الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صعود رؤوس العنف

ساطع راجي

2012 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أطلت خلال الايام الماضية عبر وسائل الاعلام رؤوس جماعات مسلحة لم تكن معروفة سابقا الا من خلال بياناتها التي تحمل السيوف والبنادق وهي تتعهد بمواصلة العمل المسلح ضد "المحتل" وهاهي الرؤوس تطل بملامح واضحة وصريحة ووجوهها تعلو الشاشات لتعلن انها ستحتفظ باسلحتها وستواصل عملها المسلح بذرائع عدة وفي ملفات مختلفة لا تنحصر فقط في الداخل العراقي بل هي عابرة للحدود وتتعلق بالعلاقات الخارجية للعراق حيث يرى هؤلاء ان دولة العراق غير قادرة على حماية وتحقيق المصالح الوطنية.
الدولة العراقية من جانبها تلتزم الصمت تجاه اعلانات مواصلة العمل المسلح او الاحتفاظ بالاسلحة حتى من قبل الجماعات التي شاركت في احتفالات المصالحة ولتعترف الدولة بذلك انها ليست كافية ولا وافية للقيام بواجباتها وان من حق الجماعات السياسية المسلحة التدخل حتى في القضايا السيادية الخارجية، فالسكوت علامة الرضا وهو رضا يصبح ماثلا بكل ثقله بمجرد الوجود الفعلي للسلاح خارج اطار الدولة فما بالك اذا كان هذا الوجود معلنا على رؤوس الاشهاد وعبر وسائل الاعلام.
زعماء الدولة لا يعتبرون هذا السلاح المعلن قضية مهمة مادام لا يهدد مواقعهم في السلطة وهناك من يشير صراحة الى ان السماح للجماعات المسلحة بالاعلان عن نفسها أمر مقصود في اطار لعبة المساومات السياسية بين الاطراف المختلفة من باب الضغط وشق الصفوف ولا يهتم مدبرو هذه اللعبة بتداعياتها على الوطن والمواطنين متناسين ان تكاثر جماعات العنف العلنية سيدعو دول المنطقة للمطالبة بوضع العراق تحت الوصاية الدولية وتجميد سيادته باعتبار العراق غير قادر على بسط القانون ومنع الجماعات المسلحة من تهديد دول المنطقة.
السكوت على اعلانات جماعات العنف عن نفسها قد يكون سياسة تهدف الى تحويل القضية الى موضوع انتخابي بمعنى ان هناك من يهدف لتحويل المواجهة مع الجماعات المسلحة الى قضية انتخابية فيدخل الى حمى المعركة الانتخابية مدججا بنصر على الجماعات المسلحة بعدما فشل في تحقيق اي نجاح خدمي او اقتصادي، لكن من قال ان الجرة ستسلم هذه المرة، وهل هناك مبرر اخلاقي او وطني يسمح بوضع أمن الوطن والمواطن رهينة لمعارك انتخابية ومناورات سياسية ضيقة الافق؟.
كل جماعة مسلحة تعلن عن نفسها هي ذريعة لقيام جماعة مسلحة في المقابل او تسليح جماعة سياسية موجودة فعلا، ويخطئ من يظن ان الجماعات المسلحة ستلتزم بما تعلنه من اهداف لسلاحها وانها لن تغير تلك الاهداف في أي لحظة تحت ضغط الحاجة السياسية والرغبة في الحصول على حصة من السلطة ومغانمها، واذا ثبت لجماعة ما ان امتلاكها للسلاح يمكنها من تحقيق اهداف سياسية فأنها لن تتخلى عن ذلك السلاح.
على القوى الموجودة اليوم في السلطة عبر العملية السياسية الذهاب مباشرة الى الفكرة الجوهرية التي تعتنقها الجماعات المسلحة ونص الفكرة هو ان الجماعات المسلحة تعتقد انها حررت العراق بسلاحها وانها الأحق بحكمه وان هذا السلاح سيكون اداة لتحقيق الفصل الثاني من مشروعها أي الحكم بعد التحرير، إنه نص مرعب يتم التغطية عليه بكثير من اللغو والانشائيات لكنه نص حقيقي ومنطقي ويجسد العدالة بالنسبة لمن يتبناه، فماذا أنتم فاعلون؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني