الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسلاميو تونس في أدبيات مراكز الضغط الأمريكية

أحمد النظيف

2012 / 1 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تلعب المراكز و المؤسسة البحثية في الولايات المتحدة الأمريكية و التي يزيد عددها حسب أخر الإحصاءات 1200 مركزا و مؤسسة دورا محوريا في توجيه و صياغة القرار السياسي الداخلي و على مستوى السياسية الخارجية و المواقف و القرارات التي تتبنها الإدارة الأمريكية تجاه الحلفاء و الخصوم و تعتبر هذه المؤسسات مراكز ضغط سياسي تستخدم الدراسات و البحوث والوسائل الأخرى كطرق ضغط مباشر على الساسة للتأثير على صناعة القرار بما يخدم مصالح القائمين عليها أو الداعمين لها بصفة غير مباشرة والمعروفة لديهم بـ(Think Tanks)و الملفت هنا أن جل المشرفين على هذه المراكز مرتبطين بتيار المحافظين الجدد و اللوبي الصهيوني الممثل في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة اختصارا أيباك و لعل أشهر هذه المراكز معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ، Washington Institute For Near East Policy الذي أنشئ في عام 1985م ليتبنى الدفاع عن المصالح السياسية الصهيونية ودفع قضايا واهتمامات الكيان الصهيوني في الإدارة الأمريكية و مؤسسة راند للأبحاث ذات الارتباطات الصهيونية والتي تعتبر أحد أهم المؤسسات الفكرية الأمريكية المؤثرة على صناعة القرار في أمريكا وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط إذ تختص في دراسات الحركات الإسلامية و الجهادية يخصص لها دعم من المؤسسة العسكرية الأمريكية يفوق 150 مليون دولار سنويا.

ما يهمنا في كل هذا هو كيف تنظر مراكز الضغط هذه إلى صعود الاسلامين إلى الحكم في تونس و بعبارة أخرى هل أوصت أو نصحت هذه المؤسسات الإدارة الأمريكية بدعم حركة النهضة أم لا ؟؟؟

تنطلق ايما هيوارد الباحثة بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في تقريرها الذي نشرته في شهر نوفمبر الماضي أي أياما قليلة بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بعنوان تقييم لنهضة"، حزب تونس الإسلامي الفائز من ضرورة أن يستند قبول واشنطن بالحركة التونسية الإسلامية البارزة - "النهضة" - على كون أفعال "الحزب" مطابقة لوعوده بتعزيز مجتمع ديمقراطي منفتح و بعد أن تسرد الباحثة شيئا من تاريخ النهضة و شيخها الغنوشي و تراجعاته الفكرية و مراجعاته المنهجية بين سنوات الصدام مع السلطة و الاستعصاء و فرض الحريات مرورا بحقبة المنافي الباردة و صولا إلى الثورة و ما بعد الثورة و ترحيبه بالدعم الأمريكي للثورة التونسية ودعوته أيضاً إلى قيام علاقة تجارية أوثق مع الولايات المتحدة و تختم ايما تقريرها بتوصية الإدارة الأمريكية مفادها أن على واشنطن أن تبني علاقات مع كل من "حزب النهضة" والأحزاب الليبرالية الديمقراطية التونسية. ومع ذلك، ففي الوقت نفسه، يجب أن تكون واشنطن حذرة وتراقب عن كثب إشارات تحرك "النهضة" بعيداً عن المسار الديمقراطي. وينبغي أن تكون مستعدة أيضاً للدعوة إلى إزاحة الحزب الحاكم إذا ما قرر التراجع عن التزاماته. وعلى كل حال، [يبقى أن نؤكد] أن 60 بالمائة من الشعب التونسي لم يصوتوا لصالح الإسلاميين.

أما مؤسسة راند للأبحاث و التي تحظى تقاريرها عادة بأهمية قصوى و بالغة لدى صانع القرار الأمريكي سواء على مستوى التنظير أو التطبيق. فقد تأسست عام 1948 و لها نفوذ كبير و تأثير عالي على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية و لها علاقات و روابط مع وزارة الدفاع الأمريكية فهي تشرف على ثلاث مراكز أبحاث تمولها وزارة الدفاع و غالبا ما يتم العمل بتوجيهاتها بناءا على التقارير و الأبحاث التي تقدمها للإدارة الأمريكية. فقد أوصت باستغلال تيار الإسلام المعتدل لضرب الجهاديين و صنفت المسلمين إلى أربعة أصناف أصوليين وتقليديين وحداثيين وعلمانيين وأرشدت إلى ضرورة دعم التقليديين(الشيوخ و الأئمة و المفتين..) و العصرانيين(الإسلاميون المعتدلون أي فكر جماعة الإخوان –النهضة-) لصد موجة التيار الإسلامي الأصولي(السلفية الجهادية و التيار الجهادي بصفة عامة) ومما جاء في تقريرها حول المسلمين الأصوليين يجب محاربتهم واستئصالهم والقضاء عليهم وأفضلُهم هو ميّتُهم لأنّهم يعادون الديمقراطية والغرب ويتمسكون بما يسمى الجهاد وبالتفسير الدقيق للقرآن وإنهم يريدون أن يعيدوا الخلافة الإسلامية ويجب الحذرُ منهم لأنّهم لا يعارضون استخدامَ الوسائل الحديثة والعلم في تحقيق أهدافهم وهم قويوا الحجّةَ و المجادلة و في دراسة بعنوان محاولة للبحث عن الإسلاميين المعتدلين”نُشرت في مجلة كومنتري الأمريكية قال الباحث بمعهد أمريكان إنتربرايز جوشوا مورافشيك الإدارةُ الأمريكيةُ اليومَ أن لا مانعَ لديها من أن يصلَ إلى سدةِ الحكمِ في البلاد العربيةِ و الإسلاميةِ حركاتٌ إسلاميةٌ عصريةُ الفهم معتدلةُ الرؤيا أي تفهمُ الإسلامَ على المنهج الأمريكي الليبرالي، بل إن وصول الإسلاميين "المعتدلين" لسدة الحكم أصبح ورقة تستخدمُها للمناورات السياسية ولخدمة أغراضها وأهدافها السياسية، ودعم أمريكا المنقطع النظير لحزب العدالة والتنمية ذي الصبغة الإسلامية "المعتدلة" خير مثال على هذه السياسة . و في نفس السياق يؤكد الباحث الأمريكي دانيال بايبس على المراهنة الأمريكية على الحركات الإسلامية ذات الطابع الاخواني بقوله إن فكرة أن الإسلام المتطرف هو المشكلة، وإن الإسلام المعتدل هو الحل تلقى رواجاً واسعاً مع الوقت.
**********

بمعنى أخر و صريح إن الولايات المتحدة لا تمانع بل ترغب و تسعى إلى أن تحل الحركات الإسلامية المعتدلة السائرة على نهج الإسلام الليبرالي الأمريكي محل الديكتاتوريات الآفلة في تونس(النهضة) و مصر (جماعة الإخوان المسلمون)و ليبيا (الإخوان )و اليمن(حزب الإصلاح الإسلامي) و لما لا سورية (جماعة الإخوان). و تستخدم فلسفة اضربوا هؤلاء بهؤلاء أي اضربوا الجهاديين بالمعتدلين من أجل الحفاظ على المصالح الأمريكية و من خلفها الابن المدلل –الكيان الصهيوني و كل ذلك بأدوات إسلامية صرفة (حلال) من إعلام نفطي و مرجعية فقهية (القرضاوي) و علماء و دعاة (جحافل الوهابية ) فلم تكن زيارة الغنوشي إلى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى و نفيه عزم حركته تجريم التطبيع و استقبال الجبالي للسيناتور الصهيوأمريكي جوزيف ليبرمان إلا إشارات واضحة للتقارب الذي أوصت به مراكز الضغط السياسي إدارة الرئيس اوباما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف