الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاهدات حياتية نقدية -1- من واقع النشيج والذقون

محمد طلعت

2012 / 1 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أتعجب كل العجب على من يسخرون من بكاء ونشيج المؤمنين في الصلاة.. وبرغم احترامنا الكامل لكل تفسيرات علم النفس أو علم الإيحاء في التبعية والتأثير في شرح هذا الأمر.. وعلى رغم كل من لم يعجبه هذا المشهد.. أقول نحن نقف بكل إجلال واحترام أمام كل أصحاب الديانات الأخرى، نحترم مثلا هيئة وشكل ولباس رهبان المعابد البوذية بل نقف إجلالا أمام تماثيل بوذا نفسه المنتشرة الآن في بلادنا العربية بفضل الغزو الصيني لبلادنا.!!

نفهم ونجل كل الطقوس الغربية وهيئات البشر من أتباع الأديان الأغرب، ونقول: علينا أن نقبل الآخر.. وفى نفس الوقت يخرج منا - وهم نفسهم من يقبلون كل غريب ويحترمون أصحاب الأديان الغريبة- رجال مشهود لهم برجاحة العقل يسخرون ويشوهون هذا المشهد لحالة البكاء في صلاة المسلمين بصلاة الجمعة أو صلاة التراويح برمضان في المساجد والساحات.!

أو يرمون كل صاحب ذقن أو صاحبة حجاب بسهام التخلف والرجعية وأقول نحن أيضا نقبل أصحاب الذقون من اليهود والمسيحيين- مع كامل احترامي لهم- وأقول نحن أيضا نقبل أصحاب الموضات العجيبة فى قص الشعور واللحى. وأقول أيضا نحن نقبل جميعا كل موضات اللبس ونفهم ونحترم الراهبة المسيحية المتحجبة سواء في الملبس أو الدير- مع كامل احترامي لعفتها- ومع هذا أيضا نقبل زى نساء الهند العجيب التقليدي ونقبل كل الملابس التي تعبر عن روح الجماعة البشرية- فلكل جماعة بشرية لها ما يميزها عن الأخرى وهذا في الملبس والهيئة- فلماذا إذن نحمل أنفسنا فوق طاقتنا ونرمى بني جلدتنا وأخواتنا بالتخلف.؟
نعم تخلف إذا كان أكراه، ولا أكراه في نوعية الملبس ولا هيئة البشر- مادام نابع من الحرية الشخصية أو طقس شعائري أو ما يميز هذه الجماعة عن غيرها- ، هكذا يجب أن نتعلم وننقد حياتنا.

هو النقد لمظاهر حياتنا مع تفهم طبيعية البعد الثقافي والدينى الذى يحرك هذه المظاهر. أما الفرض فهذا أمر مرفوض. أنت اخترت ان تكون بذقن ماركسية أو إخوانية أو عبثية أو فنية أو سلفية أو أزهرية أو عربية، فأنت حر فيما اخترت من هيئة ذقنك فلا تفرض ولا تعتقد بأن ذقنك وحدك هى التى تمتلك حقيقة الوجود والموقف الحياتي. فكل الذقون سواسية.!

أنتِ اخترت الرهبنة والاحتجاب تحت أي مسمى، وأخرى اختارت الحياة والمشاركة فى الدنيا فلا أنت مؤمنة ولا هى كافرة كلكن نسوة لكن حق التمتع بالحياة كما شئن.
وبهذا المعادلة الصعبة وجب النظر للحياة بروح الفريق الواحد لا بروح التفرق والجماعات مع تفهم وقبول كل مظهر جماعة دون السخرية منها أو نبذها.

العرض الملفت لأعضاء مجلس الشعب المصري 2012 فى جلسة افتتاحه جاء بمثابة كرنفال فى الملابس، وبدأت علامات السخرية والعبث حول هذه الأزياء، لكن كل ما نريده أن يسعى البرلمان إلى احتواء كافة الأفكار وقبولها واحترامها ومناقشتها على أنها أفكار إنسانية هدفها خدمة المواطن المصري كما احتوى هكذا كرنفال ملابس أعضاء مجلس العشب المصري.

مصر تبدو الدولة الوحيدة بالمنطقة العربية التى يسخر شعبها من نفسه ومن ملابسه. دائما معترض على ملابس جاره منتقدا له . اعتقد الآن وجب تغيير هذا السلوك المريض في تقييم الناس بمظهرها وملبسها الخارجي. علينا أن نقيم الناس بما يلبسون من أفكار على عقولهم.!

وجب أن لا نخدع فى مظهر كائن ما أو يكون مظهره حكرا على أرائنا او نقيمه حسب مظهره فان الذى يبكى فى الصلاة ليس بالضرورة إنه أكثر المصليين تقوى وليس بالضرورة من لا يبكى فى صلاته أن قلبه صلد قاسى فهذا له تفسيرات كثيرة في علم النفس. وليس كل من قال كلام حسن فى العلم فهو عالم وليس من وقف على المنبر فهو عالم. العالم هذا أمر آخر، والعالم من ابسط معالم معرفته بأن تراه يقبل كل الناس دون تحزب دون تدين دون تلون فالكلمة عنده سواء والدم عنده سواء والفكر عنده كما الطير عالي يرفعك إلى عنان الإنسانية ويضعك على بدايات درج رحابة العالم وجمال الكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توضيح
عدلي جندي ( 2012 / 1 / 29 - 12:53 )
شعب مصر دائما ما و كان يحترم الخصوصية والتنوع وتعامل مع جلابية الفلاح وقفطان الصعايدة وملس الشراقوة وحتي قلنسوة الحاخام بخصوصية ولكن عندما غزا الفكر السلفي الوهابي أرض مصر تغيرت النظرة حيث أن المفاهيم الوطنية أيضا تغيرت تجاه الآخر والمختلف إلي طظ في مصر وأبو مصر والعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم مش كده ولا أيه رأي حضرتك؟


2 - هم لا يحترمون الحريه
فؤاده العراقيه ( 2012 / 1 / 29 - 14:27 )
تحيه طيبه عزيزي محمد
نحن نحترم الصادقون مع انفسهم عزيزي , ولا نحترم المخادعون اصحاب الازدواجيات , نحترم من لا يتدخل بشؤننا وهم يتدخلون بكل صغيره وكبيره وليس كل الذقون سوى سيه فرق من يحترم الفكر ومن يريد التسلط على الجميع ويفرض تخلفه , اليوم اصحاب العمائم يريدون ان يعمموا كلمتهم على المجتمع بل وتخلفهم


3 - اعتقد انه النقد يا اعزائى مخرجنا
محمد طلعت ( 2012 / 1 / 29 - 15:57 )
أهلا بك عزيزتى فؤاده..
أهلا بك عزيزى عدلى..
ثمة صراع اعزاء فى عقولنا التى تربت على واقع مزيف مضلل باسم العيب والحرام ونسينا انه الحلال بين والحرام بيين.. وجل مصائبنا اننا لبسنا طرح وختنا عقولنا فتساوت النظرات كلها فى الكبت الفكرى والحياتى وازواجية الحياة لدينا.. بين متدين وسك الناس وفاسق منحل امام حالى.. ولعل شخصية السيد احمد عبدالجواد التى رسمها محفوظ فى روياته الثلاثية لتعبر عن هذا النمط الانسانى سواء المصرى او العربى...
فعلا فى أن ازمة لدى الانسان العربى الازدوجية فى يومه المعاش مابين رغبات وأطماع وبينهما يلعب وتر الشكل ا المظهر الخارجى وللاسف ينجح المخادعون كثيرا باسم السلطة الابوية الذكورية التحكمية ايا كانت نوع هذه السلطة
ووجب الانتباه النقدى لطبيعة الانسان الرجل الذي يعاني من الكبت الديني الذي يعمي بصيرته عن العلاقات الانسانيه نحو المراة ويضعها على اساس عورة او مجرد وعاء يطفى فيه رغباته وبنفس المنطقية تجد الصورة مقلوبة عند الانسان المراة التى قبلت هذه الحياة واستاكنت . اعتقد مخرجنا هو النقد البصير لهذه الحالات.. ,

اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا