الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردا على رسالة السيد محمد الفيزازي

خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)

2012 / 1 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


فرحت لقراءة الرسالة التي كتبها السيد الفيزازي الآن أي ساعات قبل موعد الإستفتاء ، فاعتقدت للوهلة الأولى أن هذه الرسالة المتأخرة عن موعدها إنما
جاءت في إطار السياق السياسي ـ الحزبي الذي يتذكر مواطنيه فقط أثناء الحملات الإنتخابية أو بخصوص دفع الضرائب .
لكن عزمت على إنهاء الرسالة و محاولة فهم فحواها ، إذ مع الأسف لا أعلم شيئا عن هذا الشخص و عن إنتمائه السياسي اللّهم لحيته التي تدلّ على إنتماء ما .
لكن ما لمسني في تلك الرسالة هو سرده لتاريخ المغرب و لتاريخ سكانه الأصليين الأمازيغ غير المرغوب فيهم على أرضهم ،اللذين يتم سبّهم و شتمهم و احتقارهم في محضر الجميع دون تدخل صاحب الشأن "المخزن " لمعاقبة المتَّهَمين بالعنصرية و التعسف اللّفظي و الأخلاقي تجاه أصحاب .اهتز داخلي و أنا أقرأ ما جاء فيها متمنية ألاّ تكون رسالة ذات خلفية وهدف ما.
إنهارت الدموع من على خدّيّ إذ لأوّ ل مرة أسمع شخصا ( أقرأ لشخص) يتحدث عن الأمازيغ بتلك المحبّة و العطف .
لأوّل مرة أشعر أن الأمازيغ اللّذين قدموا دائمآ الغالي مما يملكون و أعطوا أرواحهم فداء لأرضهم الحبيبة متفوقين حاصلين على مكسب " الرجل الحرّ " ، ليروا أنفسهم بعدها في آخر طابور المواطنة كرعايا من الدرجة الثانية أوأقلّ ،لأول مرّة يعترف أحد في تاريخنا المعاصر و في فترة الحياة التي نعيشها بالذات بعد كل ما قاساه و لا يزال الأمازيغ من تعسف روحي و نفسي و معنوي و أخلاقي و من إبعاد و تهجير و إقصاء خارج و داخل البلد الحزين أن الأمازيغ هم أصحاب الأرض.
لأول مرة و دموع الألم تنهار يتذكر أحدهم أن الأمازيغي / الأمازيغية إنسان شريف لا يعتدي و لا يسرق ولا يُرتَشىَ من أحد حتى في أتعس مواقف حياته ، وأن الأمازيغي سبّاق في اتخاذ موقف أخلاقي إيجابي تجاه القضايا الإنسانية بغضّ النظر عن الإختلاف حتى و إن كلفه ذلك إضاعة حياته في هدير السراب .
لأول مرة يتحدث أحد عن إخلاص الأمازيغ و عن تفانيهم في العمل و ميولهم للكرامة . إنه الأمازيغي الذي لا يساوم و لا يتنازل ليعيش حياة الظّل .
بل علّمنا الدم الأمازيغي أن نكون أحرارا بالفعل ، أن تكون أخلاقنا أخلاق المجتمعات الراقية الأكثر تطورا حتى و إن كنا لا نملك فلسا في الجيب ،.
هكذا علّمنا الدم الأمازيغي الذي يجري في عروقنا أن نكون مجتهدين في الحياة و ألاّ نعتمد على أحد و أن نمضي في مشوارها و إن بدا قاسيا تجاهنا.
هكذا علمتنا فصيلة دمِنا أن نكون شامخين كجبالنا وأ لا ننكسر كودياننا و أن نتحمل المهانة و الإقصاء و السرقة و ألا نتفوه بالكلام الساقط حتى تجاه أعداءنا .
عّلمنا دمنا ألا ننحني مهما كان .
علّمتنا فصيلة دمنا أن نكون مواطنين صالحين ، أينما وجدنا ،حتى خارج أوطاننا ، تلك التي طُردنا منها والتي عليها اختُلِست منا بيوتنا و ممتلكاتنا و حياتنا لمجرد قولنا "لا للظلم".
سيدي إن دمي يذكرني بأن أمشي قُدما إلى الأمام و ألا أرى ما يعطلني في هذه الحياة من خمول و أنانية و طمع وانتهازية.
سيدي إن دمي الأمازيغي الذي يجري في عروقي و الذي يجري في عروق أرضي يذكرني دوما بالنجاح و التفاؤل و الأمل .
شكرا سيدي على هذه الإلتفاتة الجميلة غير الممتوقّعَة منك . تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله