الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها الكتاب

كامي بزيع

2012 / 1 / 28
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


كثيرة هي المؤشرات التي تدل على احترام الحكومات لمواطنيها، ليس اقلها الامن والامان، لكنني هنا سأتحدث عن موضوع آخر، لشد ما اثار دهشتي.
تفرض الضرائب على السلع الاستهلاكية، التي يدفعها المواطن عندما يشتري اغراضه في السوبرماركت او في المطعم او في محال الهدايا، المهم انه يدفع الضريبة وتسمى الضريبة على القيمة المضافة، وهذه النسبة ليست ثابتة، اذ انها تتراوح مابين 4% الى 8% الى 18% وهذه النسبة الاخيرة تفرض مثلا على الملابس والعطورات والالعاب والادوات الكهربائية وغيرها، اما نسبة 8% فهي التي تتعلق بالمواد الغذائية والنقل والمطاعم والسينما والبناء وغيرها، اما نسبة 4% فهي التي تتعلق بالمواد الضرورية لعيش الانسان والتي لا غنى عنها لاستمراره كالخبز والحليب والبيض والخضار والفاكهة والحبوب وهنا بنظري كانت المفاجأة ان هذه الضريبة تشمل ايضا الكتب.
نعم ان الدول التي تحترم مواطنيها، انما تقدر حاجة شعوبها الى المعرفة والاطلاع، وتعتبر ذلك من اساسيات الوجود، معادلة اياها مع الخبز، لان الصحة النفسية والذهنية والعاطفية انما ترتبط بالصحة الجسدية للمجتمع.
الكتاب ليس من مواد البذخ او الرفاهية انه ضرورة ملحة لارتقاء الانسان، لان المعرفة هي التي تجعل الانسان يسمو ويرتفع ويتقدم.
الدول "المتقدمة" تقدر اهمية الكتاب ودوره في التغيير، لذلك تعتبره امرا ملحا، وامرا في غاية الضرورة، لهذا يحتل الكتاب والمؤلفين مرتبة مرموقة، تغدق الدول على افكارهم وراحتهم الهبات والمساعدات، لانه ليس في كل لحظة يولد كاتب ومبدع، وتاريخ الامم انما الذي يقوم على مافيها من مبدعين.
نعم اذهلني اهتمام الدول "المتقدمة" بمواطنيها، وانا اراهم يقراون في الحدائق العامة، في القطارات، في محطات الانتظار اينما كانت حتى لو كانت عند طبيب الاسنان، ناهيك عن المكتبات الضخمة، التي تفاجئ احد مشتركيها بانه القارئ النموذجي، لانه استعار عددا كبيرا من الكتب بزمن قياسي. المكتبات المريحة التي يلجأ لها طلاب المدراس والجامعات عوضا عن بيوتهم للدرس والمطالعة بقاعاتها الفسيحة وصمتها الحيوي.
الكتاب، رفيق الليالي الجميلة، واللحظات الوحيدة، يشتاق كثيرا الى لمسات ايدينا، الى عيوننا، الى ضمه وعناقه، هو يسألنا عن اشتياقنا له، ذلك الذي يخرج من المطبعة كالخبز الشهي، الذي يملئ حياتنا باحلام زاهية، يسافر بنا الى حيث لا سيادة ولا سلطة الا للكلمة ةالخيال ةالسفر، هو اشتاق لنا، ونحن ايضا اشتقنا ان يكون متوفرا على الطرقات، لان كل البشر، مهما صغر حجمهم او كبر يحبون القراءة، يحبونك ايها الكتاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله