الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي لا يضيع المنطق في غبار الدعاية الانتخابية الفلسطينية

جبريل محمد

2005 / 1 / 6
القضية الفلسطينية


من مطالعاتي لكثير من مواضيع تتعلق بالانتخابات للرئاسة الفلسطينية سواء كان ذلك في الصحف الورقية او الالكترونية، لاحظت حملة واسعة من الهجوم على مبادرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدعم المرشح الدكتور مصطفى البرغوثي، فقد اتهمت الجبهة بأنها لا زالت تعاني من تخبط سياسي، واتهمت بان قواعدها متذمرة من قرار قيادتها، وانها آثرت التحالف مع مرشح لا يتقارب من موقفها، وانه كان بالامكان ان تتحالف مع من هم اقرب اليها ايدولوجيا وسياسيا، وحتى ان البعض لامها لانها لا تدعم مرشح فتح للانتخابات باعتباره كما يرى البعض مرشح منظمة التحرير الفلسطينية التي تعتبر الجبهة احدى فصائلها، وآخرون غالوا حينما شطبوا الهوية اليسارية للجبهة الشعبية.
هذا الغبار الذي اثاره البعض حول موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسسطين، والذي دعاها احد المتخرصين بانها باتت (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سابقا)، لا يعدو كونه مساهمة في دعاية انتخابية من نوع الاعلان التجاري مدفوع الاجر والذي يغيب حقائق وينثر تضليلا. اننا لا نسوق هذا الكلام من اجل رد انفعالي على كل ما تقدم، بل لاجل سوق حقائق سبقت وفاة الرئيس ياسر عرفات وليس في الفترة التي تلت رحيله.
لقد تقدمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمبادرة سياسية لمعالجة الوضع الفلسطيني الداخلي كان عنوانها بناء القيادة الوطنية الموحدة المؤقتة والتي تشكل مرجعية للقرار السياسي الوطني وتوحد الاستراتيجية الكفاحية واشكالها من اجل دحر الاحتلال واعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وقد وافقت المبادرة الوطنية الفلسطينية التي يرأسها دكتور مصطفى البرغوثي على الرؤية المقدمة وتبنتها، في حين لعبت الحسابات الفصائلية دورها في معارضة او محاولة التعديل على هذه المبادرة، سواء كان ذلك من قبل حماس التي آثرت ان تبقى خارج اي اجماع عام على موقف مشترك مفضلة ان تبقى في اطار برنامجها الخاص، كذلك لم تعط فتح اية موافقة رسمية على المبادرة او اي استعداد جدي لنقاشها، فيما تلكأ حزب الشعب وماطل في الرد حتى جاء متأخرا بالتحفظ عليها، اما الجبهة الديمقراطية فقد كانت عينها منصبة على المشاركة فيما يسمى حكومة اتحاد وطني تقوم بالتغييرات مع ان قناعتها كانت تدرك ان مثل هذه الحكومة لن تحدث مثل هذه الاصلاحات.
وللانصاف وافقت حماس على القيادة الوطنية الموحدة بعد وفاة الرئيس عرفات لكنها لم تبادر لوضع ثقلها اضافة لثقل الجبهة الشعبية وقوى اجتماعيى اخرى من اجل وضع القيادة الموحدة المؤقتة على الاجندة الوطنية.
من جانب آخر وبعد رحيل الرئيس عرفات ، ولاجل التعبير عن انتقال السلطة بسلاسة في ظل ترقب العالم لما سيحصل بعد هذا الرحيل، وافقت الجبهة على مرشح فتح للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو محمود عباس، ليس قناعة منها به وبسياسته، ولكن تقديرا للظرف الدقيق الذي فرضه الموت المفاجيء للرئيس،فيما بدأ التحضير لانتخابات الرئاسة وحال ما اعلن الرئيس الموقت عن ذلك، باجراء حوارات مع القوى السياسية المختلفة ومنها فتح وحماس والجهاد الاسلامي،، وكان اول خرق للقانون قد جاء من فتح التي رشحت ابو مازن لرئاسة السلطة عوضا عن تكريسه رئيسا للمنظمة، الامر الذي يعبر عن استمرار نهج التفرد وتركيز القوة، ويخرق مادة في القانون الاساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية ينص على ضرورة التفرغ الكامل لعضو اللجنة التنفيذة فيها، وهو سبب كاف لعدم دعم محمود عباس للترشح لمنصب رئيس السلطة اذا كنا مخلصين لمطلب الاصلاح وترتيب البيت الفلسطيني.
بعدها اعفت كل من حماس والجهاد الاسلامي بقرارهما مقاطعة انتخابات الرئاسة ترشيحا وانتخابا الاخرين من دراسة التحالف معهما في عملية انتخابية قررت قوى سياسية اخرى المشاركة فيها. لهذا بدأ الحوار مع قوى ما يعرف باليسار الفلسطيني ومنها قوى مشاركة في حكومة احمد قريع (فدا، حزب الشعب وتعتبر نفسها تجاوزا معارضة، وكان شرط بعض الفصائل ومنها حزب الشعب استبعاد المبادرة الوطنية التي يرأسها مصطفى البرغوثي من اي حوار في هذا الموضوع او غيره، فيما ابلغتهم الجبهة الشعبية انها لا تضع في حواراتها فيتو على اي قوة وطنية وانها ستحاور الجميع، لكن الاخرين رأوا في ذلك محاولة لكسر حوار خماسي، ما جرى بعدها ان الحوار مع د. مصطفى البرغوثي لم يكن ثنايا بل جمع الى جانب الشعبية، الرفاق في الجبهة الديمقراطية، وجرى الاتفاق على مرجعية سياسية لهذا اللقاء الثلاثي كما جرى اصدار بيان مشترك.
وفي قطاع غزة حاولت الفصائل الخمس الاتفاق على مرشح مشترك فيما بينها،واتفقت على الدكتور حيدر عبد الشافي الذي اعتذر عن ذلك مقدما مرشحا من عنده هو الدكتور مصطفى البرغوثي كأكثر المرشحين حظوظا، حينها بادر الرفيق بسام الصالحي وبردة فعل الى ترشيح نفسه، وفرطت المسبحة حيث قدم كل مرشحه الا الجبهة الشعبية وفدا، في حين اعلنت النضال الشعبي دعمها لابي مازن.
لقد جرى نقاش داخلي طويل في الجبهة الشعبية، حول موضوع الترشيح ورأت ان تنأى بنفسها عن البازار المطروح، في حين استمرت بحوار القوى التي رشحت عنها افرادا للوصول الى مرشح موحد، وطرحت عليهم ان يجرى استطلاع بين المرشحين الثلاثة ومن مؤسسة محايدة، ومن يحصل على اعلى نسبة يكون مرشح اليسار، لكن ما جرى هو رفض هذا الاقتراح من الرفيق بسام الصالحي، وعدم تقديم اي رد من الرفيق تيسير خالد.
امام ذلك لا يمكن للجبهة الشعبية التي قررت المشاركة بالانتخابات ان تقف متفرجة على صراع ديكة غير معقول، فاختارت المرشح الاقرب لبرنامجها وحاورته على برنامج مشترك تم الاتفاق عليه وهو منشور وموزع بين الناس باعتباره برنامجا سياسيا مشتركا، يرفض خارطة الطريق التي تعالج قضيتنا من مدخل امني وليس من مدخل سياسي، ويرفض خطة شارون التي تريد اعادة احتلال الضفة لقاء انسحاب غير مأمون منغزة، وينادي بالاصلاح الديمقراطي والحفاظ على حق العودة.
وخلال نقاش البرامج طلب من الرفاق في الجبهة الديمقراطية رفض خارطة الطريق، فاعتذروا، اما حزب الشعب فطلب منه ادانة وثيقة جنيف التي تشطب حق العودة فاعتذروا هم ايضا، وبهذا فمن اقرب الى برنامج الجبهة الشعبية ومن هو الاكثر حظوظا في تقليص نسبة فوز محمود عباس كما تشير الاستطلاعات؟
من هنا ختارت الجبهة الشعبية دعم مصطفى البرغوثي مرشحا للرئاسة.
اما كا الكليبات حول تخلي الجبهة عن منهجها وخطها السياسي، فهو هراء يتسلى به بعض الواهمين، لقد طرح عباس في زيارته لسعدات امكانية الافراج عنه، فرد سعدات هذا حقي القانوني والوطني بدون اي اشتراطات واذا تطلب ذلك تنازلا فالسجن افضل،والسجن هنا ليس سجنا اسرائيليا بل سجن فلسطيني باشراف امريكي اسرائيلي، السجن هنا تم قبل الاجتياح وبعملية غدر شاركت فيها اجهزة امن السلطة مجتمعة.
الجبهة لن تغادر موقعها الفكري والسياسي، وهي تدفع لذلك ثمنا نسبيا يفوق ما دفعته القوى الفلسطينية الاخرى، والجبهة التي تربى اعضاؤها على الاخلاص والمصداقية لن يضيرها غبار يثيره البعض تغطية على تقاعس او عجز او احيانا مؤامرة.
اما مصطفى البرغوثي الذي يتعرض لرشق من الاتهامات، فان ما يتعرض له من رشق لا يحتاج الى رد، لان الكل تحاور معه ونسق معه وعمل معه، سواء قديما ام حديثا، وبالتالي لا يعدو الرشق هذا سوى ذر للرماد في العيون وجزءا من دعاية مضادة تعتمد على ذم الخصم لتبرير وجود الذات وليس اظهار مزايا هذه الذات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا