الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمَ يتميز موقف المواطنة العراقية عن موقف الطائفية العراقية؟

صميم القاضي

2012 / 2 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أعلن قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني (أن العراق وجنوب لبنان يخضعان لإرادة طهران ) ثم تلاه رئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب اردوغان بتصريح اتهم فيه نظيرَه العراقي السيد نوري المالكي (بالسعي إلى إثارة نزاع طائفي في العراق) وتبعا للدولة المصرحة انقسم القاده السياسين العراقين في ردود افعالهم على هذه التصريحات فمعسكر الشرق تغاضى عن استهتار المسؤول الايراني بسيادة العراق تحت شعار (ضرب الحبيب زبيب) ومعسكر الغرب تغاضى عن امتهان رئيس الوزراء التركي للعراقين تحت شعار (وهل أنا إلامن غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشد). وتساكت معسكر الشمال عن كل مايجري تحت شعار (نارهم تاكل حطبهم) .وتبعا لتبعيات القادة السياسين في وطني تبع الاعلام العراقي نفس التوجهات مما اصاب الاغلبيه العراقيه الصامته والغير منتميه للمعسكرات الطائفيه بالحيرة ذلك أن الصوت الوطني العراقي ضاع بين صدى الصخب التركي والايراني والذي تردده افواه القادة السياسين للعراق.
وفي غمرة هذا الانشقاق العراقي بين معسكري الشرق والغرب وضياع الرؤويه يصدح الخيار الوطني العراقي في تأييد السيد رئيس الوزراء العراقي في أن تصريحات رئيس الوزراء التركي مستفزه للعراقين ولكن الخيار الوطني العراقي يضيف بأن هذه التصريحات تمس احساس العراقيين الوطني وتمتهن سيادتهم ويكمل صوت الوطنية العراقيه فيقول : وكذلك هوحال تصريحات المسؤول الايراني وعلى الاثنين ان يعتذروا للشعب العراقي عن تدخلهم في شؤونه.
ويستمر صوت الوطنية العراقيه موجها الكلام الى القيادة السياسيه العراقيه: إن على قادة العراق السياسين ان يعبروا عن توجهات الشعب العراقي بتصريحاتهم لا ان يعبروا عن توجهاتهم السياسيه باسم الشعب العراقي.ان القياده السياسيه للعراق تاخذ مشروعيتها من دستور الدوله باعتبارة التمثيل القانوني للعقد الاجتماعي العراقي و المعبر الشرعي عن مصالح العراقيين جمبعا والوطن العراقي باكمله. بذلك فالقيادة السياسيه مسؤوله عن التعبير عن مصالح جميع العراقيين حين تكون في موضع السلطله وعندما تغادرها يعود لها الحق بالتعبير عن لسان حالها فقط.
ويذكر صوت المواطنة العراقيه للحكومه التركيه بانها هي من قطع مياه دجله والفرات وهي من جفف الانهار العراقيه نبض حياه الشعب العراقي وإن اثبات حسن النيه يتم باعادة مياه الانهار وليس بالاصطياد بالمياه العكره. أن التعدي السافر للحكومة التركيه والايرانية على الحقوق الدوليه للعراق بقطع مياه دجله والفرات ونهر ألون وقتل اهلة عطشا لهو فعل متناقض مع الادعائات بالخوف على اهل العراق من الحرب الطائفيه فقتل الناس عطشا او برصاص الحرب الطائفيه سيان وبنفس القدر فأن ذاكرة المواطنة العراقيه لن تنسى ما جاء به تصدير الثورة الايرانية للعراق من أقتتال وفساد وإمتهان للعراقين.
ويرى ضمير المواطنة العراقية في نفسه جنفا عن ان يأخذ الحكمه في تجاوز الصراع الطائفي او العرقي من حكومات موغله بغمط الحقوق المدنيه لمواطنيها من الكورد او الأرمن ومن العرب او المندائيين وبتقتيلهم حين يطالبون بها . ذلك ان ضمير المواطنة العراقية وعقلها متفقان على ان فاقد الشئ لايعطيه وكذلك فأن الحكومات التي لاتستطيع ان تقيم العدالة الاجتماعيه والحقوق المدنيه بين مواطنيها لهي عاجزة عن أن تصدر نموذجا مقنعا للعدالة الاجتماعية او الحقوق المدنية لجيرانها.
وعلى ذلك فأن الوطنية العراقية تدرك أن تدخل الساسةالايرانيين و الاتراك في الشأن العراقي يهدف الى تأجيج التناحر الطائفي في الوطن العراقي لتحويله الى ساحة صراع تتبارى فيه المطامع التوسعيه التركيه والايرانيه بدماء عراقيه لغرض اخضاع المنطقه وتحويلها الى مجال حيوي وسوق استهلاكي معتاش على الفتات الايراني او التركي وغير قادره على الاستقلال او القيام بذاتها.
ان تمييز الموقف العراقي الوطني عن الموقف العراقي الطائفي يتمثل في ان الاول يرفض التدخل لاي من دول الجوار في المسالة العراقيه وحتى وان كان تدخلهم بدعاوى الحفاظ على او حماية طائفه او ديانه اوعرق معين.فالعراقيين من هذه الطائفه اوتلك من هذا العرق او ذاك هم مواطنون عراقيون بالدرجه الاولى يحتمون بقوة انتمائهم لوطنهم وبتدعيم تطبيق القوانين والدستور ومن خلال الزام الحكومه العراقية على الامتثال للقانون والدستور عن طريق قوى المجتمع المدني ووسائل نضاله.وهم بذلك ليسوا رعايا يَخصونَ احدى دول الجوار لكي تدعي هذه الدوله او تلك مسؤولية حمايتهم . الموقف العراقي الطائفي يقبل بهذه الوصايه ويأتمر بها لخدمة مصلحة دول الجوار على حساب المواطنين العراقيين لذلك نرى تصريحات الساسه العراقيين متناقضه بخصوص تدخل دول الجوار بالشأن العراقي حسب المتدخل وليس حسب المصلحة الوطنيه العليا.
بتغلييب انتمائنا الطائفي على الانتماء الوطني وقبولنا ان نلتحق باحدى دول الجوار لتحمينا بدل دستورنا وقوانيننا سنعطي زمام رقابنا الى دول الجوار تلك ونتحول الى (رعايا) من الدرجه الرابعه في ولاياتهم يوجهوننا الى ما فيه اذلال انفسنا وبقية العراقيين ولا ادل على ذلك مما يجري على القيادة الساسيه للعراق اليوم.حين يصبح رئسي السلطة التنفيذيه متناحريين وكل منهما يتبع طائفيا لاحدى دول الجوار وينفذ ارادتها في تأجيج الحرب الطائفيه بين ابناء الوطن الواحد .
عندما تريد ان تعرف نفسك من خلال صفة المواطنة لتتميز عن معسكرات الطائفية فان موقف المواطنة العراقي يتميز عن موقف الطائفية العراقيه بثلاثة صفات هي اولاً: رفض تدخل الحكومه التركيه بشؤون العراق بنفس القدر الذي يرفض بها تدخل الحكومه الايرانيه بشؤونه او أي من دول الجوار . ثانياً: الحث على أمتثال القيادة السياسية العراقية والمواطنين العراقين للدستور والقانون العراقي في حل النزاعات بدلا من اتباع اعراف عشائرية وشللية . ثالثاً: تدعيم سلطة القانون والزام الحكومات العراقية على الامتثال لمسؤولياتها الدستورية بتوفير الامن والحماية للوطن والمواطنين لا بالاتكال على دول الجوار والدخول ك(موالي) واستجداء الحماية منها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إطلاق مشروع المدرسة الإلكترونية في العراق للتقليل من الاعتما


.. نتنياهو: خسرنا مئات الجنود بغزة.. وآمل تجاوز الخلاف مع بايدن




.. طلاب إسبان يدعمون غزة خلال مظاهرات في غرناطة


.. مراسل الجزيرة: 8 شهداء بقصف إسرائيلي شرق خان يونس




.. وثيقة مسربة تفيد بتخطيط موسكو لحرب ضد أوروبا.. ما رد الكرملي