الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل جرى سلخ العراقي عن وطنه ؟؟

كاظم الأسدي

2012 / 1 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في خضم التراجع الخطير الذي تشهده العملية السياسية العراقية إثر الأزمة الأخيرة بين القوى المتنفذة وصراعها المستديم من أجل النفوذ والسلطة !! وفي ظل وضع إقليمي وعالمي متأزم..تظهر بجلاء حجم المطامح والأطماع لكلا الأمبراطوريتين المنقرضتين الفارسية والعثمانية من خلال تدخلها الممنهج في الشأن العراقي !! منذ سقوط الصنم وحتى اليوم ؟ وعبر أشكال مختلفة تمثلت في إرسال عملاءها ودعم مليشياتها الطائفية بالمال والسلاح وتوفير الدعم اللوجستي لأعداء العملية السياسية وإنتهاءا" بتجاوز الحدود العراقية والأعتداء على المواطن في قمم كردستان والصيادين في شط العرب !! دون موقف يذكر من قبل الحكومة أو المواطن عدى إستنكارات خجولة لاتغني ولاتسمن ؟؟ مما شجع وزاد من شهية كلا المتنافسين على إلتهام الفريسة !! واليوم أكثر من أي وقت مضى تكشر كلا الأمبراطوريتان الفارسية وعلى لسان مندوبها السامي في الشأن العراقي والمدعو.. قاسمي !! وكذلك العثمانية وعلى لسان منتخبها الديقراطى وممتل حركة العدالة فيها المدعو أردوغان !! تكشر كلا الأمبراطوريتان عن أنيابهما الصفراء ؟ وعبر تصريحات تنم عن تجاهل للأعراف الدولية و إستضعاف تام للدولة العراقية ناجم عن يقين تام في ضعف وتشتت قواه الوطنيه و إمكانية التأثير الفاعل بالأحداث!! وقلب الموازين في أية لحظة ؟؟ ودون أية مبادرة تذكر أو إدانة لتلك التصريحات من قبل الولايات المتحدة بإعتبارها راعية للعملية السياسية الجارية في العراق ؟؟؟ ولفد كتب الكثير من المخلصين عن عمق ومخاطر تدخلات دول الجوار جميعا" ودون إستثناء في الشأن العراقي !! وكان البعض قد نبه وحذر وقبل سقوط الصنم !!!الى الأطماع القديمة وإمكانية إستغلال الظرف من تلك الدول ومخاطر ذلك على وحدة ومستقبل العراق ؟؟؟ واليوم وقد إزداد تكالب الذئاب على الوطن وبعد تجاوزهم المدى ؟؟ أين نحن مما يدور حولنا من أحداث جسام ؟؟ هاهو المواطن ( كما الحكومة ) لايرمش لهما جفن؟؟ولاتحرك فيهما الأحداث الجلل أية مشاعر أو موقف رافض لها !! ناهيك عمن يستكر هذا التدخل ويغض البصر عن ذاك !! فهو بالتأكيد لغاية في نفس يعقوب ؟؟ وسيبقى الجميع لا يرف لهم جفن على ضياع الوطن !!.. طالما أن التفويج من أجل التشرذم الطائفي والعرقي والمناطقي مستمر ووفق ما مخطط له في دوائر القرار العالمي والأقليمي وبمسميات حديثة لاوطنية وبالضد منها أساسا"!! كالمكونات أو المحاصصة البغيضة !! وطالما قد إستمرأها البعض ووجد فيها ورقة التوت التي تستر عورته في اللاوطنية وعدم كفائته المهنيه كما تمحو ذلك الماضي الأسود من عدم النزاهة وموءازرة الطغاة !! في الوقت الذي يتم فيه من خلالها تشويه وعي المواطن وإشغاله بأعداء وهميين وعدم مطالبتة بحقوقه الوطنيه التي طالما مل إنتظارها وبعد دورتين إنتخابية !!و في جملة الأحداث التي شهدها الواقع السياسي العراقي في الآونة الأخيرة ... ما يدعم حقيقة العنوان الذي ذهبنا إليه !! من لامبالاة وعدم إكتراث المواطن لكل تلك الأحداث أو التداعيات المترتبه عنها على مستقبل الوطن وحقيقة وجوده وكيانه أصلا" ؟؟؟ مما يؤكد إبتعاد المواطن عن الهم الوطني الذي طالما ضحى من أجله وإنزواءه في صومعة الدهشة واللاتصديق ؟؟ ومحاولة الأنشغال بهمومه الذاتية المتكاثرة يوميا" ؟؟
ولقد تمثل بداية الإنسلاخ هذا .. منذ أن سرق الطاغية صدام الوطن و صادر قيمه وخيراته وجعله ضيعة خاصة به وعائلته وأزلامه !! ليتمادى في غيه ويجعل من أبناء الوطن وقودا" ومشاريع دائمة للقتل لمشاريعه العبثية بأسم الوطن والذود عن حدوده .. مما ولد البغضاء والكراهية والحقد لدى المواطن البسيط على كل ما يمت للوطن الذي أحبه حد العشق!! ذلك التعلق الذي تشرب به منذ نعومة أظافره !!والذي قابله جحود وبطش الدولة وتعسفها.. ذلك التمازج الروحي الفطري في التعلق بالوطن وكل ما يتعلق به من مسميات ؟؟قابلته إساءات غير منتهية ولليوم من الدولة والتي يجد فيها المواطن تجسيدا للوطن ورعايته !!ومع نهايات الحقبة الديكتاتورية بات المواطن العراقي على إستعداد لتقبل أية جهة ودون تحفظ لإنقاذه من موت بطيء داخل أسوار سجن كبير يسمى الوطن ؟؟ وجاءه الخلاص بالطريقة الدراماتيكية الإمبريالية المعلومة للجميع .. ليجد نفسه بعد تسع سنوات من التغييرالمنتظر وسقوط الصنم وقد إكتسب هوية جديدة قديمة رغما" عنه !! تسع سنوات من الإحتراب الداخلي بما حملته من فواجع وجرائم يندى لها الجبين !! لاتختلف في جرمها ومآسيها عما سبق !! كما لاتختلف في سحق وتغييب إرادة المواطن وجعله ماده أولية لأحتراب ومصالح الآخرين !! ليبقى أمله الوحيد فقط بالخروج منها سالما" !! وليحمد الله على سلامته ولو بلا ضمان أو مستقبل هو وأفراد عائلته ؟ وإنما فقط بتلك الهوية الصفراء الجديدة .. وبرقم مضاف لمن لايمت لهم من قريب أو بعيد !! وقد عد رقما" مضاف لهم دون رغبة أو إختيار أو إرادة منه !! لا بل في الضد منها جميعا" ؟؟؟ وليذكره رقمه الجديد الذي إكتسبه بعد التغيير بذلك الرقم القديم في قادسية الأوباش !!عدى عن كون الرقم الأخير مدنيا" و لأغراض غير الأحصاء (والذي لم ولن يتم ) شاء أم أبى ؟؟ وهاهو لليوم لايعرف الرقم الخاص ببطاقته المدنيه التي طالما وعد أبناءه بها وبما تحمله من معاني المواطنة الحقة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أضواء قطبية -مذهلة- تنير السماء بفعل عاصفة شمسية -تاريخية-


.. النيابة العامة في تونس تمدد الاحتفاظ ببرهان بسيس ومراد الزغي




.. الجيش الإسرائيلي يعلن تكبده خسائر بشرية على الجبهة الشمالية


.. الحرب تشتعل من جديد في جباليا.. ونزوح جديد للغزيين




.. بعد الزلزال.. غضب في تركيا و-مفاجآت سارة- في المغرب