الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأدب والثورة

رياض خليل

2012 / 1 / 26
الادب والفن



رياض خليل
الأدب والثورة
الثورة هي فعل تصدي ورفض لكل مايعيق ويقمع حرية الحركة والفعل الإبداعي البنائي في واقع مفروض بقوة إكراه ومنع مادية ومعنوية . وهذه القوة في سياق إرهابها الخارجي العام والشامل ،تتحول إلى سلطة داخلية / ذاتية ، تستولي على الضمير ، وتختمه بخاتمها وطابها ، وتحوله إلى كائن مطيع ومؤمن ومدجن ، وسلبي ومنفذ أمين لأوامرها وتعليماتها وإيحاءاتها ، وتجعل من المصاب بها شخصية مريضة مشلولة معاقة متماهية بالسلطة المفروضة بقوة العادات والتقاليد والعرف والديمومة والتربية البيتية والمدرسية والاجتماعية عموما ، مايجعل من السلطة نوعا من الصنم المعبود المقدس ، وما يجعل من الإيمان والتسليم به أمرا يرقى إلى الحقيقة المطلقة ، والبدهيات والمسلمات الراسخة التي تستخدم منطلقا وأساسا للبرهان والمحاججة والنقاش والحوار مع أي شخصية متمردة .. مرتدة .. كافرة .. رافضة .. ناكرة لها .
الثورة إذن هي بالنسبة للسائد المسيطر نوع من الكفر والزندقة والارتداد والجحود لحالة أصبحت عامة ومستكينة بفعل الزمن والسلطة المادية والمعنوية ، التي تحولت من خارجية إلى داخلية ، ومن فكرة عادية قابلة للنقاش إلى فكرة جامدة وثنية مقدسة غير قابلة للنقاش ، وهي فوق الشبهات بالنسبة للعامة من الناس ، وبالنسبة لغير العامة من المؤيدين والمروجين والمسوقين لتلك الفكرة لأسباب شتى لاتمت بصلة للكرامة والنزاهة والموضوعية والحرية والإيمان والمصداقية .
هذا المعنى للثورة ليس قاموسيا بالتأكيد ، وهو فيما يعنيه فعل تغيير وانقلاب على حالة سائدة ، ويمكن انطباقه على الطبيعة ، ومنها الطبيعة الاجتماعية البشرية . وبهذا المعنى فإن الثورة فعل ضروري ومفيد ، لأنه فعل تغيير وإضافة وتجدد وتطور وبناء وتصحيح وتقويم . والعقل السليم لايقف ضد فكرة الثورة ولاضد فعل الثورة في أيما مجال من المجالات ، ومنها سائر أشكال الإبداع : كالفن ( الرسم ، النحت ، الموسيقى ) والفنون الأدبية : ( الشعر ، القصة ، المسرحية ، المقالة ) .
والفن والإبداع الفني يجب أن ينحاز لمفهوم الثورة ، لأنه بحد ذاته فعل ثوري ، حتى لو بدا أحيانا مهادنا ومجاملا ومنافقا وانتهازيا ووصوليا من حيث المضمون ، وهو بهذه الحالة لايكون مخلصا لذاته ولامحترما لكرامته وحريته ومكانته ودوره الريادي الاستثنائي في الحياة العامة .
الإبداع فعل ثوري ، يتسم بالانتصار للحرية والكرامة الإنسانية ، والدفاع عنهما ، وهو بذلك يدافع عن ذاته وحقه في الحياة والوجود . الإبداع هو فعل بناء ، ولايستطيع أن يمارس دوره إن كان مقموعا .. وملاحقا . ما يفرض عليه حربا لاهوادة فيها ، لانتزاع حريته في إداء وظيفته الاجتماعية والذاتية . أقول : الذاتية ، لأن الإبداع هو خاصية الذات الحية الفردية ، وهويتها الأرقى والأهم في تطور الحضارات والثقافات . وبدونها ينحط المجتمع وينكفئ الواقع إلى مايشبه الجحيم والظلامية الجنونية الدموية . ولايمكن للإبداع أن يقف على الحياد حينما يتعلق الأمر بوجوده من عدمه ، وهو الأكثر مسؤولية في حمل مشعل الثورة ، وخوض الحرب التحريرية ضد عبودية شاملة مطلقة وعمياء تدمر الحياة الفردية والاجتماعية الطبيعية والفطرية بكل تفاصيلها ومظاهرها الصحية ، والتي فطرت عليها .
وكلمة الحرب هنا تعني المفهوم الرمزي الشامل ، كمناهضة الواقع الآسن ، والتطلع إلى تخطيه ، وبناء واقع حيوي أكثر ملاءمة للحرية والإبداع والإنتاج وتحقيق الذات الإنسانية ، التي تواجه قمعا مزدوجا : قمع النظم ، وقمع العادات والتقاليد والثقافات المريضة الداجنة . نحن نواجه عالما استبداديا في كل شيء ، عالما متسلطا على الإنسان في أخص خصوصياته ودواخله ، لدرجة أنه تحول إلى سلطة داخلية تؤرقه وتنغص عيه حياته ، وتشل طاقاته ومواهبه ، وتعطل قدرته على المساهمة والمشاركة الإيجابية في الحياة . وتحوله إلى إنسان داجن سلبي ، إنسان أشبه مايكون بالصدى ، وهذا مايجب رفضه ومواجهته عبر حرب شاملة ، ليس آخرها الحرب الثقافية والإعلامية والأدبية والفنية . حرب هي نوع من الدفاع الشرعي عن الذات الإنسانية الحرة الكريمة ، التي تملك سلطة على الفعل الحر والمبدع ، بعيدا عن أي إكراه مادي ومعنوي خارجي لامبرر له .
وفي مجال الفن والأدب بأنواعه ، لابد من تحرير الفعل الإبداعي من سلطة الثقافة الموروثة والراهنة ، وإخضاعها للنقد والتحليل ، وإعادة قراءتها وإنتاجها من جديد ، وغربلتها وصيانتها ، وتخليصها من كل ماهو ميت وغير قابل للحياة ، أو غير قابل للتأسيس عليه أو الإضافة إليه ، أو كل مايمكن أن يعوق ويعرقل مسيرة التطور الثقافي والإبداعي ، ويتعارض مع معايير العقل والمنطق والفطرة الإنسانية ، وكل مايضر ويسيء إلى الحقوق الأساسية للإنسان المدنية منها والسياسية . كل ذلك من أجل خلق بيئة شاملة مواتية لتفعيل الطاقات البشرية وتنشيطها وتثميرها واستثمارها بالشكل الأمثل ، وبما ينعكس إيجابا على الاجتماع والبناء والتطور .
الفن والأدب والفكر إجمالا ، يحتاج إلى بيئة مناسبة ليؤتي أكله ، إنه يحتاج إلى حد أدنى من الحرية : حرية الفكر والتعبير بأشكاله ، لينتشر أكثر ، وبالتالي ليؤثر أكثر ، ويسهم في التغيير اللازم والضروري ، وعدم الاستسلام للحظة التاريخية الساكنة التي يدافع عنها مريدوها من بعض القوى الاجتماعية ذات المصلحة ببقائها والحفاط عليها ، باعتبارها تجسد بقاءهم ومصالحم فيها .
وكم من المبدعين دفعوا حياتهم في سبيل الكلمة الحرة التي لاتعجب السلطان ، والسلطان هنا بالمعنى الشامل للكلمة ، سلطان السياسة وسلطان الواقع الجامد وسلطان الثقافة السلبية ، والتي هي نوع من الرضوخ والاستسلام للتدجين الاجتماعي الفكري . كم من المبدعين العرب نكل بهم وحرقت كتبهم ، واتهمو ا بالزندقة ، لمجرد أنهم يختلفون مع السلطان والسائد ، ويخالفونه الرأي والموقف ، وكم طمست مثل تلك الأفكار ولوحق أصحابها ، وشردوا في أصقاع الأرض ، مما يبرهن على أن الكلمة ليست أقل تأثيرا في الحرب والصراع من الأسلحة . بل تفوقها بكثير من حيث التأثير والقدرة على تغيير مجرى الأحداث . وتغيير ميزان القوى الاجتماعي ، والسياسي . وحقيقة يمكننا القول : إن التاريخ هو تاريخ الصراع الثقافي والفكري بالدرجة االأولى ، وعنه تنتج بقية أشكال الصراع . لأن أي صراع إنما يعكس فكرة ومنهجا وسلوكا وموقفا ، كل صراع هو تعبير عن موقف ثقافي وأيديولوجي ديني أو بشري ، موقف تجسد مصالح محددة بغض النظر عن مشروعيتها من عدمها .
الإبداع يعكس البيئة التي يتحرك فيها ، ففي بيئة الاستبداد ، تحمل الأعمال الإبداعية مورثات وجينات وسمات الاستبداد في نتاجاتها ، فيظهر نوعان من الإبداع :
الأدب الرسمي هو الأدب الموالي والمهادن والمسوق للاستبداد ، وهذا النوع يخون نفسه وطبيعته الأصلية ، حينما يجعل من نفسه سلعة للبيع والارتزاق ، والتسول على أبواب الأمير والسلطان ، إنه يخون رسالته المأمولة أيضا . وهذا الإبداع ومنه الأدبي هو الأكثر نفوذا وانتشارا وسيطرة وشهرة في المجتمع الذي يرزح تحت نظام استبدادي قمعي تسلطي فاسد ، لأنه تتوفر له كل مقومات الترويج والتسويق والدعاية والإعلان والمجاملة ، وقبض الثمن ، ويجد حيزا واسعا له في كل مجالات التواصل التعليمي والتربوي والإعلامي والإعلاني . فقط لأنه يلعب دورا في مدح وتمجيد الاستبداد ورموزه وأشخاصه وثقافته ،
الأدب المعارض :
بينما يقمع الأدب المعارض بأشكال عدة ، ليس أقلها التضييق من حيث النشر والرقابة الصارمة ، وقد حظي هذا الأدب بشروط مكنته من الإفلات من قبضة السلطان والرقابة ، وبدأ يحقق انتصارات ، ويزاحم الأدب الرسمي الموالي للاستبداد والذي يسيطر على المنصة الإبداعية بأنواعها وأجناسها ، والمنصة كانت تتشكل من الإعلام الورقي والسمعي والبصري الرسمي الخاضع بصرامة للرقابة المطلقة أو شبه المطلقة من السلطة والحاكم ، لكن عرش الإبداع الرسمي الحكومي قد سقط بشكل دراماتيكي مروع ، وسقطت معه سلطته وأسلحة رقابته على المبدعين والفناني والأدباء والشعراء ، بفضل ثورة الاتصالات ، التي فتحت آفاقا لامحدودة ، ولايمكن سدها والتحكم بمساحاتها ، ولايمكن تقييد حريتها الواسعة في الحركة والفعل والانتشار والسيطرة والنفوذ
ثورة الإنترنيت
وأخص بذلك عالم الإنترنيت ، وانتشار الإعلام والإعلان والنشر الاكتروني على نطاق هائل . متخطيا بذلك كل حدود الرقابة التقليدية الرسمية وغير الرسمية الوطنية والعالمية . ولايمكن بعد الآن طمس المعلومة بغض النظر عن كونها صحيحة أو خاطئة ، وبغض النظر عن مضمونها وأهدافها وحواملها وأصحابها . إنه فضاء حر للمنافسة ، يتحقق من خلاله قانون دارون : البقاء للأفضل ، ولكل ما يرى في المتلقي نفسه ووجوده ومصالحه . و صار من العبث الوقوف في وجه تلك الحالة الجديدة ، التي يجب أن تتحول إلى حالة رسمية مشروعة ومفروضة بقوة التطور والطبيعة والأمر الواقع . ولكن حتى الآن توجد حكومات وسلطات تكابر وتقاوم وتحارب بكل ماأوتيت من قوة هذا الاتجاه الحر للمعلومة , ولكن بدون فائدة ولاجدوى . وهنا .. المشكلة ليست بالواقع الحر للمعلومة ، بل في الحكومات والسلطات التقليدية التي ماتزال ترزح تحت حلم البقاء في ظل الاستبداد والقمع والحلم في مطاردة المعلومة ومصادرتها ومنعها من الحياة والحركة والفعل . لقد انتصرت المعلومة على كل أشكال القمع والتضييق والرقابة ، بفضل عالم الإنترنيت والشبكة العنكبوتية العالمية ، التي تفرخ كل يوم المواقع والصفحات ونظم التواصل المتنوعة بالصوت والصورة والكتابة . لدرجة أنها باتت تؤثر على الكتاب الورقي ودوره ووظيفته لصالح الكتاب الأكلتروني الأوسع تداولا وانتشارا وحرية .
عصر حرية الإبداع
وبالتالي دخل الإبداع عصر الحرية من أوسع الأبواب ، ووصلت حريته إلى نقطة اللاعودة ، أي لم يعد بالإمكان الحد من حرية الفعل الثقافي ، مايعني تعويم ذلك الفعل ، وبالتالي تفعيل القانون الطبيعي الدارويني في مجال المعلومة ، ومنها المعلومة الفنية والأدبية ، الشعرية والقصصية والنقدية والسياسية . وهو ما سيصحح مسار الحياة الثقافية ، ويحقق لها الانتقال من الحالة المرضية المشوهة ، إلى حالة سوية من الصحة المعرفية .
، وأقول : إن الأدب كفعل إبداعي ، يجب أن يكون فعلا حرا ، لا تابعا خاضعا للرقابة ولمعايير السلطان بأنواعه ، وحتى يكون حرا ، يجب أن يكون فعلا ثوريا ، يعبر عن رفض لحالة فكرية أخلاقية ثقافية راهنة وسلبية ومستبدة ، لاتحترم روح الإنسان وكرامته وحقوقه وحريته في كل شيء ، بدءا من حرية الفكر والتعبير وصولا إلى حرية الاعتقاد والموقف والسلوك والاجتماع والتأطر الاجتماعي والمدني المرغوب . وهي رفض لسلطة الواقع والدولة بمعنى السلطة معا . وأدعو من خلالها ومن خارجها إلى نوع من تعويم الحياة الفردية والاجتماعية ، والتي تعني فيما تعنيه حرية النمو والفعل والمنافسة بعيدا عن أية ضغوط وتضييق مادي ومعنوي ، ما سينتج عنه حالة بنيوية جديدة ، تفرز الأفضل ، والأصح ، من خلال حركة انسيابية تدفقية تلقائية من دون عوائق خارجية وداخلية .
إن الحرية هي المدخل لبناء ثقافي صحي وسوي وفاعل ، يؤدي فيما يؤدي إليه إلى بناء الشخصية العلمية المتوازنة والسوية والخلاقة في كل المجالات ، ومنها المجالات الفنية والأدبية ، التي تعتبر من أهم الروافع الحضارية للمجتمع والفرد والعالم . ومثل تلك الحرية إنما هي فعل بناء أكثر منه فعل هدم ، وهذه سمة الشباب ، والنمو الطبيعي . إنه تجدد الشباب ، أو الشباب الدائم للإبداع والثقافة . والحرية ضرورية للإبداع ، لأن الإبداع هو فعل تغيير وتطوير وتأثير في الواقع الاجتماعي والسياسي أيضا ، ويسهم في بلورة الوعي المشترك والرأي العام المشترك ، المبني على قواعد سليمة وقوية ومحمية من أية تأثيرات سلبية أو قامعة .
إن حرية الإبداع اليوم متاحة للمبدع أكثر من أي وقت مضى بفضل تكنولوجيا الاتصالات التي أتاحت سيولة المعلومة دون أي عوائق تقليدية . وهذا مايؤدي وسيؤدي إلى تغيرات جوهرية في البنى الثقافية التقليدية " المقدسة " ، وسيعريها ويسقط قداستها ، وزيف قداستها ، وهو ماتخشاه وتهلع منه القوى الثقافية المحافظة ، التي وضعت نصب أعينها هدف قمع وإقصاء وتخوين المعلومة المخالفة لها ولو في القشور .
إن ميزان القوى الثقافي يسير لغير صالح الثقافة التقليدية البطريركية البالية والتي هي أشبه ماتكون إلى مومياء ، أو جثة متحللة تتشبث بالحياة التي هي فاقدة لها أصلا . وهذا ينطبق أيضا على الثقافات الموروثة التي يسيطر من خلالها الماضي على الحاضر ، ويسعى لمصادرة دوره ، وقطع الطريق على المستقبل ، ولايمكن بعد الآن أن يسيطر الميت على الحي ، ولا الماضي على الحاضر والمستقبل . وإن الثقافة الحرة تشكل انقلابا على سلطة الماضي غير الشرعية ، ولن يتمكن الماضي بعد الآن أن يسود إلا بما يصح منه ، وبما هو قابل للاستمرار والبناء عليه ليس إلا . تلك هي العلاقة الصحيحة بين الماضي والحاضر والمستقبل ، إنها علاقة جدلية ، يجب أن تنتقل فيها ومن خلالها القيادة من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل .
إن احترام الماضي شيء ، وتقديسه وتأليهه شيء آخر ، والمطلوب هو أن نضع الماضي في مكانه الصحيح ، ونجعله يلعب دوره الصحيح من دون أن يتخطاه ليسيطر على الحاضر أو يقصيه أو يحد من حركته ووظيفته ودوره .
بقي أن نقول : إن الإبداع الفني والأدبي هو محصلة وطنية / عالمية ، وهو اللغة المشتركة للإنسانية ، ولايجوز قومنة الإبداع والأدب ، بل يجب عولمته أسوة بعولمة كل شيء في حياة البشرية الراهنة ، وهو أمر صحي ومطلوب وضروري ، وتبادل وتداول المعلومة عالميا بات مسألة متاحة ونافعة لكل من الأديب ( المنتج ) والمتابع المتسوق المتلقي ( المستهلك ) للنتاج الأدبي / الابداعي / الفني . إنها السوق العالمية للمعلومة ولكل أشكال الخدمات والأعمال البشرية المتدفقة كالسيل الجارف .

الأربعاء / 25/1/2012 – صباحا – الساعة السابعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-