الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المتاهة
فلاح الزركاني
2012 / 1 / 29مواضيع وابحاث سياسية
لايمكن التحدث عن توافقات او التكهن باهمية المؤتمر الوطني المزمع انعقاده في العراق بين الكتل السياسية الغير متفقة بالاسس وبالرؤى والمتشظية المواقف حتى في داخل الكتل نفسها او القوى المتحالفة فيها ويتعدى الاختلاف الى الاشخاص داخل الحزب الواحد او التجمع الواحد وهي دلالة مباشرة على انعدام الرؤية الواضحة لجميع الاطراف او غياب الاهداف الموحدة التي من خلالها قياس قوة التكتلات من عدمها ومدى مطابقتها لطروحاتها الانتخابية التي ظهرت عن طريقها وربما من المهم لدى السياسين ان يتحلوا بالشجاعة الممكنة والقناعة التامة باهمية الدور الذي يمارسونه بعيدا عن التطرف الحزبي والاثني وبذلك ترتفع اولى العقبات امام نجاح اي مؤتمر اما الملاحظة الثانية فهي الابتعاد عن تاثير رؤساء الكتل وعدم اعطاءهم القدرة على الانفراد باتخاذ القرار لاسيما وانهم قد يكونون قد تعرضوا الى ضغوطات واجندات خارجية الملاحظة الثالثة الابتعاد عن الاعلام قدر الامكان وعدم تحويل القضية السياسية الى قضية راي عام لان الاعلام العراقي هو اعلام موجه بالفطرة ولا يمتلك قدرة التقصي والبحث الا بمايناسب توجهاته اما الشعب فهو في غيبوبة قسرية ولاتاثير مباشر له على الاحداث ولا يمكنه المشاركة بصنعها لانه لايمتلك الاهلية او القدرة على التوحد في سبيل مصالحه مع قناعته التامة بافضلية ممثليه والانجرار ورائهم الى المجهول.
ان الوضع في العراق اشبه بغابة من الوحوش التي تتقاتل فيما بينها على جثة هامدة او حيوانات نافقة لا تحمل تاريخ صلاحية وهي بالتالي لاتمتلك الاهلية اللازمة لقراءة المتلازمات في السياسة او البحث في مضار التناحر او التقاتل فيما بينها والتي ان حدثت لايمكن ان تنتهي الا بالخسارة لكل الاطراف.
ومن هنا تنشا المتاهة السياسية التي يدور في فلكها كل السياسيين بدون استثناء حتى المتنورين او المعتدلين الذين سيرغمون على الاختيار بين الاندماج كببغاء مطيعة او الاستقالة في احسن الظروف او التصفية السياسية او الجسدية وهنا يتشكل طيف سياسي واحد هدفه الانتفاع لاغير لانه بالمطلق لايملك ارادة الاختيار او المعارضة وحتى لو فرضنا تغير الى صف المعارضة فلابد ان يسكت اخر الامر حفاظا على المصالح الخاصة والامتيازات التي لابد منها.
ان القناعة بتغير الظروف والتوافقات والانتماءات لدى السياسيين هي من ضرب المحال وان البقاء داخل المتاهة اكثراهمية من البقاء خارجها لانها الضامن الوحيد لبقاء نوعية السياسيين المشاركين الان في العملية السياسية والحفاظ على مكتسباتهم منها لوجود القناعة الثابته بعدم قدرتهم عن الانسلاخ عن المشروع السياسي الذي يراد منه تحويل العراق الى محمية امريكية ايرانية خليجية وحلبة صراع دولية للاطراف المختلفة والثمن هم العراقيون انفسهم وهنا يتحول العراق الى ساحة لتصدير الازمات الداخلية لبلدان العالم وحلها على الساحة العراقية .
وللموضوع بقية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال
.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار
.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن
.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة
.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة