الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة 20 فبراير : نقذ ذاتي

حسن طويل

2012 / 1 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يكاد يمر عام على إنطلاق حركة 20 فبراير في المغرب ، والتي أدت إلى حراك جماهيري كان عنوانه الأبرز " من أجل ملكية برلمانية " وأطرته مجموعة من الشعارات؛ لعل أبرزها الحق في العيش الكريم و الديمقراطية و الحرية والعدالة الإجتماعية . إلاأنه يلاحظ أنه المقابل السياسي لهذا الحراك لم يكن في مستوى مطالب الحركة ؛ فبنية المخزن مازالت قوية ، بل تقوت أكثر سواء داخليا أوخارجيا حيث تم تسويق صورة إيجابية لطريقة تعامله مع مطالب الإصلاح ،بإعتماد دستور "جديد" مازال محافظا على النواة الصلبة للطابع المخزني الفردي للحكم في المغرب، و بإخراجه لمسرحية "النجاح الإنتخابي " للحزب الممثل للحركة الأصولية للإخوان المسلمين وهو حزب العدالة والتنمية مما يساهم في تأثيث المشهد السياسي التي عرفته بعض البلدان كتونس ومصر في سيطرة الحركات الأصولية على صناديق الإقتراع محولة ماسمي الربيع العربي إلى كابوس يهدد كل المطالب بالحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان .هذا " الفشل " في عدم تحويل وقود الحراك إلى إصلاحات ملموسة يجد أسبابه في عدة عوامل ذاتية و موضوعية، وساكتفي في هذا المقا ل للعوامل الذاتية و التي يمكن إجمالها في مايلي :
-ضعف التعامل الجيد للحركة مع "الزمن السياسي " (العكس الذي وقع في تونس ومصر حيث الأنظمة هي التي كانت لها البلادة السياسية فيس التعامل مع الزمن )؛ حيث كانت تتحرك بما يمكن أن نسميه بمتتالية حسابية بينما المخزن كان يتحرك بمتتالية هندسية ( ان استعرنا الخطاب المالتوسي )، فرد فعل الحركة كان متأخرا عن ماتتطلبة كل مرحلة و يستوجبه الزخم الجماهيري خاصة في بداية الحراك ؛
-عدم تطوير الحركة ألى ألة تنظيمية وطنية تعتمد أهداف واضحة وتضع إستراتيجيات و ميكانيزمات نضالية لتحويل الحراك إلى أهذاف ملموسة بدل إحراقه في حراك يؤمن بأن " الحركة هي كل شيء والهدف لاشيء "؛
-عدم ملائمة وتطوير الشعارات و الأشكال النضالية للتكيف مع مناورات المخزن و ردود أ فعاله ، ( لعل أحسن مثال لذلك شعارات ضد الهمة " الخصم الواجهاتي لبنكيران وحزبه " في الوقت الذي كانت تتعرض الحركة فيه لهجوم شرس من طرف بنكيران وهو ما جعله يستغل الحركة لإبرام صفقات مريحة مع المخزن . مما جعل بنكيران العدو الواضح للحركة يكون نجاحه الإنتخابي أحد معاول الهدم للحركة )؛
- نقص في الإنفتاح و التواصل مع قوى الإنتاج من عمال وشغيلة و ممثليها وعدم إستغلال الأوضاع الكارثية التي يعيشون فيها ؛ فهذه الفئة هي إحدى اهم الفئات التي يعتمد عليها في أي حراك يهذف إلى خلخلة البنى الإجتماعية ؛
-ضعف في إستغلال الزخم التي عرفته الحركة في بداياتها للتواصل أكثر مع الجماهير عبر مبادرات واشكال تواصلية تلائم مستوى المواطنين و تخضعهم لتعبئة شاملة ( هنا استحضر تجربة الحراك المصري عبر حملات مثل حملة " اعرف حقك "؛
-غياب الإعتصامات كشكل نضالي فعال في التغيير و الإكتفاء بشكل واحد " المسيرا ت" التي تحولت مع الأيام الى شكل تنفيسي للنظام أكثر منه شكل نضالي لمحاولة تغييره ؛
- تفادي إحراج النخب الرثة في الشعارات والمسيرات ،مما جعلها تكشر عن أنيابها في الدفاع عن المخزن و الهجوم على الحركة بكل وقاحة؛
-نقص في إستغلال المعارك التي تخوضها بعض الفئات ( عمال –معطلون –طلبة ...) عبر التضامن معهم و خلق جبهات معهم ؛
- روتينية الشكل النضالي المتبع ، الذي تحول مع الوقت الى عوذ ثقاب يحرق مجهودات مناضلي الحركة و المتعاطفين معها .
إن أي حركة نضالية تهدف إلى تغيير بنية إجتماعية ساكنة كالمغرب بفضل نظام سياسي متكلس و مدافع شرس عن مصالح الفئات التي يدافع عنها ، يجب أن تتكيف مع كل مرحلة من تطور الحراك و أن تصحح من أخطائها لتكون في مستوى تطلعات الجما هير في العيش الكريم و الحرية والديمقراطية . وأظن أن اهم الخطوات في هذا المجال هو بناء أداة تنظيمية ذات أهداف وأسترتيجيات واضحة تتكيف مع الوضعيات و تخلق الآليات و الميكانيزمات التي تنقدها من السداجة السياسية ( تجعل من واحد مثل المهرج بنكيران و حزبه يستغلانها )، و تغير أشكالها النضالية لتجعلها أكثر نجاعة و فعالية و ترتبط أكثر بقوى الإنتاج خاصة العمال و الشغالين و تنفتح على الجماهير بوسائل تلائمها و تبحث على أشكال التمويل للقيام بانشطتها . أطن ان أحداث مثل التي وقعت في تازة او اجلموس او حراك المعطلين في الرباط او احداث طنجة الاخيرة هي أحطاب وقود لإنتفاضات أشمل واعم و اعمق مشكلتها فقط في عدم وجود آذان تصغي لها ، و هي توصل لنا بالملموس رسالتين :
-أولهما أن الشعب المغربي يعيش اوضاع كارثية و له القدرة على الإنتفاضة ضد القهر متى إستطاع ذلك ( ضد اسطورة الإستتناءالمغربي )؛
-ثانيهما تلاقي نضالات الفئات المختلفة وتلاقيها و تضامنها في المعارك يمكن أن يخلق الحدث ( في تازة تضامن الطلبة و سائقي سيارات الأجرة و المعطلين و حركة 20 فبراير ).
إن جلذ الذات بعض الأحيان ضرورة لتغييرها و إن أهم خطوة للبناء هو النقذ الذاتي و الذي لايخشى المعاول و هدم الثقة الزائفة . الشعوب الأخرى رغم كل القمع والدم مازالت متشبثة بدخولها للتاريخ ، مما يجعلنا نتسائل وبكثير من المرارة ألا يحق للمغاربة أن يرموا بوضعية " الرعايا " ليرتدوا قيم المواطنة و يتحولوا من واقع بئيس ينعموا به بكل مظاهر الموت الأنيقة الى أفراد مواطنين أحياء و يتمتعون بكل اشكال الكرامة و الحريات والحقوق . بعض الأحيان يتسائل المرء وبمرارة : هل فعلا لوجود "جين " مورث للخنوع والعبودية المختارة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا