الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإدراكُ ثمّ العمل

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2012 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


إعتدنا أن نرى مَن بيدهم السلطة وممثليهم يتصرفون بعكس ما تتطلبه مصلحة البلاد ، وكأنهم الساعة المنصوبة على السير عكس دوران الساعة . يفهم المراقب لمسيرة السنوات التسعة الماضية أن هؤلاء لا يهمهم غير جمع الأموال وإكتنازها في مصارف الدول الأخرى ، بدليل إحتفاظهم بجنسية الدولة التي آوتهم عندما كانوا مطاردين من قبل سلطات العهد السابق . وبدليل أن عوائل معظمهم لا تزال تعيش في تلك البلدان . كذلك يفهم المراقب أن بعض المسؤولين مكلفون بتنفيذ خطوات أمليت عليهم من هذه القوة الدولية أو الإقليمية أو تلك . وكذا وسائل الإعلام المأجورة . ولكن الشيئ غير المفهوم أبداً أن يتبرع كاتب مرموق محسوب على القوى الوطنية التي لا يشك في وطنيتها ويتطوّع في الإدلاء بدلوه في موضوع مشبوه أصلاً .

ما كانت تركيا ، منذ تأسيسها حديثاً على يد قائدها الذي تم ّ إيقاف عقارب الساعة في جميع متاحفها في لحظة وفاته ، ولا زالت صوره هي الوحيدة التي تزيّن جميع الدوائر الرسمية ، إلاّ دولة عنصرية ، مهما تغيّرت حكوماتها ، من خلال صناديق الإقتراع ، وحتى بعد فوز ( التيار الديني المعتدل ) في تلك الإنتخابات وإستلامه السلطة . هذه الدولة منذ تأسيسها تتحسّر على فقدانها لولاية الموصل ، وبقيت أطماعها في إجتزائها من العراق .

لم يكن أردوغان أول المتدخلين في الشأن العراقي ، فلطالما تدخلت تركيا في الشأن العراقي بحجة دفاعها عن حقوق ( مواطنيها التركمان ) . و لا يزال التاريخ يذكر وقاحة ( بلند أجويد ) الذي كان يوماً رئيساً للوزراء ثم أصبح صحفياً إذ سأل صدام حسين في مقابلة صحفية أجراها معه ، بعد صدور بيان الحادي عشر من آذار ( ما هو مصير مواطنينا التركمان في كركوك ؟ ) . ولكن صدام حسين ، ورغم الرعونة التي كانت أبرز صفاته وبجبروته ، فضّل أن يجيب على السؤال بدبلوماسية ، لمعرفته بالوضع الجغرافي والدولي للعراق بالقياس إلى وضع تركيا ، وفهم أن وراء الأكمة ما وراءها ، إذ قال ( إن التركمان هم مواطنون عراقيون ، ولهم الحقوق المتساوية مع حقوق جميع المواطنين العراقيين . ) . أما في تاريخنا الحالي فعند ما يتجرّأ أردوغان ، ويتشبّه بقادة تركيا السابقين وينطق بما نطق ، فإن صدور تصريحات غير دبلوماسية ( بل غير مؤدبة ) من الشابندر سوف لن تغيّر من الواقع شيئاً بل بالعكس يسوق هذا التصريح وما تلاه من مواقف من القوى السياسية الأخرى إلى زيادة في تأزيم العلاقة بين البلدين ، في الوقت الذي يحتاج فيه العراق حسن العلاقة مع جيرانه لتسهيل مسيرة البناء . لم تكن تصريحات الشابندر مبنية على دراسة الخارطة السياسية ، ولا ما سينعكس على هذا التصريح من تداعيات ، و لا الأسباب التي جعلت أردوغان يختار هذا الوقت بالذات لقول ما قال ، ولا معرفة من الذي سيستفيد من إدخال العلاقات التركية العراقية في أزمة جديدة ، بينما كانت و ما زالت بيننا أزمة مياه دجلة والفرات التي لا يمكن أن تحل إلاّ في ظل علاقات جيدة و متينة .

ليست هي ( فزعة هوسة ) أيها الإخوان ، حتى يهب كلٌ منا ويتفرّع ويدخل بين المهوّسين يردد مثلهم . خلق أزمة جديدة بين العراق وتركيا ليست أبداً في مصلحة العراق في وضعه الحالي وهو يشبه كياناً ضعيفاً، في البيداء والنسور والصقور تحوم في سمائه تنتهز الفرصة للإنقضاض عليه . توقيت خلق هذه الأزمة مقصود ، من جهات لها مصالح في خلقها ، فهل نعي ذلك ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح