الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لمن تقرع أجراس ألربيع ألعربي
جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي
(Jassim Al-saffar)
2012 / 1 / 31
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟
في ألبداية لابد من ألتنبيه إلى أن اجابتي على هذا ألسؤال لا تشمل ما يحصل في سوريا أو أليمن ولا حتى ألبحرين. لأن ألأحداث في هذه ألدول ألأخيرة، وخاصة سوريا، تتميز نوعيآ في أهداف محركيها وألقوى ألمعجلة أو ألكابحة لمسارها وحركتها.
لا ريب عندي في أن مشاركة ألقوى أليسارية، سواء منها ألشيوعية أو ألاشتراكية في ألتظاهرات ألشعبية ألعارمة في تونس ومصر أو ألانتفاضة ألمسلحة في ليبيا، كانت شبه معدومة، وأحيانآ مترددة، رغم محاولة شخصيات مغمورة مدعية ألانتماء أو ألتأسيس لليسار في هذه ألدول، ألتسلل إلى وسائل ألاعلام وتلاوة بيانات عن دور ألطبقة ألعاملة في ألأحداث. نعم لقد ساهمت قطاعات واسعة من ألطبقة ألعاملة وفئات ألشعب ألمسحوقة في هذه ألانتفاضات ألشعبية، ولكن مساهمتها كانت غالبآ بدفع من ألقوى ألسلفية، كما أن حجم هذه ألمشاركة لم يكن متناسبآ مع ثقلها ألحقيقي داخل مجتمعاتها ولا مع مستوى معاناتها. وهذا يشمل ألنقابات ألعمالية أيضآ، عدا إستثناء يخص تونس، ألتي كان ألاتحاد ألعام للشغل فيها قوة منظمة وجزء مهم من ألديكور ألعام للنظام ألسياسي ألتونسي ألسابق. وعلى أي حال فان مشاركة ألاتحاد ألعام للشغل في تونس في ألانتفاضة ألشعبية كان على قاعدة "قبل أن تنفق ألدابة، أولى بأصحابها أن يتهيئوا لذبحها وألاستفادة منها".
هناك جانب مهم في هذا ألموضوع يتمحور حول ألقوى ألاجتماعية ألتي شكلت ألعمود ألفقري للمنتفضين. فهي حسب جميع ألتحليلات، قوى شبابية من ألطبقات ألوسطى ألتى لم تجد وليس لها أن تجد في برامج أليسار في تلك ألدول أي آفاق واقعية لمستقبلها. هل لي أن أسأل هذه ألأحزاب وألتيارات ألمحسوبة على أليسار، ما ألذي تغير في برامجها على خلفية ألانهيار ألمدوي للتجربة ألاشتراكية ألسوفيتية؟؟؟؟؟حسب علمي فان حزب ألتجمع ألمصري أليساري ألانتماء، هو ألوحيد من بين يساريي ألدول ألمنتفضة، ألذي أدخل تغييرات محورية في برامجه، ولكن شعاراته ومواقفه كانت إنعزالية ومترددة منذ بداية ألانتفاضة!!!نعم، لقد كانت ألظروف معقدة حينها، فألدول ألعربية ألداعمة للانتفاضات منذ بدايتها، هي دول تتناغم في سياستها مع سياسة ألادارة ألأمريكية وألتحالف ألغربي، وما كان لها أن تقدم على تقديم ألدعم ألسياسي وألاعلامي وألمالي وألعسكري دون مباركة أمريكية. ولكن هذا لا يعفي أليسار في هذه ألبلدان من محاولة أخذ زمام ألمبادرة في ألشارع. هذا بينما نرى أن حزب ألنهضة ألتونسي، حسب تصريح ألعديد من قياداته، فوجئ بتطور ألأحداث، ولكنه سارع في أخذ ألمبادرة بدعم شباب ألثورة وجنى ثمارها فيما بعد. هذا كما أن ألليبراليين ألليبيين سارعوا في إسناد ألثورة منذ بدايتها، وهم بألتالي أخذوا مواقعهم في ألخارطة ألسياسية لليبيا ألجديدة بعد ألتحرير رغم هيمنة ألاسلاميون.
قضية إحتواء ألحدث وألتفاعل معه، هي قضية برنامجية بامتياز بألنسبة لليسار. فبدون ألتشخيص ألصحيح لسمات ألحاضر في جغرافيته ألمحددة، تضل قوى أليسار طريقها في خطابها للقوى ألاجتماعية ألطليعية ألتي يناط بها بناء حاضرها نحو مستقبل أفضل.
2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟
لقد عودتنا ألقوى أليسارية وألديمقراطية في ألدول ألعربية على ألبحث في خارجها عن أسباب ضعفها وهوانها لكي تعفي نفسها من أسباب هذا ألضعف. فألدكتاتوريات ألعربية لم تتردد في سحق أية معارضة مهما كان لونها. بل وأنها قد أمعنت في إرهاب ألقوى ألدينية. ففي ليبيا مثلا، كانت آلة ألقمع مسلطة بألدرجة ألأولى على ألتيارات ألاسلامية، أما في مصر فقد كانت هناك قوانين تمييزية ضد ألاخوان ألمسلمين وألحركات ألسلفية، بينما تمتع ألناصريون وحزب ألتجمع بهامش واسع من حرية ألحركة وألتنظيم!!
أليسار بطبيعته، منذ نشأته في عالمنا ألعربي، قوة سياسية قائمة على منظومة فكرية محددة. وألفكر يتطلب منه جهدآ كبيرآ لتجديده وتطويره مع تطور ألحياة ذاتها، وتنسيق برامجه تبعآ لهذا ألتطور. وهذا ليس له أن يحصل في ظل هيمنة نشطاء وقياديون يساريون يمتهنون ألحزبية ويكتفون من ألفكر بألشعارات وألتثوير أللفظي. وللأسف أنه لذات ألأسباب نلاحظ بأنه حتى تلك ألأحزاب ألتي حدثت برامجها، بقيت عاجزة عن إيصال هذا ألتحديث إلى ألشارع وتحويله إلى قوة فاعلة في ألنشاط ألفكري اليومي للناس. وقد زاد إرهاب ألحكام ألعرب للتيارات أليسارية وألديمقراطية من تفاقم هذه ألمشكلة، لأن ألذي تعرض للقمع أولآ هم ألنشطاء ألواعين فكريآ في هذه ألأحزاب كونهم ألأكثر إنكشافآ لقوى ألأمن ألقمعية.
ويبقى ألسؤال ألكبير، هل ستعي ألأحزاب أليسارية هذا الواقع وتعوض عن خسارتها في كوادرها ألفكرية بألاستخدام ألتعويضي ألفعال وألصائب لوسائل ألاعلام ألمتوفرة لديها لسد هذا ألنقص وألعودة إلى تقاليد ألاشتراكية ألديمقراطية بتنشيط ألحوارات ألفكرية في إطار ألهدف ألرئيسي، أم أنها ستحول صحفها ألورقية ووسائل إعلامها الأخرى إلى إعلام من لون سياسي وفكري واحد خاضع لحسابات، وأحيانآ أمزجة قيادييها.
وهذا يقودنا إلى موضوعة ألانتماء، وهي موضوعة تأسيسية في تشكيل ألأحزاب ألاشتراكية أليسارية، فألرفيق ألحزبي يجب أن ينتمي أولآ إلى قناعاته ألتي يساهم ألتنظيم كتحالف طوعي للأفراد في تكوينها وبلورتها. بدون ذلك سوف لا نبني حزبآ إشتراكيآ بل مؤسسة من ألمنتفعين وألمنافقين وألمتسلقين. لقد إنحرف ألبلاشفة برنامجيآ عن مسيرة ألبناء ألسليم للحزب ألاشتراكي ألديمقراطي منذ بداية ألقرن ألعشرين وحتى قبل مؤتمرهم ألانشقاقي ألثالث والذي إنعقد في لندن عام 1905 ولكنهم مع ذلك وبفضل حكمة ودهاء لينين ألسياسي بقوا محافظين عمليآ (إلى حد ما) على ألتقاليد ألاشتراكية ألديمقراطية في ألحزب حتى إعتلاء ستالين لهرم ألسلطة ألحزبية، ليأخذ على عاتقه بناء ألحزب من "ألطراز ألجديد". وما لم نعود أليوم لنؤسس لعلاقة جديدة في ألحياة ألحزبية ألداخلية ولعلاقة جديدة بكافة فئات وطبقات ألمجتمع، منطلقين من أن ألمشروع ألاشتراكي هو مشروع إنساني قبل كل شيئ، فلا مناص من هزائم جديدة.
3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟
جميع ألانتفاضات الثورية ألكبرى إبتداءآ بكومونة باريس ومرورآ بثورة أكتوبر في روسيا وحروب ألتحرير في فيتنام وألجزائر وإنتفاضة ألشعب ألايراني وأخيرآ تونس ومصر وليبيا كانت ترتكز على إيمان ألجماهير بمشروع ألأمل. مشروع كان يرى كل من ساهم في هذه ألمنعطفات ألتاريخية ألكبرى وغيرها أنه مشروعه ألشخصي وأن قيمته كوجود مرتبطة بانتصار هذا ألمشروع. لقد ذكرت في مقالتي ألمنشورة في (ألحوار ألمتمدن) وألتي كانت بعنوان "ألاشتراكية وألديمقراطية" أن دروس ألتجربة ألانسانية في ألقرن ألماضي وتجارب ألمنطقة تفرض على أليسار ألاشتراكي ألديمقراطي خوض غمار نضال يومي صبور بأساليب ورؤى جديدة تدفع بأوسع فئات وشرائح المجتمع إلى ألتخلص من فكرة ألتغيير ألآتي من خارجها ودون مشاركتها، وخاصة عبر ألانقلابات ألمسلحة وألثورات ألتي يجري ألاعداد لها في ألظلام، وتوجهها صوب مسار تاريخي تجري صيرورته بألاختيار ألحر وألواعي لبرامج ألتغيير ألاقتصادي ألاجتماعي. إن خلق تيار شعبي واعي يعتمد مشروع أمل إشتراكي متجدد هو ألدرس ألأهم من دروس ألانتفاضات ألشعبية. كما أنه لم تعد دروس وعبر البطولات الفردية لرموز وقيادات أليسار في ألمعتقلات أو في ألأهوار أو ألسهوب أو على قمم ألجبال كافية لوحدها في زرع ألقناعة في قلوب أجيال جديدة نشأت في عصر ثورة ألمعلومات.
وهناك موضوعة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، وهي موضوعة ألطبقة ألاجتماعية ألتي يناط بها إحداث ألتغيير، وقد تناولت هذا ألموضوع باقتضاب شديد في معرض إجابتي على سؤالكم ألأول. فكارل ماركس عند تحليله للوضع ألاقتصادي وألاجتماعي في أوربا ألغربية في ألقرن ألتاسع عشر أفرز ألبروليتاريا كطبقة يناط بها إنجاز مهام ألثورة ألاشتراكية. وهنا يجب ملاحظة أن ألبروليتاريا ليست هي كل ألطبقة ألعاملة، كما أن ألتغيرات ألحاصلة في تركيبة ألنظام ألاقتصادي ألاجتماعي ألرأسمالي منذ ماركس فرضت تغييرات حاسمة وعميقة على تكوينة ألطبقة ألعاملة ككل وعلى تنوع فصائلها في إطار ألنظام ألرأسمالي ألاقتصادي ألاجتماعي. ولكن ألقاعدة ألعامة في دراسة ماركس وألتي بقيت تحتفظ بأهميتها هي تشخيص ألطبقة أو ألتحالف ألطبقي ألذي يناط به إنجاز ألتغيير تبعآ لأهداف هذا ألتغيير، وقد أوضح ماركس فكرته هذه بصورة مبدعة في نظريته عن "ألثورة ألدائمة". وبناءآ على ذلك فان ترديد أليسار في أدبياته على أنه يمثل حصرآ، مصالح ألطبقة ألعاملة، بغض ألنظر عن ألتشكيلة ألاقتصادية ألاجتماعية ألقائمة، وأنه يناضل بها ومن أجلها لتحقيق أهداف ديمقراطية هي ضرب من ألخيال ألثوري وليست مثمرة على ألاطلاق ولا تفضي سوى لعزل أليسار ألاشتراكي عن ألمكونات ألاجتماعية ألطبقية ألأكثر طليعية أليوم في إحداث ألتغيير ألديمقراطي.
إن ما يثير أسفي، بل وغضبي غالبآ، هو عمى ألألوان "ألولادي" عند معظم ألأحزاب وألقوى أليسارية في ألمنطقة ألعربية، فهي ترى ألحاضر بألوان ألمستقبل وترى ألمستقبل بألوان ألماضي. وإلا فما معنى أن تتبنى أحزاب شيوعية عربية في أللقاء 13 للأحزاب ألشيوعية وألعمالية ألمنعقد في أثينا في 9-12 ديسمبر 2011، شعار (إسقاط ألرأسمالية وبناء ألاشتراكية ضرورة ملحة بألنسبة للشعوب)....هل هذه هي مهام أليسار ألآن وهنا؟؟؟؟؟
4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
لا أعتقد أنه من ألمجدي ألانعزال عن ألعملية ألديمقراطية في أي من حلقاتها إن توفرت ألامكانيات لمساهمة فعالة في هذه ألعملية، مهما كانت ألنتائج ألمتوقعة. كما أنه لا يجوز ألاستنكاف عن ألدخول في إتفاقيات براغماتية غير ستراتيجية مع ألأطراف ألأخرى في ألعملية ألسياسية، فلينين لم يستنكف عن ألاتفاق حتى مع (ماخنو)، ألذي كان يرأس عصابة من ألفوضويين ألأوكرانيين، في فترة ألحرب ألأهلية ألتي أعقبت ثورة أوكتوبر.
ثم أن هناك مساحة واسعة لعمل أليسار عدا مؤسسات ألدولة. فهناك ألنقابات وألاتحادات ألمهنية، كما أن هناك منظمات ألمجتمع ألمدني وغيرها. وعلى أي حال فأليساريون في هذه ألبلدان هم ألذين يحددون ألاسلوب ألأنسب لنضالهم، وليس لنا سوى أن نتمنى عليهم تجنب ألأساليب ألانعزالية ألثوروية وألمبالغة في ألشعارات ألثورية، وكما يقول لينين "إن ألخطر ألأكبر، وقد يكون ألوحيد، ألذي يتعرض له ألثوري ألحقيقي هو ألمبالغة في ألشعارات ألثورية وإهمال ألحدود وألظروف ألمناسبة لتنفيذ ألأساليب ألثورية ألناجحة".
5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟
تشتت قوى أليسار ألماركسي في ألدول ألعربية، ظاهرة طبيعية مرتبطة بظروف نشأتها. فمقارنة بأليسار في أمريكا أللاتينية، كانت قوى أليسار في ألمنطقة ألعربية تعتمد كثيرآ في صياغة مواقفها على ألمرجعيات ألدولية بهذا ألشكل أو ذاك، كما أنها تهتم كثيرآ بألنصوص، تعيش فيها وتصنع أسلحتها منها. لذا فهي لا تهتم كثيرآ في أنها تنمو في أغلبها في جزر لا علاقة لها بواقع ألحال في بلدانها، ومحنتها أليوم ليست فقط في أنها تعيش خارج ألجغرافيا بل وألأهم من ذلك هو أنها تعيش خارج ألتاريخ. وهذا ألاستنتاج بألتأكيد لا يصلح لأن يعمم على ألجميع، ولكن لا يجوز أيضآ تجاوزه عند وضع رؤيا لمستقبل أليسار ألماركسي في ألمنطقة ألعربية وآفاق ألتحالف من أجل إنشاء جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم "كل" ألقوى أليسارية وألديمقراطية ألعلمانية، كما جاء في سؤالكم.
في نهاية ألتسعينيات من ألقرن ألماضي توجهت قيادة ألحزب ألاشتراكي ألروسي ألتي إنشقت عن حزب ألفلاحين، إلى ألأممية ألاشتراكية بطلب رسمي لقبول ألحزب ألاشتراكي ألروسي عضوآ في ألأممية. وقد كان رد ألأممية ألاشتراكية على طلب ألحزب ألاشتراكي ألروسي هو أنه لكي يكون ألحزب إشتراكيآ لا يكفي لذلك إعلانه عن تبنيه لمبادئ ألاشتراكية بل أن يقدم انجازات ملموسة لتنفيذ برنامجه ألاشتراكي. وباعتقادي أن هذا ألمقياس يصلح تمامآ هنا عند تحديدنا للقوى ألتي يمكن أن تتكون منها ألجبهة أليسارية ألواسعة، لكي لا تذهب ألجهود هباءآ. ومع أني لست عضوآ في ألحزب ألشيوعي ألعراقي وأنتمي أساسآ إلى ألمدرسة ألاشتراكية ألديمقراطية، ففي مقالتي ألتي نشرت في ألحوار ألمتمدن تحت عنوان "أليسار ألعراقي ورياح ألتغيير"، ذكرت بأنه لا يمكن إلتفكير بانشاء تحالف يساري في ألعراق بدون ألحزب ألشيوعي ألعراقي، لا بل ودون أن يكون محوره ألحزب ألشيوعي ألعراقي.
وليبدأ ألتحالف بخطوات أكثر تواضعآ من (ألجبهة) و (ألبرنامج ألمشترك). وقد إقترحت في ألمقالة ألمذكورة أعلاه، في أن تتفق قوى أليسار ألعراقي على إنشاء منبر إعلامي مشترك للدراسات ألفكرية وألسياسية، تطرح فيها ألاراء على إختلافها وتنوعها بكل حرية وسعة صدر، وكما قال لينين فلكيما نتفق يجب أن نحدد ألتخوم وألمسافات ألتي تفصلنا. وعندها سيتضح للجميع على ماذا يمكن ألاتفاق لكي يمضون فرادا وينقضون سويةً، طبقآ لمبدأ بليخانوف ألمعروف. وعلى أي حال فان هذا ألاقتراح لا يتعارض مع وجود برنامج حد أدنى من العمل ألمشترك.
وقبل أن أختم إجابتي على أسئلتكم ، بودي أن أشير إلى ألأرضية ألتي يرتكز عليها مقترحي ألمذكور أعلاه. فقد تتلمذ معظمنا على ألفكر ألماركسي ألمولود من رحم ألبلشفية، ألتي جعلت (ألفكري) تابع مطواع (للسياسي). فمعظم ألدراسات ألماركسية ألتي هيمنت على صناعة ألفكر أليساري ألماركسي في ألقرن ألعشرين روجت أساسآ للفكر ألسياسي ألبلشفي في علب ماركسية. لذا فان قلب هذه ألمعادلة بحيث تأخذ وضعها ألطبيعي ويكون ألموقف ألسياسي تابعآ لمسار فكري إشتراكي حيوي ومتطور، هو حجر ألأساس من أجل بناء مستقبل أكثر رحابة وأكثر عدالة....وبالتالي، أكثر سعادة.
وأخيرآ، وبمناسبة ألذكرى ألعاشرة لتأسيس (ألحوار ألمتمدن)، ليس لي إلا أن أهنئكم بهذه ألمناسبة، وأشد على أياديكم ممتنآ للدور ألريادي ألذي يلعبه (ألحوار ألمتمدن) في دعم تطور ألفكر ألاشتراكي وألديمقراطي وألثقافة ألعلمانية ألمتنورة. وقد لاحظتم بألتأكيد أنني في معرض ردي على أسئلتكم أشرت إلى أن إعلام أللون ألسياسي وألفكري ألواحد هو إعلام إنعزالي، عاجز تمامآ عن توسيع ألقاعدة ألجماهيرية لليسار في ألمنطقة ألعربية، لأنه إعلام تلقيني فوقي لا إبداع فيه، بينما أنتم في (ألحوار ألمتمدن)، بتوجهاتكم ألمتفتحة على جميع منابر أليسار ألاشتراكي صنعتم مثالآ وضاءآ للآخرين.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. وصول ثمانية أطفال من مصابي غزة إلى شيكاغو لتلقي العلاج
.. المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الانصاري: ندعو الأطراف ال
.. مستوطنة إسرائيلية: لن أعود إلى منزلي ما دام جيشنا لا يقف أما
.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يزور بريطانيا ويلتقي
.. مصدر فلسطيني لـ -العربية-: مقترح مصري جديد لوقف النار لـ 42