الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف الثوري .. مطلباً شعبياً

عروة الأحمد

2012 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


بقلم المسؤول الإعلامي لتجمع الشارع السوري الصحفي والناشط : مهند عمر

إن تصاعد الحراك الثوري في الوطن العربي، وتساقط الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة الواحد تلو الآخر، يجعل مما كان مستحيلاً في نظر الكثيرين واقعاً ملموساً، بعد أن سقطت أكذوبة الموت السريري للشعب العربي بعد إلغاء دوره التاريخي في النهضة والتحرر، وهو ما يلقي المُنظرين للنظام الرأسمالي، والذين تبجحوا طويلاً بعدم إمكانية قيام أي ثورات شعبية في عصر هيمنة الإمبريالية على شعوب الأرض ومقدراتها، خارج سياق المنطق والمعقول، وحتى خارج سياق الظروف الموضوعية والتاريخية والواقعية السياسية التي تغنوا بها طويلاً، واعتبروها مرتكزاً للدفاع عن التغول الرأسمالي الذي تجلى بأعلى درجاته في تسخير دول العالم الثالث قسراً أو طوعاً لخدمة مصالح الدول الإمبريالية الكبرى.
وبعد أكثر من عشرة شهور سالت فيها الدماء أنهاراً في شوارع سورية، يبدو أن المنظومة الرأسمالية التي تغنت طويلاً بالديمقراطية والمواطنة والدولة المدينة، قد كشفت عن وجهها الحقيقي عبر استمرار صمتها على ما يجري في سورية، واكتفائها بتصريحات رنانة تداعب من خلالها نفوس الثوار السوريين، في الوقت الذي تستمر بتأمين الغطاء للنظام القاتل في سورية عبر خلافات دولية مصطنعة على صيغة قرار هنا أو على مبادرة هناك، وهذا كله يؤكد بأن الثورة السورية ولدت يتيمة وستسمر يتيمة وستنتصر يتيمة، خصيصاً وأن نظام المساومات السوري يدير أزماته الخارجية عبر التنازل عن مقدرات البلاد وحتى أرضها وشعبها لصالح بقائه في سدة الحكم.
ورغم إصرار الشارع السوري الثائر على التحرك بشكل سلمي في مواجهة آلة القتل والقمع العسكرية لنظام الأسد، إلا أن تواطؤ جامعة الدول العربية معه وإعطائه المهلة تلو الأخرى ليمعن أكثر في دماء السوريين، واستمرار المجتمع الدولي بالصمت على المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري، وتآمر الأطراف الدولية على الشعب السوري، حرصاً على أمن الكيان الصهيوني الذي يثير البديل الديمقراطي في سورية هلع قادته ومفكريه ومحلليه السياسيين، كل هذا يلزم دعاة الثورة السلمية بالصمت في ظل تعالي صوت رصاص الدفاع عن النفس، لأن الاستمرار بالحراك السلمي وحسب الكثير من المراقبين أمسى طوباوياً للحد الذي يمكن اعتباره انتحاراً، فالحياة لا يمكن أن تكون مثالية تماما، وهذا ما دفع الشباب السوري الثائر نحو تأمين وسائل الدفاع عن النفس، بشتى الطرق التي كان أهمها دعم الجيش السوري الحر أو الانخراط في صفوفه، تحديداً مع استمرار نظام الأسد بقتل المتظاهرين وتصعيد العنف تجاه المواطنين في الوقت الذي تأكد فيه النظام من دنو انهياره داخلياً، بفعل استمرار الثورة السورية المباركة، وتصعيدها وانتشارها.
واليوم بعيداً عن السجال بين أطياف المعارضة السورية المتنوعة، حول تسمية الجمع، والانقسام الذي وصل حد التخوين في مفاصل عديدة، يمكننا القول أن الهتاف في الشارع السوري واليافطات التي يرفعها المتظاهرون هي التي تمثل الإرادة الشعبية، وقد بدأت هذه الهتافات واليافطات تعكس رغبة شعبية حقيقية بإطلاق الكفاح المسلح تحت مسميات عدة، ولكن ما يوحد الجميع هو الدعوة للعنف الثوري، كوسيلة حقيقية للدفاع عن النفس، في مواجهة النظام القمعي وما يملكه من قوة عسكرية كان الأولى بقيادتها أن توجهها لتحرير الأراضي العربية المغتصبة عوضا عن قتل المدنيين العزل في المدن السورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة