الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب السوري يذبح والعالم يتفرج!

رزاق عبود

2012 / 1 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الشعب السوري يذبح والعالم يتفرج!
يتصاعد القتل اليومي للمدنيين العزل، والتصفيات الجسدية لرموز المقاومة الشعبية، من قبل اجهزة القمع السورية، وعصاباتها، ومرتزقتها، ومليشياتها المسلحة. يوما بعد يوم، وبسرعة البرق يتحول "الرئيس الاصلاحي الشاب"! الى رئيس عصابة ارهابية لا يختلف في سلوكه، وتعطشه للقمع عن صدام حسين، وغيره من الطغاة الدمويين. بل يصرح، ويتباهى بذلك علنا امام العالم، ويصفق له اعضاء مجلس الشغب بحماس مشاركين في جريمة الذبح اليومي للشعب، المطالب بالحرية. الدول العربية اخترعت لعبة الفرص، والمراقبين بتوجيه من واشنطن لتمنح النظام جرعات تمد في عمره، وتزيد من نزيف الدماء اليومي. تركيا تراجعت عن حماسها لدعم الثورة، والتغييرات بضغط امريكي، ورجاء اسرائيلي، وعربي(خليجي) حتى ينهك الشعب السوري، ويتعب مثلما راهن "مجلس التآمر الخليجي" على تعب المتظاهرين في اليمن وخاب ظنهم. لا زالت مافيا النفط، والسلاح في روسيا تمد النظام الفاشي في دمشق بالاسلحة الفتاكة. اوربا الغربية مع امريكا تفتعل ازمة مع ايران، وتصعد الموقف بحجة "المفاعل النووي" وتهدد بالعقوبات، والحصار لحرف انظار الراي العام عما يجري في سوريا. وهم يعرفون جيدا ان النظام السوري هو القاعدة الامامية لايران، وان عناصر حزب الله، والحرس الثوري الايراني، ومرتزقة من جميع انحاء العالم يساهمون في ذبح المعارضة السورية. ان دعم انتفاضة الشعب السوري المستمرة منذ اذار 2011 هو افضل عقاب، وحصار لايران لو كانوا صادقين. لم يعد العالم يفهم سبب هذه الالاعيب المكشوفة. لكن المؤكد، ان الشعب السوري البطل، الذي صمد كل هذه الاشهر الطويلة، وتحدى الارهاب، والصمت الدولي، وقدم الاف الضحايا سينتصر في النهاية. الجيش تزداد انشقاقاته، ولو توفرت له الفرص المناسبة لالتحق بالثوار مباشرة. النظام يترنح، ويتوسل الحوار مع المعارضة رغم التبجح الفارغ. الخلافات وصلت الى العائلة الحاكمة، وقيادات حزب النظام، الذين يخافون على مصيرهم، وامكانية تقديمهم لمحاكمات دولية، وخوفا على تضرر مصالحهم الاقتصادية. الثقة بين اطراف النظام، واجهزته تضعف باستمرار. تزايد حالة الانشقاق، والالتحاقات بالجيش السوري الحر، وتزايد امكانياته للدفاع عن المتظاهرين، والمدن السورية المنتفضة. صمود درعا، وحماه، وحمص، وادلب، وغيرها رغم احتلالها عسكريا، دليل على تصميم الشعب السوري المضي في ثورته، ودليل على فشل سياسة الارهاب المبرمج لنظام البعث في سوريا. النار تقترب من دمشق، والحبل يقترب من اعناق المجرمين الحاكمين. موقف مجلس الامن، والاعيبه المكشوفه، والتحجج بفيتو روسيا سيتغيرعندما يقترب حبل المشنقة من راس النظام مع توارد اخبار تململ، وتردد، وتذمر الكثير من قادة الجيش، بعد ان تلطخت سمعته بقمع المتظاهرين المسالمين المطالبين بالحرية، والديمقراطة، والعدالة الاجتماعية. ان وحدة المعارضة، وتنسيق اعمالها مع اللجان الشعبية الثوربة، وجيش سوريا الحر كفيل بتقريب ساعة الخلاص القادمة لا محالة رغم كل محاولات النظام اطالة عمره عن طريق الحل الامني، والقمع المفرط للشعب، ورغم محاولاته، وادعاءاته "الحوار" مع المعارضة. لقد بدأت الجرذان تهرب من السفينة الغارقة، وسيجد الجلاد بشار نفسه، قريبا، لوحده امام جبروت الشعب، الذي لا تقهره جبابرة.
رزاق عبود
29/1/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ذبحتنا بهالمقال
موجيكي المنذر ( 2012 / 1 / 31 - 13:54 )
الشعب السوري يذبح على يد من يا أستاذ ؟!

إذا كان جوابك هو الجيش والأمن فأنت مخطئ تماماً

والدليل أنه لم توَثّق أي حالة تم فيها ذبح أي إرهابي على يد عنصر جيش أو أمن

وإنما الذي يصح في هذه الحالة أن هؤلاء الإرهابيين يسقطون برصاص، وفقط برصاص الجهات المختصة وليس بالسواطير والخناجر والسكاكين التي هي أدوات إرهابييك العراعرة القرضاويين المفضلة، وذلك بالإضافة طبعاً للرصاص والمتفجرات وحبال المشانق

وبالتالي فعنوان مقالك يصبح أكثر مصداقية لو كان: الشعب السوري يُذبح ويُشنق على يد العراعرة والعالم يتفرج

صح النوم


2 - شهوة السلطة والمال
فرج زهير ( 2012 / 1 / 31 - 18:01 )
يعني ألم يكفي مافعله عملاء امريكا بالعراق حتى تقترح جلب عملاء جدد لسوريا.ثم الديمقراطية فكرة اوليغارشية لاتستفيد منها غير الطبقات الرجعية اليمينية


3 - ما اشبه الامس باليوم وغدا
نور الحرية ( 2012 / 1 / 31 - 18:55 )
الشعب السوري يذبح اليوم من قبل السلطة هذا امر لاشك فيه ولكن ما ان يستلم الثوار السلطة ان قدر لهم فسوف يذبحون هم بدورهم ما تبقى من الشعب وهذه المرة على الطريقة الاسلامية


4 - دعونا نقول الحقيقة ونتحاور بلا شتائم
رزاق عبود ( 2012 / 2 / 1 - 00:49 )
الخناجر، والسواطير، والسيوف، والسكاكين، والهراوات ومختلف الاسلحة، شاهدناها بايدي الشبيحة، وليس بايدي المتظاهرين المسالمين! ثم من هي -الجهات المختصة- التي تطلق الرصاص على صدور، ورؤوس الاطفال، والنساء، والمتظاهرين غير المسلحين؟ هل الدبابات، والمصفحات، وناقلات الجنود، وراجمات الصواريخ، والهوليكوبترات تابعة للمتظاهرين؟ تكلموا بانصاف ايها السادة! ان نظام الاسد مثل نظام صدام، وصالح، ومبارك، والقذافي، وبن علي حارب القوى الديمقراطية، واضعفها بل سحقوها في بعض البلدان، فبرزت القوى الاسلامية. لو سمحوا للقوى الديمقراطية، ان تعمل بحرية، لما نمت قوى الظلام. لو استجاب الاسد لبيان دمشق، الذي وقعه ما يقارب المائة شخصية سورية، لو استمع لنداء المظاهرات الاولى، التي طالبت بالاصلاح، الاصلاح فقط، لما تطورت الامور بهذه الشاكلة الان، ولكان النظام السوري اراحنا، واستراح. لكن الديكتاتوريات، لا تؤمن بحرية الشعوب، ولا حقوق الانسان، ولا الديمقراطية. لولا الديمقراطية لما تطورت اوربا، وتركتنا فريسة لابن لادن، واتباعه. بودي ان اوضح ان -عملاء امريكا في العراق- هم من يدعمون نظام بشار الاسد، سرا، وعلانية. واذا كنت ياصدي


5 - أعتذر للسيد رزاق عبود
موجيكي المنذر ( 2012 / 2 / 1 - 10:57 )
ورد في تعليقي: هي أدوات -إرهابييك- العراعرة القرضاويين المفضلة

أعتذر على تسرّعي في إطلاق الأحكام المسبقة، فبعد رجوعي لعدة مقالات لحضرتكم ومعرفتي لتوجهاتكم الفكرية حسبما استشفيت من تلك المقالات يمكنني أن أصحح جملتي السابقة لتصبح:

هي أدوات -الإرهابيين- العراعرة القرضاويين المفضلة

شكراً لكم رغم الاختلاف

اخر الافلام

.. امتحان عسير ينتظر إيران بعد وفاة رئيسي.. إلى أين ستمضي طهران


.. إجماع إسرائيلي على رفض قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو بصفت




.. مشاهير يوجهون رسالة إلى زوجة بايدن لحثها على اتخاذ موقف تجاه


.. استشهاد 10 فلسطينيين جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة الكح




.. وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، ماهي التبعات السياسية في