الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرابيش مقدسة - اللوحة الأولى

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)

2005 / 1 / 6
الادب والفن


مغلقة هي تلك الشوارع الخرساء
أدور فيها خاويا كزعيم مهزوم
فابحث بين أرصفتها عن شيء اخفي فيه جوعي
أحصي كل الأعمدة وانظر إلى كل من يمر على هذه الأرصفة
واعشق نساء هذه الأرصفة
وزهور الأرصفة
حتى يخيل لي باني سابني قصرا قار ونيا على تلك الأرصفة

* * *

تعود لي أشلائي المهزومة
تريد اغتيالي للمرة الألف على التوالي
فاركض مرعوبا اختبأ بين أحلامي تارة وبين ضحكتها تارة أخرى
عل تلك المخاوف تنساني ولو بعد سنين ؟؟
سأظل ابحث عنك يا قمرا غاب عن كوكبي منذ دهور
سأبقى أناجي وهمك الذي صار كالدين المحظور
أشلائي هي كل ما بقي في ذاكرتي
وأغنية لم يسمعها من قبل شيخ أو عصفور

* * *

أيتها القديسة
لازلت ألهو بالخزعبلات التي تلقيها على أذني حين أنام بين يديك
فأصبحت عاشق الأوهام شئت أم أبيت
صار كل شيء في حروفي يلهو كالأطفال
ويركض بين زوايا عمري المغبرة والخاوية من كل شيء إلا من نسيج العناكب
أصبحت غرف قصوري مليئة بالهذيان
ويهرب منها كل شيء إليك حتى وسادة نومي
ابحث عنك بين أشلائي مرة أخرى
وبين أضلعي
وبين أرصفتي
فابكي كقديس مرجوم
اصرخ إن هذا الدين ديني مالي وما تعبدون
أتنكرون علي إن اتبعت دين محظور ؟
سأروي لكم من كان يعتنق هذا الدين ويسجد لألهته

* * *

كان يا مكان في سالف العمر والأحزان
قديسة تمشي وحدها وتعشق عصاها وترسم بها على جدران المدينة أحرف مقلوبة
لا يفهمها انس ولا جان
وتزين أرصفتها بتلك الخرابيش حتى تنبت أشجار الأمل وثمار الحب
فانتظرت المطر عله ينزل ويسقي تلك الآيات قبل أن تيأس
وظلت تنتظر حتى جاءها إعصار يهلك كل شيء حتى الذكريات
فوهبها المطر واخذ أشجارها
وتركها تنوح وحيدة على شجيراتها وثمارها فلا نفع البكاء ولا النحيب
وصارت ترسم من جديد مدينة
سمتها مدينة النسيان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل