الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقية وتصحيح الموقف الخاطئ

علي حسين غلام

2012 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


العراقية وتصحيح الموقف الخاطئ
الكل متفق على إن تعليق القائمة العراقية حضور البرلمان وجلسات مجلس الوزراء كان قراراً سلبياً وموقفاً خاطئاً أضر بالمصالح والمصالحة الوطنية التي أنعكست على الوضع العام، ويتماشى مع بعض الأجندات الأقليمية حيث فتحت الأبواب للتدخلات الخارجية لغرض دق أسفين الفرقة بين أبناء البلد الواحد وإثارة الفتنة الطائفية، إضافة الى تأخير إقرار القوانين والمصادقة على الميزانية العامة، والكل متفق أيضاً على إن الخلافات والإنقسامات قد إستفحلت في هذه القائمة مما أدى الى إنسحاب أعضاء منها وتم فصلهم لاحقاً وحضور بعض وزراءها جلسات الحكومة ولم يتم فصلهم خوفاً من تزايد الإنسحابات، ناهيك عن التصريحات المتناقضة التي تصدر بين من يتحدث بالبقاء في الحكومة والعودة الى البرلمان وبين من يريد عدم العودة والذهاب الى المعارضة، وتجدر الإشارة الى إن هناك صراعات خفية وعلنية واضحة بين الكتل المنضوية في القائمة من أجل تغيير المعادلة القيادية والسيطرة على ترأسها والإستحواذ على المغانم والمكاسب وعدم الإكتفاء بالفتافيت وبقايا الكعكة بعد أن أصبح رئيس القائمة رجل الأزمات وغير مقبول من داخل القائمة وخارجها، خصوصاً وهناك مشاكل كبيرة مستعصية طفحت على السطح قد تؤدي الى تمزقها الى كونتانات صغيرة لا تمثل قيمة سياسية يمكن أن تأخذ دوراً بارزاً وأهمية في تغير المعادلات، وهذا الإرباك والتخبط السياسي ترك ضلاله على الشارع العام المتخوف على مستقبل العراق وإستقراره الأمني وهو الشغل الشاغل للمواطن بعد أن يأس من الحصول على الخدمات الأخرى، وما ستؤول اليه الأمور والأحداث والمصير المجهول من أنهيار العملية السياسية والتداعيات السلبية التي ستلحق بالمجتمع على كافة الأصعدة، والتي سوف تطال بلا شك الفقراء فقط من هذا الشعب المسكين. بعد إنسداد الأفق وتعثر المساعي إتخذت العراقية قرار العودة الى البرلمان وهو قرار اكثر عقلانية وموضوعية وخطوة تصحيحية لذلك الموقف الخاطئ وتقويم مسيرة القائمة المبتلاة بالطائفية رغم الشعارات الوطنية الفضفاضة التي ترفعها وإعادة المياه لمجاريها الطبيعية مع القوى الاخرى وإيجاد الحلول للتقاطعات، فضلاً عن عامل مهم وحيوي في إيقاف التدخل السافر للدول الإقليمية التي هي سبب في تدمير وإضطراب دولة مجاورة بحجة الديمقراطية وحقوق الإنسان والديمقراطية في بلدانهم مذبوحة وحقوق الإنسان مسلوبة (إن هشيم نار هذا البلد سيجر منطقة الشرق الأوسط الى ما لا يحمد عقباه)، وكذلك نزع فتيل المشاحنات والمناغصات الاعلامية والكلامية بين الحكومة وهذه الدول. إن هذا القرارسيمهد الطريق ويهيء الأجواء المناسبة للمشاركة في لقاء القوى السياسية المزمع إقامته للإنتهاء من عقدة الخلافات المستديمة التي تتأزم بين الحين والآخر في العملية السياسية وتأخذ مساحة كبيرة من وقت وإهتمامات السلطات الثلاثة وعموم الناس بمختلف شرائحهم، والإحتكام الى الدستور لحل كل القضايا العالقة من الإتفاقيات السابقة والمشاركة في حكومة الشراكة الوطنية والإلتزام الأخلاقي في تنفيذ سياستها، ومعالجة الأمور المطروحة بموضوعية وشفافية وقراءة سليمة وبنيات صادقة والأهم من كل ذلك الثقة المتبادلة والحرص على تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الأخرى للحصول على نتائج إيجابية تصب في خدمة المواطن الذي هو الغاية والهدف والوسيلة، إن الإتفاق والتماسك السياسي وتوحيد الرؤى ضمن إطار الوطنية يجعل العراق قوة مؤثرة في المحيط الإقليمي وحالة تفاعلية تصاعدية مع العالم ومنطلقاً لكل المبادرات السياسية في حل الأزمات بشكل عام، وكذلك عامل ريادي في نشر السلم والأمان بين الشعوب طالما كانت تجاربه كثيرة وكبيرة على الأصعدة كافة ويمتاز بتنوع فريد يجعله لاعباً أساسياً في كل المجالات، وسؤالنا هل إتخاذ العراقية قرار العودة من منطلق المصلحة الوطنية أم من أجل إنقاذ القائمة من السقوط السياسي والتمزق وحفظ ماء الوجه بعد الإنتقادات اللاذعة من الداخل والخارج أو للأستهلاك السياسي ووقت مستقطع لإلتقاط الأنفاس ورص الصفوف لجولة جديدة لتأزيم الأوضاع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ