الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القحط العربى...؟

مصطفى حقي

2012 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


وهل يمكن للصحراء أن تمد بساطاً أخضر وتزهر ، وهل للصحراء فصل سوى الصيف اللاهب ، قد تجد واحة هنا وهناك مخبأة تحت أشجار النخيل غير وارفة الظلال ولنبع شحيح ، حيث لا أنهار ولا بحيرات ، ,اوروبا تغزوها آلاف البحيرات وعشرات الأنهر وآلاف الدوانم من الغابات .. وكيف لفتية مدفوعين بعاطفة شبابية والتقليد الطفروي أن يقلبوا الصيف إلى ربيع عربي ويرفعون بها شعارات ثورية وتاريخ العرب والعروبة يتقلب بين الصحراء والصحراء ، وسكان البحيرات والغابات يتقدمون في كافة المجالات ويسودون ، ومواطني الصحراء لم يزل الجمل مركبهم ويفتقرون إلى كل شيء وحتى حبة الدواء وتأمين رغيف الخبز .. ويثور الشباب .. ومن حقهم أن يثوروا وهم يلمسون ويشاهدون كيف تعيش الشعوب المتقدمة برغد وبحرية واحترام الإنسان وحقوقه المقدسة ، وهم يصطلون بنيران الاستبداد والكبت والمستقبل القاتم ، ويثور الشباب من أجل الثورة دون تنظيم مسبق ، وتظهر طبقة الصيادين المهرة من دينيين ولا دينيين يحاول كل منهم أن يحصل على نصيبه من هيمنة ونفوذ ، طبعاً المنظمون من هؤلاء القناصين ومن ذوي التجربة والخبرة سيصيبون من الفريسة مقتلاً ويرفعون أعلام النصر أمام أنصار الثوار الحقيقيون وقد أذهلتهم المفاجأة بمصيبة من يتعب ويشقى ويقتل ويسجن في سبيل الثورة الوطنية ليكون دورهم كمتفرجين ، والمتفرجون هم أبطال الميدان لاحقاً وهم من سيجنون الثمار لأنهم منظمون ، بينما أبطال القضية ومؤججوها كانوا على السليقة والعاطفة نتيجة كبت حرياتهم وحرمانهم من إنسانيتهم ومواكبة إنسان العصر الحضاري ، ولكنهم نتيجة عدم تنظيمهم سيكونوا لاحقاً كمتفرجين لمن اصطاد الفريسة وراح يتفنن في أسلوبه بحكم لن يكون أفضل من سابقيه في الحكم الساقط ، مثال مصر ، الذين سيستولون على الحكم هم الإسلاميون من اخوان مسلمين وسلفية ، والنتيجة لا ديمقراطية ولا ما يحزنون ، لأن الديمقراطية تدعو إلى سيادة الشعب ، والسيادة في الإسلام لله على عبيده من البشر على الأرض ، وهذا ماأكده الشيخ المصرى عمر عبد الرحمن ويؤكده كل المسلمين قد يلجؤون إلى مبدأ التقية ويؤكدون انهم مع الديمقراطية ، وسيركبون موجة تلك المسماة بالديمقراطية لينجحوا بالانتخابات بالأغلبية الساحقة ليحكموا بوجههم الحقيقي ، وليبقى أبطال الميدان الحقيقيين على مدرجات المتفرجين ، وانقللب بقدرة قادر الجمهور الحقيقي الى لاعبين في المظهر فقط متوسلين ايديولوجية الدين مظهرا وشعارا ليكسبوا اغلبية الجماهير والتي هي بطبيعتها ذا توجه غيبي روحاني يمكن كسبهم بمقاطع الآيات والله اكبر ، وهذا ما حدث مع مستولي الثورة التي اججها الشباب ، واستلمها الاسلاميون على البارد المستريح كما يقول المثل الشعبي في سورية ، وكما حدث على ارض الواقع حيث فاز الأخوان المسلمون والسلفيون على ثلثي اعضاء مجلس الشعب في مصر وتونسس وسيفوزون في ليبيا بعد ان بشرهم مصطفى عبد الجليل بالسماح بالزواج من اربعة نساء وسينهض بالاقتصاد الاسلامي ويقضي على البطالة وسيعم رغد العيش فيها ’ والواقع الذي سيسجل في المجتمعات المتخلفة في كل شئ والمعتمدة على الله ’ هي تعلم لو ملكت ميزانية العالم وفي ظل تعدد الزوجات وشعار تناسلوا تكاثروا اباهي بكم الامم وزيادة عدد السكان العشوائي سيزيد عدد العاطلين عن العمل وستفشل كل الجهود غير العقلانية في حل مشكلة المشاكل ع ، واكبر مثال مصر التي يزيد عدد سكانها الثمانين مليونا والتي تعتمد على الزراعة وبرغم توفر المياه والاراضي الخصبة إلا انها لاتستطيع توفير االخبز لسكانها وتستورده من الخارج بسبب تخلف اساليب الزراعة ونسبة الامية المتزايدة بين السكان وتجاوزها الـ40% كيف سيتفدم هذا المجتمع وحاملوا شعار .. تناكحوا تكاثروا اباهي بكم الامم .. وان الله يرزقهم ، وكيف سيكون الربيع عندما يعمل الناس عكس الطبيعة ويستلم مرددوا الشعارات الفارغة والتوكل على الخالق حتى في دخولهم المراحيض ،والعقل في إجازة ، وأنقل جزأً من مقال الأخ نارت إسماعيل والمنشور في الحوار كخاتمة لهذا المقال :.. الإسلاميون وبعد وصولهم للسلطة فإنهم سيصطدمون إن عاجلآ أو آجلآ بصعوبات هائلة في إدارة شؤون البلاد، فالتحديات كبيرة والتركة ثقيلة بينما جعبتهم شبه فارغة من الحلول والوسائل العملية الناجحة، سيفشلون ببناء دولة حديثة وسيفقدون قيمتهم الرمزية عند الجماهير التي أوصلتهم للحكم، سيكون عليهم عندها تقديم تنازلات هائلة في برامجهم تصل إلى الصميم، تمامآ كما فعل "حسن المخلّص" الحفيد الرابع ل"حسن الصباح" مؤسس تنظيم الحشاشين المشؤوم في قلعة ألموت في آسيا الوسطى قبل حوالي ألف سنة، هذا المخلّص وبعد أن زاد التململ بين أتباعه، جمعهم في يوم من الأيام و((أعلن أن الله قد رضي عنهم وأنه أسقط عنهم التزاماتهم الدينية، وأن ما كان محرّما صار محللآ، وأن الخمرة التي هي شراب أهل الجنة صارت حلالآ، هذه الفرقة الإسماعيلية صارت فيما بعد طائفة يضرب فيها المثل بتسامحها الديني)) مقتبس من رواية سمرقند لأمين معلوف ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ مصطفى حقي المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 1 / 28 - 13:44 )
كم ~~ ذكرتك في الفترة الماضية ، في عين الإعصار إدلب تقبعون فهل أنتم بخير أستاذي ؟
زرت البلد فراعني الحال الذي أنتم فيه ، طوبى لكل من يجاهد بدمه في سبيل الحرية
أنا من المقتنعين أن الفشل مكتوب للإسلاميين حتى ولو تولوا الحكم ، فكما يقول الأستاذ نارت التركة ثقيلة والتحديات كبيرة ، فليشمّروا عن سواعدهم وليرونا عضلاتهم ماذا سيفعلون
نحتاج لوقت لتتبلور الرؤى ، ولا يمكننا أن نحكم أو نتوقع للمستقبل فقد اختلطت الأمور وتعقدت وتأزمت أكثر فأكثر
اتمنى أن تكونوا بخير ولا شر يلحقكم . دمتم وأهاليكم بخير وسلامة وأتمنى لك سنة طيبة مع تحياتي


2 - الحياة للأفضل...؟
مصطفى حقي ( 2012 / 1 / 29 - 21:58 )
السيدة الفاضلة ليندا كبرييل من ربوع الرقة أحييكي وشكرا على شعورك النبيل والإنساني وأرجو أن تكونوا والعائلة بخير وسنة طيبة لكم جميعا ، وثقي ان الصحراء لن تنجب ربيعا؟


3 - الاقليات التاريخية والاقليات المستقبلية
ahmed alaarabi ( 2012 / 2 / 7 - 11:03 )

نعم انه القحط العربي والمتمثل في عدم قدرة العرب على ايجاد الماكينة ذات الصوت الهدار كما استطاع ان يفعل الغرب. فنجح في ان يخرس كل الاصوات الرجعية وان يحبسها في كنائسها ومعابدها فاسحا المجال امام الاقليات بالظهور والانتشار لقد استطاع التقدم العلمي الى تقسيم المجتمعات الغربية الى اقليات تضائلت حتى وصلت الى اقل الاقليات الا وهي الفرد الانسان فاصبح الانسان اول اولويات الحكومات
ولكن هناك شيئا مهما في الشرق وهي الاقليات الدينية التاريخية والتي تتفوق على اقليات اوروبا الصناعية في كونها اهم محفزات المستقبل واهم سلاح يمكن ان يواجه الرجعيات التاريخية ويقضي عليها ويحولها الى اقليات
ان استهداف الاقليات عن طريق دعم الوهابية انما يراد به تفريغ الشرق من اقلياته وبالتالي حرمانه من اهم عناصر المستقبل
اريد ان انوه في الختام لما حدث في مصر اثناء الاحتفالات في ذكرى الثورة كيف استخدم الاخوان مكبرات الصوت لاخماد اصوات القوى الاخرى وهذا ما يدلل على رجعية هذه الثورات التي اهم سلاح لديها هو الضجيج والعويل فالثورات التقدمية لا يهمها ضجيج الرجعيات

اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة