الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واشنطن تغازل المالكي .. وتدير ظهرها لعلاوي

يوسف كريم حسن

2012 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


عنوان مزعج لايخلو من من المشاكسة والمعاكسة وربما يصنف على انه ضرب من ضروب التحريض ضد شخص والتغرير باتباع باخر,وقد يقول قائل احذروا هذا الكلام المتهور واحذروا من قائله المراهق والمندفع ,اما الاستحسان والاستهجان فسيكونا حاضرين وبقوة وهذا الشي لايستدعي التآهب والقلق اطلاقا.
نعم انها ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة في تبدل وتحول مواقف واشنطن السياسية اتجاه حلفائها من النخب السياسية الحاكمة بالعراق (لان الثابت الوحيد في علم السياسة هو المتغير) فبالامس القريب على سبيل المثال لا الحصر كان البازاراحمد الجلبي(القياس مع الفارق) يعتبر ظل الولايات المتحدة على المسرح السياسي العراقي والمدلل من قبل واشنطن ويمتاز بعلاقات دافئة مع نظرائه الامريكين .
لقد عمل الجلبي جنب الى جنب مع الدبلوماسيين والساسة الامريكين لمدة غير قليلة في الفترة التي سبقت سقوط النظام اي مايقارب عقدين ونيف من الزمن لكن ما ان صافح قادة طهران وتبادلوا القبل وجمعتهم المؤائد ووضع يده في يدهم عقب نيسان من العام 2003 الا وثارت ثائرت المسؤولين الامريكان وبدأو يصفونه بالعدو اللدود وصاحب التحركات المريبة والمشبوهة ,حتى اصبح بين ليلى وضحاها خطر داهم يهدد مشاريع الادراة الامريكية في العراق ويعيق عملها .
والاكثر من ذلك كله هو اعتباره رجل طهران الاول والمدافع عن مشاريعها في الصالونات السياسية العراقية وخلف الكواليس في الغرف المؤصدة, والجندي المجهول الذي يخطط وغيره ينفذ , ولعل هذا ما دفع السياسي اللبناني وليد جنبلاط الى القول اذا اردت احدى الدول العربية ان تغير نظامها فلابد من وجود رجل لديها كـ(احمد الجلبي),طبعا بالتاكيد هذا التصريح كان قبل اندلاع مايسمى بـ(الربيع العربي).
اما اليوم فما اشبهه بالامس الذي غادرنا ويبدوا اننا لم نغادره بعد, فالايام تعيد نفسها وعلى عجالة من امرها لكن هذا المرة والكرة مع اياد علاوي وزعماء (القوائم العراقية)كما يسميها حسن العلوي الذين وجهوا رسالة الى الادارة الامريكية يستنجدون بها ويطالبونها بالتدخل بعدما شعروا بالاحباط وتمالكهم اليأس من عدم جدوى السياسة (البايدنية) وقدرتها على اشراكهم في عملية صنع القرار كما ان ضغوطها على حكومة بغداد لم تأتي اكلها وانصبت على هوامش الامور وليس على اي شي اخر.
علاوي الذي يمثل تاريخ كما وصفه (المالكي) غريمه التقليدي وخصمه المزعج ,والذي يمثل اليوم نموذج للقائد المرتبك والمتخبط والغير متوازن في مواقفه التي يتخذها في اغلب الاحيان,كما انه يتظاهر بمظهر الرجل الضعيف والمستضعف والمسلوب حقه وصاحب الرحلات المكوكية للدول الاقليمية والتي يظن من خلالها ان الاستقواء بالخارج سيعزز مكانته داخليا.
فهم خاطى وقناعة شخصية اقل مايقال بحقها انها غير مقبولة ومنفصلة عن الواقع ولاتصمد اما النقد الموضوعي والرؤية الواقعية للاحداث.
فكما ادارت واشنطن ظهرها للبعض اليوم تسحب يدها وتعطي ظهرها لعلاوي بعد الطلاق البائن بينهما موخرا والذي جعل العلاقة بينها وبين المالكي تدخل في شهر عسل لانعرف متى سينتهي ؟ طبعا هذا التقارب كان على حساب علاوي ولاعتبارات مصلحيه لان المعادلة لاتقبل القسمة على اثنين وعليه فان واشنطن قالت وعلى كل من يهمه النداء ان يسمح ويسمع لها.
وهكذا فان سياسة واشنطن اصبحت كالمراة التي وضعت يدها على وجهها فلما ازاحت يدها تبين ان لا وجهه لها !!!
اما المالكي فهو رجل صعب المراس وصاحب تقاسيم وجه حزينة ويمتلك نفس طويل يجعله لايستفز بسهولة من قبل شركائه الذين ينتهج معهم ستراتيجية (انهاك الخصم قبل الاشتباك معه) ويعرف جيدا متى وكيف يرد والذي اثبت انه اخر من يصرخ في لعبة (عظ الاصابع) التي تزاولها النخب السياسية والذي اثبت انه يجيد فنها ويتقن ممارستها.
فعقب زيارته الاخيرة الى واشنطن وصف المالكي بــ(ديغول العرب) ورجل المرحلة من قبل احدى الصحف الامريكية وظهر في المؤتمر الصحفي الذي عقده ببغداد بعد عودته بمظهر الرجل الصلب والصلد الاربط جأشا والاشد عزية والاقوى شكيمة وكأن شي قد حصل في سفره!!! من قبيل تفاهمات اواتفاقات جانبيه حصلت مابينه وبين الامريكين مقابل ضمانات وتعهدات تدعمه في المرحلة الراهنة وتمهد له الطريق في المستقبل .
فمع عودته مباشرة شرع بفتح ملف الهاشمي والذي تمكن الى الان من اعدامه سياسيا وحرمانه من خوض الانتخابات المقبلة على الاقل, بينما يرى البعض ان ملف الهاشمي فتح من اجل الهآ تركيا ودفعها باتجاه الابتعاد عن الازمة السورية على اعتباران الهاشمي الرجل الثاني في التنظيم العالمي الاخواني الذي تقود تركيا ويترآسه اردوغان.
يذكر ان المالكي استطاع كسب ود وصداقة الامريكين بعد ماعرف بـ(صولة الفرسان) الحملة الامنية التي قادها في محافظة البصرة بنجاح في العام 2008 والتي تمكن من خلالها من القضاء على المليشيات والخارجين عن القانون وتحرير الموأنى الرئيسة لعصب الحياة (النفط) واسترجاع الامن المفقود للاهالي , وبذالك يكون قد ارسل رسالها الى جهات عدة وفي مقدمتها واشنطن مفادها ان الوطن والمواطن فوق كل الاعتبارات واسمى من كل الميول والاتجاهات.
فبعد كل هذا هل ياترى ان المالكي سيبقى متوازنا وماسكا العصى من وسطها في علاقته مع طهران التي ايدته وواشنطن التي دعمته ويحرص الا يميل كل الميل باتجاه احد الاطراف من اجل الا يغضب الطرف الاخر؟
يمكن القول ان المهمة على الرغم من صعوبتها وثقلها الا انها ليست مستحيلة وحسنا قد فعل الرجل عندما صرح عقب الانسحاب بالقول (لايمكن ان نكون امريكين ونحارب ايران كما لا يمكن ان نكون ايرانين ونجابه الامريكان) هذا على صعيد الداخل اما على صعيد الخارج فيمكن تفسير الموقف من سوريا وغيرها على انه نابع من مصلحة العراق اولا واخيرا وليس بناءا على رغبة طهران وغيرها من الدول الاقليمية والمجاورة .
يبقى الشي المؤكد والذي لايستطيع احد نفيه هنا, هو ان الادارة الامريكية حريصة كل الحرص على الا تقطع شعرة معاوية مع اي من القيادات العراقية وان اي توتر او تشنج بالعلاقة لايخدم الطرفين وسيكون وقتي ويزول بزوال مسبباته كما ان اي خطوة تتخذ بشان الملف العراقي من قبل الادارة الامريكية ستحددها بوصلة المصالح اولا واخيرا لان الولايات المتحدة ليست منظمة خيرية عالمية كما يتصور البعض وكما يذكر ذلك هنري كيسنجر في كتابه الذائع الصيت (الدبلوماسية).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبعوثو أميركا للمنطقة في جولة بين القاهرة والدوحة


.. 11 شهيدا وعشرات الجرحى في قصف مدفعي وجوي لمخيمي البريج والمغ




.. مدير المخابرات الأمريكية وكبير مستشاري الرئيس بايدن للشرق ال


.. جدلية الفلسفة والأخلاق، مع د. محمد البشاري خلال معرض أبوظبي




.. أديس أبابا تعتزم استيراد نصف مليون سيارة كهربائية بحلول عام