الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جداً (تحولات، البصيرة والطاعة العمياء، العرس والمُفتي)

نهار حسب الله

2012 / 1 / 27
الادب والفن


تحولات

استولى التخلف على الحكمِ في بلادي، بعد انقلاب دموي على نظام التعايش السلمي.. وعمد على تعيين (الجهل والفقر والتطرف والتكفير) كحاشية له، وأعطى كلاً منهم حرية التصرف بما يراه يَصبُ في خدمة النظام.
ابتدأ التكفير عَمله بقوة وحزم بوصفه يشغل منصباً رفيعاً في الدولة الجديدة، وأصدر جملة قوانين تُحرم استخدام العقل البشري وتُجرم الإبداع وتُكفر التفكير في أي شيء.
وأعلن التطرف عن سياسة الاقصاء والتهميش لكل من لا يؤيد التخلف وحاشيته ويبدي لهم الطاعة والولاء، فيما قام الجهل بأعمال ميدانية كان من بينها جمع الآلات الموسيقية الوترية وتقطيع أوتارها وتحويلها الى مشانق لكل من يعشق النغم.. فضلاً عن دمج الالوان للحصول على لون قاتم وتوعد بتحويل اي فرشاة للرسم الى رمح سام يغرز في صدر من يطالب بغير اللون الاحمر.
أما الفقر فقد كان يضيع وقته مفتشاً عن عمل لأن كل الشعب كان يتأوه جوعاً وفقراً.
أستمرت الحياة بعتمتها طويلاً.. حتى أعلنت الرجعية عن تحشيدها كلاً من (الارهاب والدكتاتورية والعنصرية) من اجل شن ثورة ضد نظام التخلف.

البصيرة والطاعة العمياء

ولدتُ بغير علمي، ومن دون موافقتي على التواجد في الحياة.. دخلت هذا العالم لأكون عاجزاً عن النقاش في الدين والدولة والسياسة وحتى الجنس الذي هو سر تعاستي ووجودي في هذا الكون.
توارثتُ العيبَ والحَرام والممنوع، ومفردات اخرى تلاحقني كما اللعنة..
صرتُ عبداً لهذه الكلمات.. عبداً للطاعة العمياء على الرغم من قدرتي على الإبصار.. لأُرغم بالرضا عن أبي وإن كان قواداً وعن أمي وإن كانت عاهرة وعن وطن يأكل بي بدلاً من ان يشبعني.. وعن تفاصيل أخرى يقشعر منها البدن.
إلا انني كنت متمرداً على كل المتوارثات التي وجدتها تغتصب حرية الحياة التي أتوق إليها، لاقرر إخصاء نفسي أولاً حتى لا يرث الاخرون خنوعي ومخاوفي، وأقطع لساني حتى لا ينطق الممنوع، وأقتلع عيناي بكل بشاعة حتى لا أبصر عيوب وضعف من حولي، مكتفياً بالعتمة لابل راسماً فيها ألواناً للحرية.. وكما أريد..

العرس والمُفتي

أغانٍ وموسيقا صاخبة وزغاريد ودبكات ورقصات ووجوه تضحك في عرسي..
وإذا بالمُطرب يقاطع أجواء الطرب ويصرخ فجأة: سكوت.. جاء المُفتي.
وسرعان ما أمطرت أيدي الحضور علب البيرا وتناثرت زجازات الويسكي.. وعم الارتباك كل المتواجدين في القاعة، وتحول الجميع الى صورة جامدة لا روح فيها..
وإذا بالمُفتي جاء ليفتي.. ليحول زوجتي أختي.. ويخيرني ما بين حياتي او موتي..
تنازلت كثيراً واخترت الاسهل فسلبتُ حياة المُفتي واستعجلت إقامت عرسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا