الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قالوا لي اكتبي عن مروان

سناء لهب

2012 / 1 / 27
الادب والفن


قالوا لي اكتبي عن مروان , فوافقت مرغمة وماطلت ومارست كل فنون التحايل حتى لا أفعل , ولكن عرفت أنني أقف أمام استحقاق لا بد منه فهو واجب يؤدى عادة اتجاه اولائك الذين نودعهم في رحلة اللاعودة , وقد أبيت على نفسي أن أمارس طقوس الوداع وكأني طفل عنيد يأبى أن يشارك من حوله قصص أبطال يعايشهم في ثناياه خوفا من رحيلهم .
أن أكتب عنك يعني أن استحضر كل ساعات الفرح المجنون التي عرفتها في عينيك, وهناك على خشبة المسرح حيث كنت المشاكس الأعظم والعملاق في حضوره المنافس المتميز والذي كان يحلق بي في سماء التحدي لعلي أصل يوما إلى تلقائيتك المبدعة. معك يا مروان تعلمت كيف تنتشي الروح على تلك الخشبة اللعنة , معك فقدت القدرة على الكلام وكيف لا وأنا أقف أمام من يُعجز ذات اللسان عن الصمت , وكلاهما يحملان ذات القوة بقدرتها على مقارعة أهوال الحياة بالحكمة والصدق وكلمة الحق وتعرية الواقع ,
أنت من علمني أن في الحالتين يكون الحاضر الأقوى هو المشهد , ذاك الذي يحرك فينا مشاعر جياشة ويدفعنا للجموح على صهوة خشبة مسرح أو روح فنان منتشية تقفز فوق حواجز الحاسة السابعة ليكون عملا إبداعيا .

سألتني يوما ما هو الإبداع ؟

سؤال يحيرني قبل كل رحلة في رحاب إبداع هذه الخشبة وهي كالوطن الغائر فينا عشقا حدٌّ الحياة, يحيرني ليس من باب العجز, فالجواب بين ثنايا هذا العشق أبلغ من الكلمات المنمقة والمنقحة,
هو سؤال العشق الحقيقي, ألانتماء, الالتزام, الوفاء... كيف لا وأنت تصهل نزفا فوق خشبتها واحتلالهم.
أتذكر يوم ترجلت عن صهوة المسرح في يا شمس لا تغيبي , يومها لم تتوقف أحداقي عن النزف بكاء , احتضنتني وبكيت معي متسائلا ," يا هبلة ليش بتبكي " قلت لك :- مرعوبة وخائفة أن اقضي بقية ما تبقى لي من العمر في هذا المكان بيت العجزة , مؤلم أن ترى نفسك عبدا للانتظار
قلت لي : المسرح أقوى من الزمن .
سألتك:- وليش بتبكي انت يا مجنون .
قلت لي :- لأني نجحت بسلب دمعة من امرأة جبارة .
لست جبارة يا مروان , بوجودك أذهلتني وبرحيلك قزمتني , لم أكن أدرك أن فضاء المسرح سيخلو من قلب واسع شاسع كالكون يحتضن جنوني, من عيون طفل يتخفى بجسد ابن الستين ويثبت بعناده أننا كهله بجسد الشباب . ,
وماذا أقول ؟ هل علي أن اعترف اليوم برحيلك وأعلنه ؟
ها أنا أفعل ... اعترف لك ولهم أن وطن الأنبياء خسر رائحة نعناع لمبدع فلسطيني علم أبناءنا عشق فلسطين. وعلمنا أن الإبداع في حالتنا يعني الالتزام والانتماء وهذا بدوره يعني
أن المبدع الملتزم من المفروض أن يحمل هموم مجتمعه ووطنه , وينطلق بهذا الحمل – ألعبء ليناضل ويكافح ويكون من موقعه جزأ من الحراك المقاوم لكل محاولات تفتيت هذا المجتمع وسلخه عن فضائه . وهذا كله أنت .
هل اعترف أن بكاءك وبكائي كان شعورا راودنا بأن شمسنا ستغيب ؟

سناء لهب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عرفينا ....!0
جابر حسين ( 2012 / 1 / 27 - 14:06 )
تفضلي بتعريفنا عن - مروان - الذي خصصته بكل هذا الحب ! الكتابة المترعة بالصدق والتمني و أيام الوداد تشير فقط أن من المسرحيين المبدعين و ... فلسطينيا ! و ... حتي تحوز الكتابة عنه وهج الحياة في السياق المعرفي ، يكون مفيدا لنا و ... جميلا في حقه وذكراه أن تلحقي بكتابتك موجزا لسيرته في حالتي حياته وإبداعه ! بوركت وإليك السلام !


2 - عرفينا ....!0
جابر حسين ( 2012 / 1 / 27 - 14:07 )
تفضلي بتعريفنا عن - مروان - الذي خصصته بكل هذا الحب ! الكتابة المترعة بالصدق والتمني و أيام الوداد تشير فقط أن من المسرحيين المبدعين و ... فلسطينيا ! و ... حتي تحوز الكتابة عنه وهج الحياة في السياق المعرفي ، يكون مفيدا لنا و ... جميلا في حقه وذكراه أن تلحقي بكتابتك موجزا لسيرته في حالتي حياته وإبداعه ! بوركت وإليك السلام !


3 - عرفينا ....!0
جابر حسين ( 2012 / 1 / 27 - 14:07 )
تفضلي بتعريفنا عن - مروان - الذي خصصته بكل هذا الحب ! الكتابة المترعة بالصدق والتمني و أيام الوداد تشير فقط أن من المسرحيين المبدعين و ... فلسطينيا ! و ... حتي تحوز الكتابة عنه وهج الحياة في السياق المعرفي ، يكون مفيدا لنا و ... جميلا في حقه وذكراه أن تلحقي بكتابتك موجزا لسيرته في حالتي حياته وإبداعه ! بوركت وإليك السلام !

اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب