الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة لتنقية الذات !

ناديه كاظم شبيل

2012 / 1 / 28
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


دعوة لتنقية الذات !
يهتم المرء عادة بتنظيف بدنه وتطهيره وتنظيف بيته و محيطه وقد يسرف احيانا في ذلك ، ولكن قلما يهتم المرء بتنظيف وتطهير نفسه علما بأن النفس اولى بالتطهير من الجسد لانها مصدر معظم الامراض والعلل النفسيه التي تكون سببا في تعطيل وظائف الجسد ايضا والتي يقف الطب عاجزا عنها في احيان كثيره ويكتفي بالقول بانها امراضا نفسيا ويصف لها ادويه مهدّئه او منوّمه ذات مفعول وقتي علاوة على اضرارها الجانبيه كالادمان وما الى ذلك ،وقد ينتهي الامربالمريض الى الانتحار في اسوأ الضروف.

اعمارنا تجري بسرعة الرياح واحيانا بسرعة العواصف ، ولكننا نتجاهل في اعماقنا هذه الحقيقه ،لانها تحمل في نهايتها الام مخاض جديد ، لحظة انفصال الروح عن الجسد ، انها بحق اشد واقسى لحظة تمرّفي حياة الانسان ، وبالاخص اهل واحبة المزمع على الرحيل.

نستيقظ كل صباح حاملين في اعماقنا شيئا من التفاؤل ، نضع في اذهاننا جدولا شفهيا سريعا لهذا اليوم ، سأعمل كذا وكذا ، وساشتري كذا وكذا ، نتوجه الى اهدافنا ،نقضي كل حوائجنا ، نقابل فلان او فلانه ، تجرنا احاديث متشعبه ، قد نقرأ بعض الرفض لما نقول في ملامح الاخر ، او نسمع منه مايثير الشجون ، نغض الطرف ونعود مسرعين الى البيت ، نقّلب بفرح حاجاتنا الجديده ، نتناول طعامنا وقد نبالغ فيه ، تدور الاحاديث على المائده عن ملخص مامر بنا ثم نشاهد التلفاز ونخلد الى النوم ثانية .... هكذا تدور بنا عجلة الزمن . ايام متشابهه قد تختلف في بعض التفاصيل كمرض او نجاح او اخفاق احد افراد العائله او حوادث صغيرة نجتازها بسلام او وفاة عزيز في الغربة او داخل الوطن ، قد نشعر وقتها بشئ من الخوف ولكنه سرعان ما يتبدد لتعود الحياة الى سابق عهدها .....ولكن احيانا نصاب بالذهول ليستيقظ فينا شيئا اسمى وانقى من كل المسمّيات ، هو البحث في اعماق الذات لغربلتها من الشوائب ، انها اصدق واثمن لحظة يمر بها الانسان ، فنحن نرتكب بلا ادنى ريب الكثير من المعاصي (قد تكون دون قصد منا وقد نندم عليها ) وبكل الاحجام الكبير منها والصغير ، هذه المعاصي تصبح حملا ثقيلا على النفس ، فنشعر بالضيق والتأفف ، ينتابنا التثاؤب اللاّمبرر ، ملل وحزن واكتئآب ،نغادر على اثرها الدار، نتمشى قليلا ثم نعود ولا زال الحزن جاثما على صدورنا ، ثم يأتي الليل ، نعد الساعات ويطلع علينا الصباح دون ان تغمض اعيننا لحظة واحده ، نهرع الى الطبيب النفسي ، يستمع الى شكوانا وكأنه في واد اخر ، فمنذ اللحظة الاولى تكتشف انه الاحوج للعلاج فماالحل اذن ؟
سأجرب ان اوقظ شيئا غافيا فيّ وهو الضمير ، سأجعلة المصباح الذي يضئ كل حواسيّ الجسديه ، وسأنظر الى فريستي التي سانهشها بانها أنا ، رب سائل يسأل وهل تبلغ بنا العدوانيه لدرجة ان ننهش الاخرين ؟ نعم فأي نقد يفتقد الى الموضوعيه هو نهش في الاخر ، واي تهكم او سخرية من الاخر هو نهش في الاخر ، اي تلاعب في القانون او اللف على الشريعة هو نهش في الاخر، سرقة المال العام ، تفجير الابرياء ، اكل ميراث الغائبين ، التزوير في الاوراق الرسميه لللاضرار بالاخر ،الكذب والافتراء وتلفيق التهم للايقاع بمن لا تهواهم انفسنا ، سرقة جهد الاخر، كسب المال بطرق غير مشروعه ، الخوض باعراض الغافلين ،اكل مال اليتيم .....وامور كثيرة نمارسها او تمارس ضدنا وتخرجنا عن طورنا هي ادانة في حق الانسان لاخيه الانسان .
الحكمة تقول : حب الدنيا رأس كل خطيئه.
لو اننا تفكرنا في الامر قليلا لعرفنا انا لانملك يومنا ، بل حتى ادنى جزء من الزمن ، فلا يحتاج الامر بنا ان نلهث وراء الماديّأت لدرجة ان نغتال الاخر وبأي سلاح نملكه ابتداءا من القلم اوالنظرة الناقده او الابتسامة الساخره وانتهاء ا بالمفخخات ، لا اقصد هنا ان نترك حب الدنيا ، ولكن ان نحب الاخرحتى ولو اختلف معنا في الدين او المذهب او الحزب ، فالدين لله والوطن للجميع .

فلو تركنا الاموات يذهبون بسلام لملاقات ربهم ، الذي يعلم سرهم وعلنهم وعليه فقط حسابهم .
لو اننا جربّنا ليوم واحد ان نغلق افواهنا الا لقول الحق (نصوم عن الكلام ).

لو جرّبنا ان نركز ابصارنا على عيوبنا فقط ونغضّها عن عيوب الاخرين .
لو عوّدنا افكارنا ان تفّسر موقف الاخر تفسيرا ايجابيا.
لو تمسّكنا بالتواضع .
لو اننا عوّدنا ايدينا ان تفعل الخيرحتّى في غير اهله .
لو سخّرنا اقلامنا لانتقاد انفسنا فاعترفنا بأننا اخطأنا في هذا او ذاك المقال (وانا اخطأت في عدة مقالات والتمس العفو من الجميع ) . وقد نبّهني استاذي وأخي الفاضل الدكتور عبد الخالق حسين لتلك الاخطاء في مقالاته الحواريه الرائعه دون ان يشعرني على الاطلاق بالانتقاد او التصحيح بل كنت اشعر بذلك تلقائيا من اختلاف وجهات نظرنا للامور ، وانا اخصه بوافر الاحترام والتقدير ، فكم تقبل هذا االعراقي الاصيل انتقاداتي الصريحه بكل رحابة صدر ، وبكل ديمقراطيه اجابني على تساؤلاتي ، فاشكره من اعماق قلبي واتمنى ان يستمر قلمه الشريف في علاج الوضع العراقي المستعصي.
لو اننا تبرّعنا بما زاد من قوت يومنا لارامل العراق (ومااكثرهن )
لو استبدلنا غيض نفوسنا بالحب والتسامح للجميع الاّ لمن يسعى لقتل البشر فالقانون العادل هو سيد الموقف ( واعلن هنا من خلال موقع الحوار المتمدن باني سامحت من اعماقي كل من اساء اليّ اقولها بكل صدق وطهارة قلب ) .
لو فعلنا كل هذا لتحررنا من افات نفوسنا ولنمنا ليلنا قريري الاعين ، ولما احتجنا زيارة الطبيب النفسي او الباحث الاجتماعي ، ولما تفكك شمل العائله العراقيه التي كانت مضرب الامثال في التلاحم والتعاون والمحبه والتضحية والاثار.
جرّبوا معي اعزائي القرّاء في هذا اليوم الجميل ان نطبّق جميعا ماكتبت ولو ليوم واحد وسترون مفعوله الساحر، سنحاول تطبيقه كل يوم بصبر جميل ، انا على ثقة من ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة