحد على الأقل، ألا وهو: القدرة على التفكير كيفما يشاء، فالفرد لا يخضع خضوعا مطلقا إلاّ في دائرة العمل أو التصرف. أما في دائرة الرأي أو التفكير، فانّه هيهات له أن يتنازل عما لديه من حرية، و(إن ما طلب للدولة كان السلم)، في حين كان (سبيثوزا) مطلبه الحرية، وبهذا يقول:(إننا لو أطلقنا باسم) (السلم) على العبودية والبربرية والانعزالية، فلن يكون هنالك ما هو أحقر من السلم. ولكن السلم لا يعني فقط: امتناع حالة الحرب، وإنّما يعني ايضاً: اتحاد العقول، وتوافق النفوس وهذا هو ما يحلم به الشعب العراقي لبناء مستقبل أفضل مليء بكل الحقوق والحريات الأساسية.
إن الشعب العراقي الذي تعرض إلى عدة حروب وحصار اقتصادي، واحتلال عسكري، وانهيار مؤسساته، لا يمكن أن نطلق عليه شعبا ضعيف الوعي والثقافة، ولكن شعبا مغلوب على أمره، وقد تعرض الشعب العراقي إلى الدمار اليومي أدى إلى انتشار الرعب في معظم أنحاء العراق، إذ أصبح معدل قتل القوات الأمريكية للعراقيين الأبرياء (من المدنيين) لا يقل عن عشرين شخصاً يومياً، ووصلت المرحلة الى أن الحياة اليومية في بغداد أصبحت شبه معدومة، إذ أغلق أكثر من (250) شارع، فضلا عنً إغلاق بعض الجسور، ونشر آلاف القطع من الكتل الكونكريتية، وقد أدى ذلك إلى زيادة الأعباء الملقاة على المواطن.
تعد الأحزاب السياسية إحدى الوسائل المهمة التي تعمل على زيادة تماسك المجتمعات غير المتجانسة وتلاحمها، إذ بواسطة الأحزاب السياسية تستطيع الحكومة أن تتغلغل في مختلف مناطق السكان في الدولة وبذلك يتم تنمية الشعور القومي عند الشعب من خلال نشر الوعي السياسي، وعندئذ تتحقق الدولة القومية من خلال فرض الحكومة ذات الأهداف الوطنية سيطرتها، وجمع الجماهير حولها.
ويتحقق ذلك من خلال:
تنمية درجة وعي الشعب وثقافته: اذ ان لدرجة وعي الشعب وثقافته أهمية كبيرة في تحديد ما يتمتع به أفراد الشعب من حقوق وحريات عامة، بصورة مبدئية يمكن القول: أن مقدار ما يتمتع به الشعب من حقوق وحريات يتم وفق المعادلة الاتية: (درجة وعي الشعب وثقافته تتناسب تناسباً طردياً مع مقدار ما يتمتع به من حقوق وحريات) ويؤدي إلى:
إدراك الشعب للمصلحة العامة (الأهداف الوطنية).
تغليب العقل والمنطق يؤدي إلى: أ- الابتعاد عن العنف ، ب-احترام الحقوق والحريات الممنوحة لهم، أي استعمالها لتحقيق المصلحة الوطنية
ولتحقيق ذلك لابد من عدم تهميش أي عنصر في المجتمع، وهنا يكون واجب الاحزاب السياسيه التي تشارك في الحكومه المنتخبه من الشعب: نشر الوعي باهميه دور كل عنصر في المجتمع لجميع المجالات واستيعاب اهمية دوره في الحياه السياسية و وجوده في ساحة صنع القرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح