الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوزير

خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)

2012 / 1 / 31
الادب والفن


ثم غادرت محطة بريكستون على أن ألتحق بالعمل مشيا على الأقدام. والحقيقة أنني كنت في غاية التعب، إذ استيقظت هذا الصباح في وقت مبكر جدا و وجدت نفسي على الساعة الثالثة في وجه إنسان تربطني به علاقة روحية ـ كما يقال ـ لنتحدث في أمور الوطن الحزين و في أمورأخرى.
فرحت للمغامرة رغم إحساسي بالتعب ، و وجدت نفسي اخترق زحمة السوق منتقلة إلى الضفة الأخرى حيث الهدوء.
كان الشارع طويلا ، نادرا ما تخترقه سيارة أو حافلة عموم ، حيث رُصّت جوانبه بأشجار طويلة تصل السماء .
كنت أمشي في خطى متثاقلة ثم ألقيت نظرة خاطفة على ساعة الموبايل كيلا أتأخر عن موعد العمل ، إذ كثيرا ما أسهو بين الأزقة بحثا عن الزمن الضائع ، لأتدارك نفسي هائمة فأجدني ألهث دون مراعاة لأحد وسط الزحام .
كان الجو معتدلا مقارنة بحرارة لا تطاق مررنا بها خلال اليومين الأخيرين ، مما أضفى على النزهة شيئا من المرح .
أخذت أقترب بعد أن أصبحت معالم كنيسة كاثوليكية لم أتمكن من حفظ إسمها تظهر في وضوح ، دنوت أكثر و إذا بصندوقين مليئين بالكتب وضعا أمام الباب الرئيسي لحديقة الكنيسة علها تستقطب المارة الراغبين في اقتنائها بالمجان ، فلقد سبق لي أن أخدت كتبا من هناك .
ثم واصلت الطريق بخطى مسرعة أكثر أدقّق في الأمكنة التي كنت أعبرها ، إذ غالبا ما تحدث تغييرات في مكان ما دون أن يشعر بها أحد.
أخذ الجو يبرد شيئا فشيئا و معه ترتعد الأشجار ، ثم سرعان ما لفت انتباهي شخص ما ، يرتدي بدلة رمادية حاملا جريدة في يده قد تكون " التايمز " أو " الغارديان " . كان وحيدا ، علّه ينتظر شيئا ما . بنفس المكان وقف أربعة أشخاص آخرين لا شك أنهم قد تعرفوا عليه ينتظرون حافلة تقلّهم إلى العمل.
توقف الباص رقم 3المتجه نحو "وستمنستر " Westminster بالمحطة ، ركب الواقفون ، وركب "سترو " الحافلة دون أن يكترث لأحد و دون أن يكترث له أحد بعد أن وضع بطاقة السفر "الأويستر" Oyster على الآلة ليدفع ثمن رحلته الصباحية إلى العمل.
إنه جاك سترو..
تولّى السيد سترو مهام سياسية كمستشار و شغل مناصب عليا و لا يزال ليكون وزيرا للداخلية و وزيرا للخارجية و سكرتير الدولة لوزارة العدل و رئيس مجلس " الكومنز " چوممونس و ووووو وهو لا يزال في ريعان الشباب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟