الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا حدث ما حدث ؟؟؟

يوسف كريم حسن

2012 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


سؤال قصير ومختصر تكتنفه دلالات كبيرة واجوبه اكبر حول ما احتضنه عام الثورات من تحولات وتغيرات سياسية تاريخية لم نفكر قط في حدوثها يوما ما لا في عالم اليقضة ولافي عالم الاحلام والاوهام.
انه العام 2011 الذي شهد اقامة اكبر كرنفال شعبي عفوي وسلمي تخللته مشاهد وفصول سقطت فيه انظمة دكتاتورية جثمت على صدور شعوبها عقود سوداوية واصبح الخلاص منها ضرب من ضروب المبالغة والجهل المطبق.
نعم انظمة بوليسة قلبا وقالبا ورجلاتها كذلك الصقوا الدولة وكل ما يدور في فلكها بانفسهم فاصبحوا يرددون ويتعبدون بمقولة لويس الرابع عشر (انا الدولة الدولة انا) اوكما وصف لسان حالهم وترجم ما يجول في بواطن عقولهم الشاعر نزار قباني عندما قال (انا الذي لا احد في القصر يقول لي كلا) وهذا ليس كل شي طبعا.
فالمعادلة قاسية وجائرة بين حاكم منعم ومحكوم معدم ليس عدنه من شي يخسره او يجازف به سوى القول (ادافع عن جدار ليس لي ) كما قال درويش الشاعر اي ادافع عن بلد ليس لي ،فكم من عام عاشته الشعوب العربية في اوطان تمنت ولو لمرة واحد ان تعيش هذه الاوطان فيها وتشعر بدفئ الاستقرار في حجرها وكنفها.
كل هذا التوصيف الطفيف لما جرى ويجري يستدعي من القول ان ماحدث وما الات اليه الاحداث كان لابد من نشوبه واندلاعه لان التغير الحتمي الذي يزخر به التاريخ والذي يعتبر من سنن الحياة العصية الغير قابلة للكبح واللجام قد ان اوانه ولامناص من دحضه او دثره.
فالمواجهة المفتوحة والاصطدام العلني لم يكن بين شعب واخر بل كان بين شعب صودرت حريته وانتهكت كرامته وحجمت مشاركته وبين نظام احتكر كل شي لشخصه سوى الماء والهواء ولو كان قادرا على ذلك لفعل بلا خجل او وجل.
مرة اخرى لماذا حدث ماحدث؟ سؤال اجابت عليه بلدان خلعت انظمتها العفنة والنتنة قسرا او مطاوعة وستجيب عليه اخرى تقع ضمن رقعة جغرافية واحدة اسمها رقعة الاستبداد والاستعباد والفتك بالشعوب العربية .
ومن باب ذكر عسى ان تنفع الذكرى نقول لمن بقى من الحكام الذين اقتربت منهم ورياح التغير وستبتلعهم لامحالة (لان الحليم قد صال فالحذر كل الحذر من صولته) اي الشعوب.
كما ان اليوم الذي كان فيه كل شي يضبط على توقيت ساعة الرئيس وعقاربها قد ولى وبلا رجعة لان سيل الشعوب قد بلغ الزبى وصبرها قد نفذ من تحمل حكام دائما ما كانوا يتبجحون بان الباطل لاياتيهم من بين يديهم ولا من خلفهم .
وعلى الرغم من ضبابية المشهد العربي وعدم وضوح الرؤية الى الان الا ان لهذا مايبرره فالشعوب الثائرة قد دفعت الضرر الاكبر بالضرر الاصغر ووجدت نفسها بين خيارين (احلاهما مر) فاما ان تبقى تحت سطوت ورحمة الجلاد ان كان يمتلك رحمة واما ان تنزل الى ميادين التحرير والتغير فتصنع ما صنعت وتطلب الانتقال والتحول نحو الديمقراطية وهذا الذي حصل بعينه.
فالجواب الطبيعي والرد المنطقي على من يقول ويسأل لماذا حدث ما حدث ؟ سيكون بتسأول هو لماذا لم يحدث ماحدث؟ وما المانع من حدوث ماحدث!!! واذا الذي حدث لم يحدث الان فمتى ياترى سيحدث!!!.
اما اذا فسرنا كل شي واخضعنه لمنطوق نظرية المؤامرة فتلك قسمة ضيزى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال